عزيزة بولبيار تروي لـ"العين الإخبارية" كواليس "التجربة المريرة"
تصف الفنانة التونسية عزيزة بولبيار فترة توقف التظاهرات والأنشطة الثقافية بسبب فيروس كورونا المستجد بـ"التجربة السيئة والمريرة".
وتقول بولبيار في مقابلة مع "العين الإخبارية" إن فترة التوقف أفقدتها نشوة الصعود على المسرح أو الوقوف أمام الكاميرا بعد 55 عاماً من العمل المتواصل.
وتشير إلى أن وزارة الثقافة التونسية لم تساعدها طيلة فترة توقفها عن العمل بسبب الجائحة، لكنها لم تحتج لأحد خصوصاً أنّها حافظت على أموالها التي جمعتها طيلة سنوات الغناء والتي مكّنتها من العيش باحترام، بل وساعدت عديد الفنانين من خلال الشركة الفنية التي تمتلكها.
وتوضح أن على الفنان أن يدخِّر أموالاً لأن وزارة الثقافة هي بدورها وزارة فقيرة ولا يمكنها حلحلة أي وضع مادي لأي فنان.
بداية صعبة
وبالعودة إلى مسيرتها الفنية، تقول بولبيار إنّ مسيرتها بدأت منذ عام 1963 كممثلة محترفة "في زمن كان من الصعب أن تجد نساء يدخلن مجال التمثيل. ضحّيت واشتغلت وصارحت والديّ بدخولي المجال ومثّلت بقبول من أبي وبرفض من والدتي، وكان راتبي أحسن من المعلم في ذلك الوقت، حيث كان 40 ديناراً تونسياً والذي كان يعتبر جيّداً جداً".
وتضيف: "بداياتي كانت في المسرح ثم الغناء حيث شاركت في فرقة الكاف للمسرح عام 1967 مع المسرحي الكبير مدير الفرقة آنذاك المنصف السويسي. وفي ذلك الوقت تأسس متحف الأغاني في التلفزيون الرسمي التونسي بقيادة عبدالمجيد بن جدو، الذي كان يجمع التراث الغنائي التونسي القديم واستمع إلى صوتي وشاركت معه بأغانٍ تراثية وبدأت الغناء مع الفنانة التونسية سعاد محاسن".
وتتابع: "وفي عام 1976 دخلت فرقة مدينة تونس بقيادة المسرحي الكبير علي بن عياد وفي خضم ذلك الوقت كنت أمارس الفن والغناء وشاركت في عديد المهرجانات وفي الأفراح، لكنني وجدت نفسي في المسرح أكثر فهو الغرام الأول".
تكريمان
وتؤكد أن ما رسخ في ذاكرتها طيلة مسيرتها هما تكريمان من الشاذلي القليبي، رئيس الجامعة العربية آنذاك، ثم التكريم الذي منحها إياه وزير الثقافة محمد العلاوي، موضحة أن التكريم هو بمثابة الاعتراف بعزيزة بولبيار كممثلة شاملة تمثل وتغني وترقص.
شاركت عزيزة بولبيار في الفرقة القومية للرقص التي سعت منذ الستينيات للحفاظ على التراث الشعبي التونسي من خلال الرقص.
جديد عزيزة بولبيار
وعن تجربتها الإذاعية الجديدة، تقول عزيزة بولبيار إنها تقدم فقرة للتعريف بالأكلات التراثية.
وعن جديدها الفني، تكشف أنها تحضّر لعمل كوميدي موجّه للأطفال إضافة إلى مسرحية بعنوان "عزيزة عثمان" للكاتب المسرحي التونسي عز الدين المدني، تنطلق عروضها قريباً.
قصة المسرحية تروي مسيرة امرأة تونسية كانت سلطانة تونس وهي زوجة السلطان حمودة باشا المرادي نذرت حياتها وأموالها لأعمال البر والتقوى والإحسان.
وتقول إن عزيزة عثمان هي مَن بَنت المستشفى الذي يحمل اسمها وما زال يعمل حتى الآن، شاهداً على بطولات "أميرة الفقراء"، حيث باعت غالبية ممتلكاتها وأسست هذا المستشفى وجعلته مأوى للمستضعفين للعلاج مجاناً.
واختتمت عزيزة بولبيار حديثها مع "العين الإخبارية" بأمنية أن تعود المهرجانات والتظاهرات الثقافية نظراً لأن الجمهور التونسي يعشق الفرح والترفيه، وأعربت عن سعادتها بأن البلاد بدأت تستعيد ألقها بعد أن انطلق الرئيس التونسي قيس سعيد في محاربة لفساد.
تاريخ عزيزة بولبيار حافل بالأعمال المميزة ومنها مسرحيات: راشمون، حال وأحوال، عشتروت، الحلاج، عطشان يا صبايا، الزنج، التي توجت من خلالها بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان المغرب العربي للمسرح بالمغرب.
فرقة مدينة تونس كذلك من أبرز المراحل الفنية في مسيرة عزيزة بولبيار وجسدت في أعمالها أدواراً مهمة في فولبوني، العفارت، الكلو من عزيزة.
وتعد عزيزة بولبيار من الممثلات الأكثر مشاركة في المسلسلات التلفزوينية منها: الخطاب على الباب، قمرة سيدي محروس، وفي السينما قدمت فيلم "عزيزة" لعبداللطيف بن عمار عمّار، و"الحلفاوين" لفريد بوغدير و"الرديف 54" لعلي العبيدي إلى جانب مجموعة من الأفلام الأجنبية.