سفن الشحن في خطر.. «العين الإخبارية» تتقصى أسلحة الحوثي البحرية
بعد سلسلة الهجمات على سفن الشحن، أصبحت تهديدات الحوثيين في البحرين الأحمر والعربي حقيقة واقعية تلقي بظلالها على حركة التجارة العالمية.
وكشفت هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب مؤخرا التي وصلت إلى أكثر من 20 اعتداءً بحريا عن استخدام مليشيات الحوثي مجموعة متنوعة من الأسلحة والقدرات مما يجعل سفن الشحن في خطر، يبحث العالم عن حل له.
ترسانة الأسلحة المحدثة لدى مليشيات الحوثي منحتها تفوقا في بسط نفوذها في البحر الأحمر وصولا إلى باب المندب رغم عدم وقوع المضيق تحت سيطرتها.
ورغم اقتصار وجود الحوثيين على سواحل محافظة الحديدة التي تمتد إلى نحو 300 كيلومتر فإنهم بفعل الصواريخ والطائرات والغواصات البدائية والألغام والزوارق المسلحة والمفخخة ورادارات المراقبة أصبحوا قادرين على تعطيل حرية الملاحة من قبالة الحديدة وحتى باب المندب.
وفي هذا التقرير تسلط "العين الإخبارية" الضوء على قدرات مليشيات الحوثي البحرية ومدى خطورتها على سفن الشحن وذلك بالتزامن مع تصاعد الهجمات البحرية للمتمردين.
الصواريخ المضادة للسفن
رغم مزاعم مليشيات الحوثي بامتلاكها مجموعة واسعة من ترسانة الصواريخ البحرية، فإنها خلال الفترة الأخيرة، استخدمت صواريخ كروز متنوعة مضادة للسفن انطلقت من محافظات الحديدة وتعز وذمار.
كما أظهرت الهجمات الحوثية الأخيرة ضد السفن اعتماد المليشيات بشكل رئيس على صواريخ يصل مداها من 80 إلى 300 كيلومتر، من بينها صواريخ "صياد" و"سجيل" و"فالق" و"عاصف" و"المندب" و"قدس" و"ميون" و"تنكيل" والأخير لم يستخدم في الهجمات الماضية.
وتنشر "العين الإخبارية" أهم المعلومات عن هذه الصواريخ البحرية التي تتطلب معلومات استخباراتية دقيقة عند إطلاقها، كما أنها قادرة على استهداف أي سفينة في ممر العبور البحري انطلاقا من صنعاء وحتى أقصى شمال البلاد.
فالق وعاصف
هما صاروخان حوثيان من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن موجهة بالطاقة الكهربائية البصرية، و"عاصف" (مدى 300 كيلومتر) و"فالق" يبلغ مداه (200 كيلومتر).
ووفقا للمعلومات فإن مقدمة هذه الصواريخ تحتوي على أجهزة استشعار تمكّنها من رصد أي هدف بحري متحرك في مرحلته النهائية، كما أنها تعمل بالوقود الصلب وتحمل رأسا حربيا متفجر يزن 105 كيلوغرامات.
سجيل وصياد
هما صاروخا كروز أرض-بحر، حيث يصل مدى سجيل إلى 180 كيلومتراً ويعمل بالوقود الصلب والسائل، ويحمل رأس حربي يزن 100 كيلوغرام، فيما صاروخ صياد يزعم الحوثيون أن مداه يصل لـ800 كيلومتر، ويعمل بالوقود الصلب والسائل، ويحمل رأسا حربيا يزن 200 كيلوغرام.
لكن في الواقع يعتقد أن مداه يبلغ 300 كيلومتر ويرجع تسميته إلى صواريخ "صياد" الإيرانية المطورة والتي أُعلن عنها 2017 من قبل الحرس الثوري الإيراني.
المندب وميون
بحسب معلومات حصلت عليها "العين الإخبارية" فإن الصاروخ الحوثي "المندب -1" المضاد للسفن هو نسخة مطورة من الصاروخ الصيني "سي-801" "C-801"التي كان بحوزة البحرية اليمنية، فيما يعد صاروخ المندب 2 هو فعليا صاروخ "نور" الإيراني وأدخله الحوثيون لليمن عبر التهريب.
أما صاروخ "ميون" فيزعم الحوثيون أنه صاروخ باليستي، بمدى متوسط، أرض - بحر وأنه يعمل بالوقود الصلب، فيما لم تكشف المليشيات أي تفاصيل حول صاروخ "البحر الأحمر" كما لم نتلق أي تعليق من المصادر حولها.
قدس وتنكيل
ويبلغ مدى صواريخ قدس 2 الحوثية 692 كيلومترا، وقد ظهرت نسخ عديدة منه بأسماء مختلفة ويهدد بصورة أكثر الأهداف على البحر الأحمر.
أما صارخ "تنكيل" فزعم الحوثيون عام 2022، أنه صاروخ باليستي مضاد للسفن ويصل مداه إلى 500 كيلومتر، ويشبه إلى حدٍ كبيرٍ صاروخ "رعد 500" الإيراني.
الطائرات المسيرة
في العرض الأخير للحوثيين في 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، عرضت المليشيات 13 نوعا من الطائرات المسيرة وجميعها إيرانية الصنع، ذات مهام تجسسية وهجومية وانتحارية.
