نجم زومبي يندفع عبر المجرة بسرعة مذهلة

رصد تلسكوب هابل الفضائي جسما نجميا فريدا ينطلق عبر مجرتنا بسرعة فائقة بلغت نحو 177 ألف كيلومتر في الساعة، مثيرا دهشة العلماء ومخترقا كل التوقعات حول طبيعة هذه الأجسام.
هذا الجسم الاستثنائي، الذي يطلق عليه الباحثون لقب "النجم الزومبي"، هو في حقيقته نجم نيوتروني بالغ القوة، يعرف بالنجم المغناطيسي (Magnetar)، ويجمع بين خصائص فيزيائية فريدة جعلت منه موضوع بحث علمي مكثف.
ويمتد قطر هذا النجم الغريب إلى نحو 20 كيلومترا فقط، إلا أن كتلته تتجاوز كتلة الشمس كاملة، ويملك حقلا مغناطيسيا يعادل تريليون ضعف الحقل المغناطيسي للأرض، ما يجعله من بين أقوى الأجسام المعروفة في الكون.
وحذر العلماء من الاقتراب من هذا الجسم السماوي، موضحين أن أي كائن حي يصل إلى مسافة تقل عن 965 كيلومترا منه سيتعرض لتمزق ذري فوري، بفعل قوة مجاله المغناطيسي الشديدة. ورغم هذا الخطر الهائل، فإن العلماء يبدون حماسا كبيرا لدراسة هذا النجم، باعتبار أن فهم خصائصه قد يكشف أسرارا لطالما أبهرت الوسط العلمي، مثل طبيعة الانفجارات الراديوية السريعة الغامضة.
ويترأس فريق البحث العالم آشلي كرايمز، الذي أوضح أن النجوم المغناطيسية هي بقايا نجوم ميتة، مكونة بالكامل من نيوترونات، وتتميز بمجالات مغناطيسية تفوق أقوى المغناطيسات الأرضية بمراحل عديدة.
وأضافت الدكتورة ناندا ري، من معهد علوم الفضاء في برشلونة، أن معدلات ولادة النجوم المغناطيسية وسيناريوهات تشكلها تمثل بعضا من أهم الأسئلة في مجال فيزياء الفلك عالي الطاقة، مع ما يترتب على فهمها من انعكاسات على تفسير الكثير من الظواهر الكونية شديدة العنف.
ولا يقتصر هذا الاكتشاف الفريد على تقديم رؤى جديدة حول دورة حياة النجوم، بل قد يشكل مفتاحا لفهم بعض أعنف الظواهر الكونية، مثل انفجارات أشعة غاما والمستعرات العظمى فائقة اللمعان. وبمتابعة رحلة هذا النجم الزومبي الغامض عبر مجرتنا، يأمل العلماء أن يسجلوا صفحة جديدة في سجل المعرفة الكونية.