حكومة متماسكة ومنسجمة.. أول تحديات "أخنوش" في المغرب
تعهد عزيز أخنوش رئيس الوزراء المغربي المكلف، بتشكيل حكومة أغلبية منسجمة ومتماسكة، فور تسميته من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وأخنوش، الذي تحدث عقب خروجه من القصر الملكي بـ"فاس"، قال إنه سيفتح مشاورات مع الأحزاب السياسية "بدءا من الآن مع الأحزاب التي يمكن أن يتم التوافق معها في المستقبل لتشكيل أغلبية منسجمة ومتماسكة لها برامج متقاربة”.
وأعرب أخنوش الذي يقود حزب التجمع الوطني للأحرار، عن أمله في أن تضم هذه التشكيلة الحكومية “أعضاء في المستوى ينفذون الاستراتيجيات الكبرى للملك والبرامج الحكومية”.
وفاز حزب التجمع الوطني بأكثرية مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت الأربعاء الماضي بحسب نتائج رسمية أعلنتها وزارة الداخلية المغربية حيث حصد المرتبة الأولى بـ102 مقعد ليقود الحكومة للسنوات الخمس المُقبلة.
ويُشكل موضوع "تماسك الأغلبية" أهمية كبيرة في المشهد السياسي المغربي، خاصة وأن التجربتين الحُكوميتين الماضيتين، عرفتا اتساعاً للفجوة بين مكونات الوزارة.
وتسببت الخلافات الكبيرة بين مكونات حُكومتي العدالة والتنمية، سواء الأولى التي قادها عبدالإله ابن كيران، أو الثانية التي ترأسها سعد الدين العثماني، في ملاسنات وتراشقات كلامية بين قيادات الأحزاب المشاركة فيها.
وخلفت هذه المشادات تأثيراً كبيراً على العمل الحكومي، ما دعا إلى تعديلات مُتعددة في التشكيلة الوزارية، خاصة في حكومة عبدالإله بن كيران، بعد خروج الاستقلال.
حينها نشب خلاف كبير بين بن كيران، والأمين العام لحزب الاستقلال حينها "حميد شباط".
ويطمح عزيز أخنوش، بحسب تصريحاته، إلى تكوين أغلبية حُكومية متجانسة، تشتغل بتنسيق وتعاون، ويجمع بين مكوناتها تقارب كبير في البرامج.
وتشير المُعطيات، التي حصلت عليها "العين الإخبارية"، إلى أن أخنوش لا يبحث عن تحالف حُكومي فقط، بل يُريد الدخول في تحالف موحد، سواء في البرلمان أو الجهات وحتى المجالس البلدية.
وقالت المصادر ذاتها، إن الأحزاب نفسها التي سيتحالف معها التجمع الوطني للأحرار لتشكيل الحُكومة ستكون تلك التي سيتحالف معها على المستوى الجهوي والمحلي.
وأرجعت السبب وراء هذا الخيار، إلى الحرص الكبير على اعتماد برنامج حُكومي بالشكل المطلوب، سواء على مستوى السياسات المركزية أو على الجهات والمدن.
وأوضحت أن هذه الاستراتيجية من شأنها التسريع بالإصلاحات الهيكلة التي تحتاجها المملكة، خاصة بعد الأداء السيء لحزب العدالة والتنمية للشأن الحكومي طيلة 10 سنوات.
وستسمح هذه العملية بتسهيل إنجاز المشاريع الموجودة في البرامج الحُكومية للأحزاب المتحالفة، وبالتالي التسريع بمنح المغاربة الرفاهية التي يحتاجونها.
وعزيز أخنوش هو رجل أعمال معروف، ويشغل منصب وزير الفلاحة منذ عام 2007، ناهيك عن مجموعة من المهام الانتدابية الأخرى.
وبحسب النتائج الرسمية للاقتراع حل حزب الأصالة والمعاصرة ثانياً بـ86 مقعداً، يليه الاستقلال بـ81 مقعدا.
وفي المرتبة الرابعة، جاء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بـ35 مقعداً، ثم حزب الحركة الشعبية بـ29 مقعدا.
وحصل حزب التقدم والاشتراكية على 21 مقعدا، يليه الاتحاد الدستوري بـ18 مقعدا، فيما حل العدالة والتنمية في ذيل الترتيب بـ13 مقعداً فقط.
وفي نفس السياق، توزعت 10 مقاعد على باقي الأحزاب الأخرى.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4xMjIg جزيرة ام اند امز