مضيق باب المندب.. إرهاب الحوثي يخنق همزة وصل العالم
دفعت هجمات الحوثية قرب مضيق باب المندب بالممر الدولي إلى واجهة المشهد العالمي باعتباره همزة وصل العالم ورئة الشرق والغرب التي تختنق بإرهاب المليشيات.
ويقدر عرض المضيق الحيوي الذي يعد أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاما بنحو 30 كيلومترا، فيما تقع جزيرة ميون التابعة إداريا لمحافظة عدن في قلبه وتقسمه إلى قناتين شرقا وغربا.
- تهديدات «الحوثي» تفاقم أزمة الملاحة الدولية.. حادث جديد في باب المندب
- باب المندب.. شريان حيوي يضيق بالحوثي وتداعيات حرب غزة
وتسمى القناة الأولى "باب إسكندر" وعرضها 3 كيلومترات وعمقها 30 مترا، فيما تسمى القناة الثانية "دقة المايون" وعرضها نحو 25 كيلومترا وعمقها 310 أمتار.
وتكمن أهمية باب المندب في كونه يفصل البحر الأحمر عن خليج عدن والمحيط الهندي كما يفصل قارتي أفريقيا وآسيا، وتحده من الجانب الأفريقي جيبوتي وإريتريا ومن الجانب الآسيوي اليمن.
أهمية باب المندب
ويتمتع المضيق بأهمية عسكرية وأمنية كبيرة فيما يرتبط اقتصاديا بقناة السويس والتي تربط البحرين الأبيض والأحمر، ليتحول المضيق إلى همزة وصل للتجارة العالمية بين أوروبا والمحيط الهندي وشرق أفريقيا.
ورغم عدم سيطرتها على باب المندب إلا أن مليشيات الحوثي شنت بالطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للسفن سلسلة من الهجمات على السفن بالقرب من المضيق.
وتشير تقارير دولية إلى أن ممر باب المندب الدولي عبره نحو 7.80 مليون برميل يوميا من شحنات النفط الخام والوقود في أول 11 شهرا من 2023، ارتفاعا من 6.60 مليون برميل يوميا طوال 2022.
وبحسب التقارير فإن 12% من إجمالي النفط المنقول بحرا في النصف الأول من 2023 وكذلك 8% من تجارة الغاز الطبيعي المسال مرت من باب المندب وخط أنابيب سوميد وقناة السويس.
من يسيطر على المضيق؟
يخضع مضيق باب المندب فعليا للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا فيما تتموضع على مشارف مضيق باب المندب قوات يمنية مدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية.
وكان مضيق باب المندب بما فيه جزيرة ميون الاستراتيجية قد تحرر أواخر 2015 من مليشيات الحوثي التي تراجعت إلى مدينة وموانئ الحديدة شمالا لتحولها حتى اليوم إلى قاعدة عسكرية حصينة لتهديد الممر الملاحي الحيوي.
وأجرى المجلس الرئاسي اليمني مؤخرا تحركات مكثفة شملت زيارة إلى جيبوتي بقيادة قائد المقاومة الوطنية طارق صالح في مسعى لتنسيق الجهود لحماية الممر الدولي من هجمات مليشيات الحوثي.
على الأرض، أجرت قبل أيام وحدة رمزية من اللواء الأول مشاة بحري وقوات خفر السواحل اليمنية عرضا عسكريا لإيصال رسالة حازمة لمليشيات الحوثي، في مسعى لردع تهديداتها.
كما أجرى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزبيدي ووزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري، الإثنين، زيارة تفقدية لجزيرة ميون ومديرية باب المندب التابعة لمحافظة تعز وذلك بالتزامن مع استمرار هجمات مليشيات الحوثي ضد المضيق الدولي.
وتفقد الزُبيدي خلال زيارته، عددا من المشاريع الحيوية الجاري تنفيذها في الجزيرة وفي مقدمتها مطار جزيرة ميون، ومحطة تحلية المياه، والوحدة السكنية التي يجري العمل فيها بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووجّه الزُبيدي بسرعة تنفيذ مشروع اللسان البحري في الجزيرة، ومشروع مركز الإنزال السمكي ومصنع إنتاج الثلج وبناء محطة تحلية إضافية لخدمة سكان الجزيرة.
وخلال لقائه، قيادة قوات التحالف المرابطة في ميون، ثمن الزبيدي "الدور الكبير الذي لعبته قوات التحالف في تأمين الجزيرة والمنطقة، ودعم إجراءات تطبيع الحياة فيها".
وشدد على "الأهمية الجيوسياسية التي تحتلها جزيرة ميون في منطقة باب المندب"، مجددا التأكيد "على استعداد القوات للمشاركة في أي جهدٍ أو تحالف دولي لتأمين خطوط الملاحة الدولية في هذه المنطقة المهمة من العالم".
وأشاد الزبيدي "بالدور الوطني البطولي لأبناء الشعب اليمني في باب المندب وجزيرة ميون، فهم وعبر مراحل التاريخ حماة هذه الجغرافيا جنبا إلى جنب مع إخوانهم في القوات المسلحة".
سجل هجمات الحوثي
وقامت مليشيات الحوثي بأكثر من 20 هجوما بحريا وقع نصفهم بالقرب من مضيق باب المندب فيما وقع النصف الآخر قبالة سواحل وميناء الحديدة خصوصا قرصنة السفينة "غلاكسي ليدر" التي جرت الشهر الماضي.
وكان آخر هذه الهجمات قرب باب المندب، اليوم الإثنين، عقب استهداف مليشيات سفينتي "سوان أتلانتك" المحملة بالنفط و"إم إس سي كلارا" التي تحمل حاويات.
كما أبلغت سفينة عن تحليق طائرتين مسيرتين لمليشيات الحوثي فوقها جنوب مضيق باب المندب.
وفي 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت مليشيات الحوثي استهداف سفينتي الحاويات "إم إس سي ألانيا "و" إم إس سي بالاتيوم" بصاروخين بحريين.
وقبل ذلك بيوم واحد تبنت مليشيات الحوثي استهداف سفينة الحاويات "ميرسك، جبل طارق" بطائرة مسيرة، مؤكدة أن الإصابة كانت مباشرة، فيما قالت شركة الشحن الدنماركية (إيه.بي مولر-ميرسك) إن الهجوم كان بصاروخ وأن سفينة الحاويات كانت في طريقها من صلالة بسلطنة عمان إلى جدة في السعودية.
وفي 13 من الشهر الجاري حاول الحوثيون استهداف ناقلةٍ تجارية مُحملة بوقود الطائرات المصنع في الهند قرب مضيق باب المندب.
ويوم 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أعلنت مليشيات الحوثي استهداف ناقلة نفط نرويجية تدعى "ستريندا" بصاروخٍ بحريٍّ، فيما أسقطت فرقاطة فرنسية طائرة مسيرة كانت تستهدف ذات الناقلة.
أما في 3 من الشهر ذاته، فقد نفذت مليشيات الحوثي 4 هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد 3 سفن وهي "نمبر 9"، و"أم في سوفي"، "يونيتي إكسبلور"، وهذه الأخيرة مملوكة لبريطانيا.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أسقطت سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية طائرة بدون طيار من طراز KAS-04 إيرانية الصنع بالقرب من مضيق باب المندب.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA= جزيرة ام اند امز