"المروحية" تفتح النار مجددا على أردوغان
مازالت حادثة المروحية العسكرية وهي تلقي باثنين من السماء، تهز أركان قصر الحكم المتآكل في تركيا.
حادثةٌ عمقت جراح حقوق الإنسان في تركيا، ليعلو صوت المعارضة، فاضحا سياسات النظام الحاكم الذي بات التعذيب منهجا لسلطته.
ونظرا لهذه السياسات، شنّ على باباجان، رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم"، التركي المعارض، نائب رئيس الوزراء الأسبق، هجومًا على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
هجوم جاء في كلمة ألقاها باباجان في مؤتمر نظمه حزبه بولاية وان، جنوبي البلاد، وتابعته "العين الإخبارية" في وسائل الإعلام التركية.
- جرائم أردوغان تصل السماء.. إلقاء مواطنين من مروحية
- جريمة أردوغان تكتمل.. وفاة كردي ألقاه جنوده من مروحية
المروحية شاهدة
وفي كلمته، اعتبر حليف أردوغان السابق، أن "التعذيب تحول إلى سياسة جزائية قانونية في تركيا، في ظل إفلات المتورطين من العقاب."
واستنكر حوادث التعذيب ضد الأكراد على وجه الخصوص، موضحًا أنها باتت تتم من قبل الدولة، علنا وبشكل مكشوف، مستشهدا في ذلك، بواقعة إلقاء اثنين من القروييين الأكراد، من إحدى مروحيات الجيش.
ففي سبتمبر/أيلول الماضي، انتشر فيديو يظهر إلقاء اثنين من مروحية عسكرية تركية، في منطقة "تشاطاق" بولاية وان، بعد توقيفهما من قبل الجنود، وهو ما أكدته المستشفى التعليمي، لتكذب بذلك رواية حاكم الولاية الذي قال إن أحد الرجلين سقط من منحدر صخري أثناء فراره من العسكريين.
وفي نهاية الشهر نفسه، توفي أحد الشخصين، متأثرًا بإصابات لحقت به جرّاء الحادث، وذلك بعد 20 يوما قضاها داخل العناية المركزة بإحدى المستشفيات.
واستكمالا لحديثه عن تلك الجزئية، قال باباجان "إنهم (النظام الحاكم) أصبحوا دولة يتم فيها تقديم صور التعذيب في مراكز الشرطة بوضوح، حيث تحول التعذيب لسياسة جزائية تمارس تحت الغطاء القانوني".
وزاد قائلا "لا يحق لأي شخص يستخدم السلطة العامة، أن يسيء معاملة المواطنين"، مشيرا إلى أن "مشاهد التعذيب التي تم تداولها خلال السنوات الأخيرة في ولاية وان، أحزنتهم جميعا."
وأشار باباجان إلى أنه "يتم فتح محاكمات صورية ضد المتورطين، ولكن للأسف يحصلون على البراءة، وكأن القضاء في تركيا لا يعتبر التعذيب جريمة".
مقصلة أردوغان
وفي 7 نوفمبر/تشرين الثني الجاري، كشف تقرير صادر عن منظمة حقوق الإنسان في تركيا، عن ارتفاع معدلات حوادث الاختطاف في هذا البلد، والإخفاء القسري خلال العام 2020، فضلًا عن زيادة محاولات تجنيد أشخاص للعمل مع السلطات الأمنية.
ومنذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها تركيا، في يوليو/ تموز 2016، فتح أردوغان أبواب الجحيم أمام معارضيه، مستخدما جميع الوسائل بما فيها ترسانة من القوانين التي سنها على مقاس مناهضيه وخصومه.
aXA6IDE4LjExOC4xNDAuNzgg
جزيرة ام اند امز