شيخ الأزهر: على قادة الأديان الاجتماع في خيمة واحدة
واختتم الطيب "نحن قادمون من منطقة عانت من العبث بالدماء والأرواح، وأتمنى أن ألقى الله وأنا سائر في طريق صنع السلام والتسامح".
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، إن الحوار بين الأزهر الشريف والكنيسة الإنجليكانية يحتاج إلى التوقف أمام عدة إشكالات مهمة، أولها غياب الدين عن توجيه الناس.
- "منتدى شباب صناع السلام" يناقش كيفية ترسيخ قيم التسامح والعفو
- جلسة مباحثات ثنائية بين الإمام الأكبر والملكة إليزابيث الثانية
وأوضح الطيب خلال ترؤسه مع الدكتور جاستن ويلبي، كبير أساقفة كانتربري، اليوم الثلاثاء، الجولة الثالثة من جولات الحوار بين الأزهر الشريف والكنيسة الإنجليكانية، أن هذا الغياب بدأ في الغرب ثم أخذ في الانتقال إلى الشرق، وهو يتلخص في "أنسنة الإله وتأليه الإنسان"، حيث ترتب على ذلك شيوع أخلاقيات ترتبط بغرائز الإنسان وليس بروحه، التي ترتبط بالقيم السامية للأديان.
كما أشار الإمام الأكبر أثناء الحوار الذي تم في "قصر لامبث"، مقر أسقفية كانتربري بالعاصمة البريطانية لندن، إلى أهمية تصدي قيادات الأديان للمآسي التي يتعرض لها البشر، والوقوف بجانب الفقراء والمهمشين.
وشدد الطيب "يجب أن نجتمع تحت خيمة واحدة عنوانها (الدين ضرورة للإنسان)، ووجود هذه الخيمة يتطلب سلاماً بين قادة الأديان"، موضحاً أنه في هذا السياق جاء تحرك الأزهر، باعتباره منارة المسلمين الكبرى، لصنع السلام بين رواد المسجد والكنيسة.
كما تطرق شيخ الأزهر إلى التجربة المصرية في هذا السياق، ضارباً المثل بالحوار بين الأزهر والكنيسة، من خلال مبادرة "بيت العائلة المصرية"، الذي يسهم بقوة في التأليف بين المسيحيين والمسلمين، ويقطع الطريق على من يريدون العبث بالنسيج الوطني الواحد للشعب المصري.
واختتم الطيب حديثه بالقول "نحن قادمون من منطقة عانت من العبث بالدماء والأرواح، وأتمنى أن ألقى الله وأنا سائر في طريق صنع السلام والتسامح".
من جانبه، قال الدكتور جاستن ويلبي، كبير أساقفة كانتربري، إن الحوار بين الأزهر والكنيسة الإنجليكانية انطلق في عام 2002، أي بعد تفجيرات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة بعدة أشهر، وقبل نحو عام من احتلال العراق، فيما كانت الانتفاضة مشتعلة في الأراضي الفلسطينية، ولذا فإن الحوار جاء في وقت كانت الأوضاع والتحديات في الشرق الأوسط صعبة.
وأوضح ويلبي أن التحديات الآن ليست بأقل صعوبة مما كانت عليه في الماضي، خاصة فيما يتعلق بدور وقدرة القيادات الدينية على التأثير في الجماهير، وكيفية مشاركتها في صنع السلام وبناء عالم جديد، وذلك من خلال التركيز على ما تتضمنه الكتب المقدسة من قيم وتعاليم تحض على السلام والتعايش وقبول الآخر.
وتأتي هذه الجولة الثالثة من جولات الحوار ضمن فعاليات منتدى "شباب صناع السلام" الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين وأسقفية كانتربري.
ويشارك في المنتدى 25 شاباً من العالم العربي، اختارهم الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين من عدة دول عربية، فضلاً عن 25 شاباً من أوروبا اختارهم أسقفية كانتبري، مع الحرص على تنوع مشاربهم الدينية والتعليمية والثقافية، بما يعكس ثراء الشرق وتعدد جذوره الفكرية والثقافية.
ويهدف المنتدى إلى بناء فريق عالمي من الشباب الواعد الساعي للسلام، وذلك للمشاركة في مبادرات وفعاليات يدعمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع أسقفية كانتربري، بحيث يتم تنفيذها من قبل هؤلاء الشباب وأقرانهم حول العالم من أجل بناء عالم أفضل يعيش فيه الجميع بخير وسلام.