«الحوثي» وتهديد الملاحة.. تحركات لـ«الرئاسي اليمني» ورسائل حازمة
مساع من مجلس القيادة الرئاسي في اليمن لمواجهة خروقات مليشيات الحوثي، اتخذت من جبهتي البر والبحر منطلقا، لرفع الجاهزية، ولتحييد أي تهديد يطال المحافظات المحررة.
تحركات كان آخرها، يوم السبت، بظهور نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح من الخطوط الأمامية للجبهات، بالتزامن مع توجيه نائب رئيس المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي القوات البحرية لرفع الجاهزية.
تأتي تحركات صالح والزبيدي، في وقت صعدت فيه مليشيات الحوثي من أعمالها العسكرية في الجبهات الداخلية والمياه اليمنية الإقليمية، لجر اليمن إلى حرب إقليمية بالوكالة بغطاء «نصرة فلسطين».
رسائل حازمة
من الخط الأمامي، وجه قائد المقاومة الوطنية طارق صالح رسائل حازمة للحوثيين، مفادها أن الباب موصد أمام أية مساع منها لاجتياح أي مناطق محررة، وأن خروقاتها المحتملة ستواجه بكل حزم.
جاء ذلك خلال تفقد نائب رئيس المجلس الرئاسي طارق صالح خطوط التماس في محور البرح، غربي تعز، والمجتمع المحيط بخطوط التماس بحسب بيان للمقاومة الوطنية اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه.
وبحسب البيان، فإن صالح تفقد المواقع الأمامية في قطاع جبهة الكدحة، للاطلاع على مستوى الانتشار في مسرح العمليات، ومستوى التحصينات الدفاعية على طول امتداد المحور القتالي.
وأشاد صالح بما لمسه من «جاهزية قتالية عالية وتحصينات بطرق هندسية»، مشدداً على «ضرورة الالتزام باليقظة الدائمة ومواجهة كل خروقات مليشيات الحوثي الإرهابية ومحاولاتها البائسة في التسلل بكل حزم».
كما شدد صالح «على أهمية التعاون والتنسيق التام مع محور تعز في هذا القطاع الهام»، مؤكداً أن «أي ثغرة هنا أو هناك ستنعكس سلباً على الجميع».
وعقب زيارته للخطوط الأمامية، قام صالح بجولة للتجمعات السكانية في وادي الحناية والقرى المحيطة في خلف الكدحة، تفقد خلالها أوضاع تلك المناطق، في ظل ما يتعرضون له من قصف متكرر بقذائف المدفعية من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية.
جاهزية قتالية
في السياق نفسه، قال المجلس الانتقالي الجنوبي إن نائب المجلس الرئاسي عيدروس الزُبيدي التقى قائد القوات البحرية في اليمن الفريق الركن بحري عبدالله سالم النخعي، للاطلاع على جاهزية القوات البحرية والجهود المبذولة لإعادة بنائها وتطوير قدراتها القتالية.
واستمع الزُبيدي من الفريق النخعي إلى شرح مفصل عن الجهود التي تبذلها قيادة القوات البحرية لإعادة تأهيل المنشآت التابعة لها ورفدها بالمعدات الحديثة والمتطورة.
وشدد على أهمية تكثيف الجهود للوصول إلى الجاهزية المطلوبة، مجددا ثقته بقدرات وكفاءات القوات البحرية في تنفيذ المهام على أكمل وجه.
وأكد نائب المجلس الرئاسي أهمية تنفيذ «المهام الوطنية المسندة للقوات البحرية في تعزيز الأمن البحري وحماية خطوط الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر».
وحول قدرة القوات البحرية على حماية المياه الإقليمية، قال الزبيدي: «قواتنا البحرية لديها من الكفاءات والقدرات ما يجعلها قادرة على لعب دور محوري في حماية مياهنا الإقليمية والمساهمة في تعزيز الأمن البحري وحماية خطوط الملاحة الدولية، جنبا إلى جنب مع قوات خفر السواحل والقوات البحرية الأخرى في التحالف الدولي».
المسؤول العسكري اليمني أكد «مواصلة عملية إعادة بناء القوات البحرية، وتطوير قدراتها حتى تستعيد مكانتها وتضطلع بدورها على أكمل وجه».
خطوط الملاحة
من جهته، أكد الفريق النخعي استعداد القوات البحرية الكامل للمشاركة الفاعلة في التحالف الدولي لحماية خطوط الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
ميدانيا، تمكّنت الدفاعات الجوية للجيش اليمني من إسقاط طائرة مسيّرة حوثية حاولت استهداف مواقعها في إحدى الجبهات جنوبي مأرب.
وقال الجيش اليمني في بيان إن «قواته أسقطت طائرة حوثية مسيّرة، في جبهة البلق الشرقي جنوبي مأرب»، مشيرا إلى أن الطائرة المسيّرة كانت مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات، وهي تحمل علامة تجارية إيرانية تؤكد أنها حديثة، ضمن الأسلحة التي وصلت المليشيات خلال فترة الهدنة.
وتزامن إسقاط المسيّرة الحوثية مع دفع المليشيات الانقلابية بتعزيزات عسكرية كبيرة الى جبهات جنوب مأرب، بهدف شن أعمال عدائية جديدة من أجل إحراز تقدم ميداني.
وصعدت مليشيات الحوثي الإرهابية مؤخرا هجماتها البرية والمدفعية والجوية بالطيران المسير ضد الأعيان المدنية وفي جبهات القتال ما يعيد الأوضاع إلى المربع صفر ويهدد بإشعال الحرب مجددا، وفق مراقبين.