أول استراحة مخصصة لأصحاب الهمم في غزة
الاستراحة تضم ممر مشاة وجراجا للمركبات الخاصة بأصحاب الهمم، وملعبا رياضيا خاصا بهم إلى جانب ممر موائم يربط الشارع الرئيسي للبحر بالشاطئ
لم يعد أحمد، الذي يعاني من إعاقة حركية ويتنقل بواسطة كرسي متحرك، يشعر بالحرج عند ذهابه إلى البحر، وبات بإمكانه الاجتماع بأصدقائه والتمتع بهواء البحر العليل، دون مشاكل أو صعوبات في الحركة، وذلك بعد افتتاح أول استراحة خاصة بأصحاب الهمم في قطاع غزة.
وافتتحت شبكة الأجسام الممثلة لذوي الإعاقة الاستراحة بدعم من جهات مانحة، لا سيما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتكون ملاذاً ومتنفساً لعشرات الآلاف من أصحاب الهمم في القطاع.
أول استراحة في فلسطين
وقال أحمد الذي اكتفى بذكر اسمه الأول لـ"العين الإخبارية": "كنت أجد حرجاً في الذهاب للبحر بسبب نظرات الفضوليين، وكذلك عدم وجود مكان مهيأ لاستقبالنا، ولكن هذا الأمر أصبح متاحاً في مكان جميل على شاطئ البحر، نلتقي ونتسامر ونتناقش في هموم الحياة".
ويبلغ عدد الأفراد من أصحاب الهمم في قطاع غزة 127.962، أي ما نسبته 6.8% من مجمل السكان، وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وأوضح ظريف الغرة، رئيس نادي السلام الرياضي لذوي الإعاقة، صاحب مشروع الاستراحة، أنها جاءت لتتناسب مع جميع حاجات أصحاب الهمم وتوفر لهم سبل الوصول، بما يضمن حقهم في حياة كريمة والوصول إلى المرافق العامة وخاصةً البحر، الذي يعدّ المتنفس الوحيد للفلسطينيين في غزة.
وقال الغرة لـ"العين الإخبارية": "منذ تأسيس النادي سعينا عبر النشاطات للضغط والمناصرة، ليتمكن الأشخاص ذوو الإعاقة من المشاركة المجتمعية في المجتمع المحلي بمواءمة شاطئ البحر، والأماكن الترفيهية والوصول إليها بشكل سهل جداً".
حلم يتحقق
وأعرب الغرة المصاب بإعاقة حركية ناجمة عن إصابته برصاص الاحتلال الإسرائيلي قبل عدة أعوام، عن سعادته لأنه بدأ في تحقيق هذا الحلم الذي يلامس احتياجات آلاف أصحاب الهمم في القطاع، مؤكداً أنها الاستراحة الأولى من نوعها القطاع وفلسطين عموماً.
وأشار إلى أن الاستراحة تستقبل كل الفئات المجتمعية إلا أنها مخصصة لأصحاب الهمم وتقدم لهم خدمة مجانية، في خطوة تعدّ الأهم على الإطلاق لخدمة هذه الفئة التي تعاني الأمرّين.
وتضم الاستراحة ممر مشاة، وجراجاً للمركبات الخاصّة بأصحاب الهمم، وملعبا رياضيا خاصا بهم، إلى جانب ممر موائم يربط الشارع الرئيسي للبحر بالشاطئ، دون أن يعترضهم أيّ معوقات.
وأشار الغرة إلى أن الكثير من أصحاب الهمم داخل قطاع غزة كانوا يعانون من عملية النزول إلى شاطئ البحر والسير عليه، وهذه الاستراحة تيسر لهم ذلك وتعمل على تهيئة الأجواء الترفيهية لهم بقدر معقول.
دعم الصليب الأحمر
وقالت سهير زقوت، الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ"العين الإخبارية": "بحر غزة هو المتنفس الوحيد للسكان في ظل الحصار والقيود على حركة المعابر، ومن ضمن هؤلاء أصحاب الهمم الذين كانوا يعانون في الوصول إليه".
وأوضحت أن هذه الاستراحة جاءت بمبادرة من شبكة الأجسام الممثلة لذوي الإعاقة ودعم جهات مانحة، فيما ساهمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتجهيز المطبخ وتغطية عمل 6 من أصحاب الهمم بوظيفة نادل".
بيتي الثاني
وعبّر محمد الشيخ الذي يعاني من إعاقة في السمع وصعوبات في النطق عن سعادته بفرصة العمل والوجود في هذ المكان.
وتحدث الشيخ بصعوبة وببطء مع سعادة غامرة لـ"العين الإخبارية": "هذا بيتي الثاني، أحب أن أقضي كل الوقت هنا، عملي مخصص في المطبخ لإعداد مأكولات ومشروبات، وأحياناً أساعد في تلبية الطلبات".
وذكر أنه حتى بعد انتهاء مدة عمله يبقى في المكان الذي يوفر مساحة جميلة له للتمتع بهواء البحر والالتقاء بأقرانه الذين يعيشون تحديات إثبات الذات في مواجهة الإعاقة، معربا عن أمله في أن يكبر المشروع وأن تفتتح المزيد من الاستراحات في كل مدن القطاع.
أما مصطفى ياسين "23 عاماً" الذي يعاني من إعاقة حركية في يده اليمنى وجد هو الآخر فرصة عمل في الاستراحة، وقال لـ"العين الإخبارية": "بدأت العمل هنا، في هذا المكان الجميل الذي يتواءم مع احتياجات ذوي الإعاقة".
وأضاف أن ذوي الإعاقة كانوا يعانون إذا أرادوا الوصول للبحر بسبب الرمال وعدم وجود أماكن مناسبة، أما اليوم فباتت العملية سهلة وهناك ممر مجهز يصل بهم حتى البحر دون وجود خطر عليهم.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA= جزيرة ام اند امز