"الأزولا" يدخل غزة.. علف اقتصادي صديق للبيئة
شاب فلسطيني يستخدم نبات الأزولا المنتشر في أمريكا اللاتينية وبعض دول العالم مثل مصر، لحل أزمة ارتفاع أسعار العلف الحيواني والأسمدة.
خاض شاب فلسطيني تجربة للتحايل على أزمة ارتفاع أسعار العلف الحيواني والأسمدة، وتكرار خسارة مربي الدواجن والأسماك، بإدخال نبات الأزولا إلى قطاع غزة باعتباره حلاً يساعد المزارعين على مواصلة تربية الحيوانات المنزلية.
الشاب عمر عايش، 27 عاما، وجد أن نبات الأزولا المنتشر في أمريكا اللاتينية وبعض الدول مثل مصر، قد يساعد مزارعي غزة في التغلب على صعوبة الأوضاع، لذا جلب بذور النبات من خارج القطاع أواخر العام المنصرم، واستأجر أرضاً زراعية، وحفر بعمق 25 سم2، وبطول 3 أمتار وعرض مترين أول حوض لزراعة الأزولا، ورغم أن التجربتين الأولى والثانية لم تكونا موفقتين، فإنه تابع تجاربه حتى حصل على نتائج مرضية.
الأزولا (Azolla) جنس يتكون من 7 أنواع من السراخس المائية، يتبع عائلة السالفينية، ويعتبر علفا اقتصاديا صديقا للبيئة، ويحتوي على نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 25 و30% من وزنه الجاف، كما يعمل على تثبيت الأزوت الجوي، لذلك يستخدم أيضا في التسميد.
التجربة معيار النجاح
قال "عايش"، معيد جامعي متخصص في التكنولوجيا الحيوية (البيوتكنولوجي): "ارتفاع أسعار الدواجن وأسماك المزارع في غزة وتراجع نسبة تناول اللحوم البيضاء دفعني لإيجاد حل، وبالبحث توصلت إلى استخدام الأزولا علفا في كثير من البلدان، ولأنه نبات سهل الزراعة وغزير الإنتاج وقليل التكلفة وسريع القطف وغني بالبروتين، قررت تجربة زراعته أواخر 2018، وأقنعت مزارعا بفكرتي وأصبح شريكي في تنفيذ المشروع".
وأوضح "عايش" لـ"العين الإخبارية" فوائد استخدام الأزولا، قائلا: "يتكاثر بعد زراعته كل 3 أيام، ولا يحتاج إلى جهد كبير، وكل ما يتطلبه عناية ومتابعة يومية، لأنه نبات يحب الظل فيجب حمايته من الشمس، ودعمه بأسمدة فوسفورية بنسب قليلة لتسريع نموه وتغزير إنتاجه".
كشفت وزارة الزراعة بغزة، في تقرير أصدرته 2018، أن القطاع يستورد 16 ألف طن من الأعلاف شهرياً، تشمل الأعلاف المُركزة والمُصنعة التي تدخل في تكوينها الحبوب وزيت الصويا والذرة.
تنفيذ الفكرة
وقال المزارع وائل مسلم، الشريك في المشروع: "حفرنا أول حوض مائي حسب ما لدينا من بذور، وتابعنا التجارب أولاً بأول، ونجحت التجربة وبدأنا نقطف ثمار تعبنا المتواصل، وأصبحت الأزولا حاضرة بقوة في أحواضنا، ومتقبلة بشكل كبير من الدواجن والأسماك الحوضية".
وأضاف "مسلم" لـ"العين الإخبارية": "هذا النجاح لا يزال في بداياته، لأن مربي الدواجن لا يزالون يجهلون حقيقة الأزولا وقيمته الغذائية، وأعتقد أن بعضهم يفكر جدياً في استخدامه على نطاق واسع".
وأكد أن استزراع الأزولا في قطاع غزة يحل الكثير من المشاكل، ويقلل نسبة انتشار البطالة خاصة بين الشباب، معتبرا أن "كل ما هو مطلوب قبول الأزولا والثقة في النتائج".
نتائج مشجعة
حسب "مسلم": "خفضت الأزولا نسبة استخدام العلف في تربية الدواجن إلى 60% والأسماك إلى 50%، أما البط يستخدم العلف في الـ10 أيام الأولى بعد التفريخ فقط، وبعدها تُستخدم الأزولا بنسبة 90%، وتقدم على 4 أو 5 وجبات يومية".
وذكر "أن وزن الدواجن باستخدام الأزولا زاد حسب الفترة الزمنية المعروفة، كما أن الأمراض الموسمية منها والطارئة قلت بشكل كبير"، مضيفا: "الأزولا نبات غني بخواصه ويستخدم في بعض البلدان طعاما بشريا، وفي أمريكا مثلا يدخل ضمن مكونات البرجر، ويوصف لبعض الأمراض، وليس له آثار جانبية".