القبيسي: لا سلام إلا بتحملنا المسؤولية تجاه اختلافاتنا الإنسانية
كلمة الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي بالإمارات العربية المتحدة، في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام.
قالت الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي بالإمارات العربية المتحدة، إن السلام لن يتحقق إلا بتحملنا المسؤولية تجاه اختلافاتنا الإنسانية، وتحمل مسؤوليتنا بالسعي نحو البحث عن المشترك بيننا لتحقيق السلام، واستغلال الاختلافات في تحقيق التعايش والتنوع.
وأضافت القبيسي، في كلمتها في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، التي بدأتها بالترحّم على ضحايا تفجير الكنيستين المصريتين في يوم أحد الشعانين، داعية لهم بالرحمة ولذويهم بالصبر، أن "السلام تحية الإسلام الخالدة، ودعوة الأديان السماوية، وقيمة إنسانية غالية راح ضحية غيابها الكثير من الناس، وهي مطلب حيوي للعالم أجمع ، وأمر حتمي للعالم أجمع".
ووجهت القبيسي خالص الشكر والامتننان لشيخ الأزهر الشريف فضيلة الدكتور أحمد الطيب، بشكل خاص على دعوته لهذا المؤتمر، وبالنيابة عن الجميع للدور الكبير المبذول من الأزهر ومجلس علماء المسلمين في نشر مفهوم السلام وقيمه في كافة الدول.
وأوضحت أن السلام لم يعد مفهوما سياسيا بين الدول فقط، وإنما داخلها وبين قطاعاتها وطوائفها، باعتبار أن احترام الآخر والتعايش وقبول الاختلاف هي ثوابت تنطبق على الأفراد وعلاقاتهم مثلما تنطبق على الدول.
وأكدت أن قيم التعايش السلمي والحوار باتت ضرورية لتوفير بيئة للعمل والإبداع التي هي حق للشعوب أن تنعم بها، مشيرة إلى تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة التي يحتذى بها في تحقيق الانفتاح والتنوع والسلام والتعايش بين أكثر من 200 جنسية عبر أراضيها.
كما شددت على أن ذلك لم يكن ليتحقق من دون تخطيط واع، وإرادة صلبة، وآليات وقوانين منظمة، مشيرة إلى استحداث وزارتين يختصان في حوكمة القيم، وهما وزارتا السعادة والتسامح، بالإضافة إلى دعم الإمارات لعدد من المبادرات والمؤسسات السلمية مثل مركز (هداية) الدولي ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ومجلس حكماء المسلمين، الذي لعب دورا حيويا في تقديم الصورة الحيوية للإسلام في كافة أنحاء العالم، موجهة الشكر لهم جميعا على ما يبذلونه من جهد في سبيل التعايش الحر.
وقالت القبيسي إن "التطرف أساء للإسلام ودفع ضريبته المسلمون"، مؤكدة ضرورة الفصل بين الإسلام والتطرف، فصلا واضحا فكريا وسياسيا، "فتخليص صورة الإسلام من التطرف أولوية أولى".
ونوهت إلى أن الإرهاب يحاول أن يستثير صراع الهويات بين عناصر المجتمع الواحد.. وبوادر هذا الصراع بدأت تظهر في العديد من الدول.
ولفتت إلى أن الشعوب تنظر إلى القيادات الدينية على أنها بوصلة لقيمها، ما يفرض عليهم المسؤولية الكبرى، مؤكدة ضرورة إدراك معوقات السلام بشكل جاد، وتجاوز تجارب الماضي وتحدياته، كخطوة أولى لتحقيق السلام.
وأشارت القبيسي إلى دور المؤسسات التشريعية في نشر قيم السلام والتسامح بالمجتمع وإحداث التغيير المطلوب، عن طريق تأسيس بنى تشريعية لضمان السلام والتعايش، وتجريم الكراهية، واستخدام كافة الوسائل من أجل هذا الهدف عبر الوسائط التقليدية أو الوسائط المستحدثة مثل التواصل الاجتماعي؛ للوصول إلى شرائح المجتمع خاصة الشباب.
كما أشارت إلى إعلان أبو ظبي للتسامح الذي أكد ضورورة تعزيز الحوار الدولي من أجل السلام.
وألمحت إلى أن ركائز السلام أهمها تسوية الصراعات الداخلية وإنهاء الصراع الذي تعانيه الشعوب، وخاصة الشعب الفلسطيني، وتجفيف منابع الإرهاب والحروب بالوكالة، وعلى المستوى الوطني يجب منْح الكثير لتطوير التعليم لأنه المصل المضاد للجهل والتخلف والتراجع الحضاري والتطرف.
واقتبست القبيسي من الميثاق التأسيسي لليونيسكو "لما كانت الحروب في عقول البشر.. يجب أن يبنى السلام في عقولهم أيضا".
وشددت على أهمية التمكين لعناصر المجتمع من الشباب والمرأة، وألا نستسلم لخطاب التطرف والغلو لأن هيمنته هو انزلاق للصراع.
وثمّنت الدور الوطني للبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرط الطرازة المرقسية، وانتصاره للوطن والاصطفاف الوطني في ظل الأحداث الدامية التي شهدتها مصر، وتفويت الفرصة على الإرهاب في تحقيق غايته.
aXA6IDMuMTM3LjE4MC42MiA=
جزيرة ام اند امز