وكيل الأزهر: على الشباب أخذ العبرة من دول إسلامية فقدت استقرارها
وكيل الأزهر الشريف يدعو شباب الأمة الإسلامية، لأخذ العبرة مما حدث ويحدث في بعض الدول الإسلامية التي فقدت الاستقرار والأمان.
دعا وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان، شباب الأمة الإسلامية، إلى أخذ عبرة مما حدث ويحدث في بعض الدول الإسلامية التي فقدت الاستقرار والأمان نتيجة انقسام بعض الشعوب على نفسها والوصول إلى الاقتتال فيما بينهم.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر صحفي، عقده عقب إلقاء كلمته الافتتاحية بالمؤتمر العالمي للوسطية والذي يعقد بماليزيا، الثلاثاء.
وأضاف وكيل الأزهر أن "حالة الانقسام التي شهدتها تلك الدول لم ينتج عنها أي خير بل تحولت إلى أسوأ مما كانت عليه ففقدت الأمن وفقدت معه كل شيء".
وأوضح أن "أعداء الأمة استغلوا شباب الأمة من خلال توجيه فكرهم نحو المشاكل الداخلية، على أنها خلاف مع نظام الحكم ومحاولة توجيه تلك الأفكار الخلافية على أنها خلاف ديني وإصلاحه واجب ديني أيضا، من أجل زعزعة استقرار الدول وزوال أمنها وسقوط أنظمتها ليسهل لهم القضاء والانقضاض عليها".
وشدد وكيل الأزهر على "ضرورة أخذ العبرة من الدول التي خرجت منها الجماعات المسلحة على حكامها"، متسائلًا: هل حلت مشاكلهم؟! بل تراجعت هذه البلاد ودمرت مبانيها وتم تهجير أبنائها، كما شدد على أن "علماء الأمة عليهم واجب كبير في تحذير الشباب وحمايتهم من هذه الأفكار".
وعن كيفية تحقيق وحدة الأمة الإسلامية، قال "شومان" إن "ديننا دين السلام لا يحمل عداءً لأحد، وإنما أمرنا بالدفاع عن أنفسنا ورد الاعتداء، وأن هذه الوحدة هي الضمانة لتحقيق التعايش السلمي ونبذ التطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله"، موضحا أنه "من الممكن تحقيق الوحدة وفقا لما يناسب الزمان والمكان بأن تكون وحدة فكرية ويراد بها الاتفاق على معايير ومنطلقات محددة تضبط حركة الفكر الإسلامي ليبني خطابًا غير متنافر ولا متضارب ينطلق من ثوابت الدين مستفيدًا من تراثنا ومناسبًا لزماننا".
وتناول وكيل الأزهر الوحدة الاقتصادية التي تعني بحسب قوله "إقامة الأسواق المشتركة التي تحقق التكامل بين الدول الإسلامية وتغني إلى حد كبير عن الاعتماد على الأسواق الأوروبية والغربية التي تتأثر بالاختلافات السياسية وتستخدم في كثير من الأحيان للتأثير على قرارات وتوجهات الدول الإسلامية، وأن يكون هناك استثمار إسلامي مشترك من الدول الغنية في البلاد الفقيرة لتعم المنفعة على الجميع".
كما تناول الوحدة العسكرية بقوله: "ليس بالضرورة أن يكون للمسلمين جيش واحد وقيادة واحدة، ولكن توقيع اتفاقات بين الدول الإسلامية للدفاع المشترك ضد أي اعتداء يقع على أي دولة إسلامية، ولا مانع من تكوين تحالف على غرار حلف الناتو مثلًا تشارك فيه جميع الدول الإسلامية وتحدد اتفاقياته كيفية تعامله وتدخله عند حدوث الأزمات دون تعقيدات ومفاوضات قد لا يحتملها الوقت عند حدوث الأزمة."
ودعا وكيل الأزهر الجميع إلى "التوحد ضد هجمات ومؤامرات تحاك لبلادنا وتسعى لإيقاع الفتن بيننا مستغلة تعددات عقدية أو مذهبية عرفها تاريخنا الإسلامي منذ الصدر الأول للإسلام ولم تؤثر على لُحمة أسلافنا وتعايشهم السلمي مع مخالفيهم من بني أوطانهم، مشددًا على ضرورة تفعيل توصيات مؤتمر الحرية والمواطنة الذي عقده الأزهر الشريف لتكون أسس المواطنة هي الأساس الذي تعيش به شعوبنا.
aXA6IDMuMTM2LjE5LjEyNCA= جزيرة ام اند امز