الأرمن في ناغورني قره باغ.. موسم العبور من ممر "لاتشين"
بدأ الستار يسدل في ختام جولة من الحرب بإقليم ناغورني قره باغ، مع إقرار الأرمن بالهزيمة، حيث تبدو الوجهة الوطن الأم، بعبور ممر "لاتشين".
وسارعت السلطات الأرمنية إلى فتح حضنها لأبناء القومية من سكان ناغورني قره باغ، وقال نيكول باشينيان رئيس الوزراء اليوم الأحد إن بلاده مستعدة لقبول جميع سكان الإقليم.
وبالفعل بدأ مسار العودة يمتد من ناغورني قره باغ إلى أرمينيا، ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن وزارة الصحة في أرمينيا أن سيارات إسعاف أجلت بعض المصابين إلى البلد الأم.
الوزارة قالت إن "سيارات إسعاف وعلى متنها مسعفون تنقل 23 مصابا من ناغورني قره باغ إصاباتهم خطرة وبالغة الخطورة"، وعبرت السيارات فعلا الجسر على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.
كما أكدت قيادة منطقة ناغورني قره باغ لوكالة "رويترز" اليوم الأحد أن المنتمين لعرقية الأرمن في المنطقة سيغادرونها إلى أرمينيا؛ حيث لا يريدون العيش كجزء من أذربيجان، ويخشون من "التطهير العرقي".
وهذا ما شدد عليه أيضا دافيد بابايان؛ مستشار رئيس "جمهورية أرتساخ" الانفصالية المعلنة من جانب واحد، حين قال: "شعبنا لا يريد العيش كجزء من أذربيجان. 99.9 بالمئة يفضلون مغادرة أرضنا التاريخية".
لكن من غير الواضح متى سيتوجه نحو 120 ألف نسمة، من الأرمن في قره باغ إلى ممر لاتشين.
وصمة عار
ولم يكن المستشار الانفصالي مرتاحا لهذا المآل لأبناء قوميته، إذ قال: "مصير شعبنا المسكين سيسطره التاريخ كعار ووصمة على جبين الأرمن والعالم المتحضر بأسره. المسؤولون عن مصيرنا هذا سيحاسبون يوما ما أمام الله على خطاياهم".
وكانت أرمينيا دعت أمس السبت إلى الانتشار الفوري لبعثة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان والأمن في الإقليم المتنازع عليه، وسط وقف هش لإطلاق النار.
ويوم الأربعاء أعلنت أذربيجان وقف إطلاق النار بعد إجبار القوات الانفصالية الأرمينية على قبول العودة الكاملة لإقليم قره باغ إلى سيطرتها.
خياران
وتدير إدارة انفصالية مناهضة لأذربيجان منطقة قره باغ منذ الحرب التي اندلعت في أوائل التسعينيات في ظل تفكك الاتحاد السوفيتي، ووعدت باكو بحماية حقوق الأرمن؛ لكنها تقول إن لهم مطلق الحرية إذا رغبوا في الرحيل.
وبين مغادرة جماعية للأرمن من ناغورني قره باغ، ونشر بعثة مشتركة بين الوكالات من قبل الأمم المتحدة لمراقبة وتقييم حقوق الإنسان والوضع الإنساني والأمني على الأرض، يترقب الأرمن مصيرهم في الإقليم الذي عرفوه وطنا لهم عقودا من الزمن، وشكلوا غالبية سكانه، وحلموا فيه بالانفصال، وتأسيس جمهوريتهم الخاصة.
وفي وقت سباق دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى إحلال السلام في المنطقة، وأدان عدد من حلفاء أرمينيا الغربيين العملية العسكرية الأذربيجانية.
ويعيش آلاف الأرمن في قرة باغ بدون طعام، وتوجهت قافلة مساعدات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر نحو الإقليم أمس السبت، كانت هي الأولى منذ الهجوم الذي شنته باكو.
فيما تقول روسيا إنها سلمت أكثر من 50 طنا من المواد الغذائية وغيرها من المساعدات إلى الإقليم.