في الهجمات البحرية الأخيرة أو تلك بعيدة المدى الموجهة نحو إسرائيل، استخدمت مليشيات الحوثي طائرة مسيرة تدعى "صماد 3"، ويصل مداها من 1200 إلى 1500 كيلومتر، إلى جانب طائرة "وعيد"، وهي طائرة تماثل مسيرة "شاهد 136" الإيرانية، ويصل مداها إلى نحو 2500 كيلومتر.
بحسب تقارير دولية فإن الطائرات المسيّرات تشكل تهديدًا خطيرًا، حيث تحمل رأسًا حربيًا أصغر قليلًا في بعض الأحيان من بعض الأسلحة الأخرى، كما أنها تسير ببطء نسبيًا.
بخصوص الهجمات على السفن استخدم الحوثيون طائرة "شهاب" المستنسخة من عائلة "صماد"، حيث يعتقد أنها مجهزة برأسٍ باحثٍ للتوجيه الطرفي الكهربائي البصري (في ضوء النهار فقط على ما يبدو) فيما يتراوح مداها الأقصى بين 600 و1200 كيلومتر، بينما تحمل رأساً حربياً صغيراً نسبياً يبلغ وزنه نحو 40 كيلوغراماً، وفقا للتقارير دولية.
الغواصات البدائية
منذ عام 2021 و2022، أصبح الحوثيون بحوزتهم أكثر من 100 جسم بحري يتحرك تحت الماء نشروا منها العديد في 3 مواقع عسكرية هي "الفازة" جنوب الحديدة و"جزيرة كمران" و"اللحية" شمالي ذات المحافظة الساحلية.
وتعد الغواصات البحرية البدائية، وفق مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية"، أحدث جيل من المفخخات البحرية القاتلة للسفن، من شأنها تهديد سلامة الملاحة البحرية الدولية خصوصا وأنها تسير بسرعة 20 عقدة وتقطع في الساعة الواحدة 20 ميلا بحريا.
طبقا للمصادر فإن مليشيات الحوثي بدأت فعليا بتطوير وصنع أشكال بدائية من هذه الأجسام عام 2018 على يد خبراء أجانب في 3 ورش تصنيع تقع في ميناء "الحديدة" و"الصليف" و" جزيرة كمران" قبل أن ترتفع إلى 5 ورش مؤخرا منها ورشتين في مصنعين داخل مدينة الحديدة.
وأكدت أن مليشيات الحوثي زودت هذه الأجسام الموجهة بنظام الـ "جي بي إس" وحشتها بأكثر من 70 كيلوغراما من المواد شديدة الانفجار ما يجعلها قابل لإحداث تدمير كبير في أي سفينة شحن تهاجمها أو تصطدم بها.
الألغام البحرية
يزعم الحوثيون امتلاكهم مجموعة كبيرة من الألغام البحرية منها أطلقت عليها مسميات "ثاقب" و"كرار 1 و2"، "مجاهد1 و2" و"أويس"، و"مسجور 1 و2", و"عاصف".
وباستثناء نوعين إيرانيين وهما من طرازي "صدف" و"قاع"، فإن مليشيات الحوثي تستخدم لغما بدائيا واحدا بحجم أسطوانة الغاز المنزلي، ويتم تغيير مظهره الخارجي، ومنحه 8 أسماء مختلفة بحسب ما كشف مصدر عسكري لـ"العين الإخبارية".
وقال المصدر أن الألغام الحوثية البدائية، تتفاوت أوزانها بين 40 إلى 70 كيلوغراما وتزود بـ2 إلى 4 رؤوس تفجير، تنفجر عند اصطدامها بأي هدف بحري، وهي ترسو في عمق مترين مثبتة بقاعدة حديدية وتصبح قنابل عائمة بحرية عندما تفلت مع الرياح بعد انقطاع حبال مرساة.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين شيدوا عديد ورش تجميع وصنع الألغام البحرية منها موقعين في ساحل النخيلة في مديرية الدريهمي، وآخر في مديرية اللحية، كما قاموا بنقل ألغام وزوارق مفخخة إلى 9 مواقع منها 3 مخازن استراتيجية تقع في "رأس عيسى"، و"جزيرة كمران" وساحل الفازة غرب مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة.
وكان الحوثيون أكدوا بشكل متكرر استخدام الألغام البحرية لتهديد الممر الملاحي الدولي في البحر الأحمر بعد نقل نشر ما يزيد على 1000 لغم بحري في مناطق مختلفة.
الزوارق المسلحة والمفخخة
كما يستخدم الحوثيون الزوارق المسلحة لمضايقة السفن وتنفيذ عمليات قرصنة كما حدث مع عديد السفن كان آخرها سفينة "جلاكسي ليدر" والتي استعانت المليشيات بطائرة هليكوبتر في عملية الإنزال إلى جانب الزوارق السريعة المحملة بمدافع آلية والتي استهدفت الملاحة.
وفقا للمعلومات فإن الحوثيين نشروا قرابة 120 زورقاً وأن 56 زورقاً منها، تتناوب مهام تكاد تكون نصف شهرية في تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية عبر البحر الأحمر.
وتكمن خطورة هذه الزوارق بأنها ذات مهام قتالية مباشرة وبالإمكان حشو جسمها الداخلي في البحر مباشرة بنحو 500 كيلوغرام وإطلاقها في استهداف قطع بحرية وسفن الشحن العملاقة وسيكون من الصعب إيقافه نظراً لسرعته الشديدة التي تصل لـ50 عقدة بحرية، وفقا للمعلومات.
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg جزيرة ام اند امز