التويجري: الإرهاب عمل إجرامي لا يجب أن يلصق بأي دين
الدكتور عبد العزيز التويجيري، مدير منظمة "إيسيسكو" في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام يؤكد أن الإرهاب لا يجب أن يلصق بأي دين
قال الدكتور عبد العزيز التويجيري، من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم للثقافة إيسيسكو، الإرهاب عمل إجرامي لا يجب أن يلصق بأي دين.
ووجه التويجري في كلمته خلال مؤتمر الأزهر العالمي للسلام الشكر لفضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، واصفا إياه بأنه "يمثل الإسلام ورسالته خير تمثيل، ويضحض بأفكاره وأعماله الدعوة الباطلة التي يروجها أعداء المسلمين"، مؤكدا دعم منظمة (الإيسيسكو) لرسالة الأزهر السامية والتي تعتبر الممثل الحقيقي للإسلام.
وأدان التويجري حادث تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، معبرا عن مشاكة الحزن والأسى لضحايا التفجيرين وذويهم.
وأرجع التويجري أهم معوقات السلام في العالم المعاصرإلى خمسة محاور، منها الصراعات التي تنشب بين القوى الكبرى، التي من المفروض أنها حامية للسلام والأمن في العالم.
وأوضح أن هذه الصراعات على المصالح والمواقف أنتجت خلالا كبيرا في منظومة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن بشكل خاص، حيث أصبح عاجزا عن ممارسة وظيفته الأساسية، لافتا إلى حق الاعتراض بالفيتو الذي "يضيع كثير من حقوق الشعوب".
وقال التويجري أن ثاني المعوقات هو تجارة السلاح وصناعتها، التي لا تزدهر إلا في الصراعات والحروب، حيث يقتل بها الآلاف من البشر يوميا، مؤكدا أن هذه الصناعة من أهم معوقات صناعة السلام، لافتا إلى أن توجيه رأس المال لهذه الصناعة إلى نشر قيم الحب والسلام بديلا عن إذكاؤ نار الحروب.
ثالث المعوقات التي ذكرها التويجري هو انتشار ظواهر التعصب الديني والعرقي في عالمنا اليوم، حيث تصاعدت الأصوات اليمينة المتشددة في كافة أرجاء العالم، في أوروبا مثل هولندا والنمسا والتشيك، لافتا إلى صراع الرئاسة في فرنسا الذي يمثل تصاعد لحزب يميني متعصب ضد المسلمين.
وأكد أن الإرهاب وليد لهذا التطرف والتعصب، وشدد على ضرورة العودة إلى جذور نمو كراهية الآخر والتعامل مع منابع التشدد.
وذكر التويجري أن رابع المعوقات هو الأطماع الدولية في ثروات الدول القومية، مما يجعلها تدعم تيارات داخل الدول القومية تساعداها على إتمام مخطط نهب ثرواتها، مما يولد الحقد والغضب فتنتشر الصراعات.
وجاءت الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين الدول، من حيث الغنى والفقر، العقبة الأخيرة في سبيل تحقيق السلم العالمي، حسبما أوضحت رؤية الدكتور التويجري، موضحا أنه عندما يرى الفقراء شعوب العالم الغنية تستولى على كافة الثروات وتجبرها على الفقر والتخلف، تتولد روح الغضب مما يدفعها نحو التطرف.
وشدد على أن العدل الاجتماعي بين الشعوب يؤدي إلى الاستقرار وزيادة السلم في جميع المجتمعات.
وثمن التويجري في ختام كلمته موقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب المعلن والمعروف بشأن نشر قيم السلام والتعايش، مشيرا إلى أنه مستمد من آيات الله وأحاديث الرسول، لأن السلم في الإسلام دعوة للناس كافة، مؤكدا أن "سيادة ثقافة السلام في المجتمعات الإسلامية أصل من أصول الدين الإسلامي".