معارك بابنوسة بالسودان.. الأرض لـ«الدعم السريع» والسماء للجيش
لليوم الثالث على التوالي، ما زالت الأسلحة الثقيلة والخفيفة، صاحبة الكلمة العليا في المعركة التي اندلعت بمدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
معركة اندلعت في الفرقة (22) مشاة بمدينة بابنوسة، ما زال صوت الرصاص ودوي الدانات، وأزيز الطائرات، علامة بارزة على استمرارها، دون ترجيح كفة أحد الطرفين على الآخر، بحسب مصادر عسكرية صرحت لـ«العين الإخبارية».
وأكدت المصادر العسكرية، أن الجيش السوداني، ما زال يسيطر على الفرقة (22) مشاة في بابنوسة، مشيرًا إلى أن قوات «الدعم السريع» تنشتر في أغلبية أحياء المدينة، وأن الاشتباكات البرية بين الفينة والأخرى ما زالت مستمرة مع القصف المدفعي المتبادل بين القوتين المتصارعتين.
ونوهت المصادر إلى أن الجيش السوداني، استخدام الطائرات المسيرة لضرب قوات «الدعم السريع»، في محاولة منه لإجبارها على مغادرة محيط الفرقة العسكرية.
إلا أن قوات «الدعم السريع» حشدت قوات كبيرة خارج المدينة للهجوم مرة أخرى على الفرقة العسكرية بغرض استلامها، بحسب المصادر التي أكدت أن قوات الدعم السريع، ضربت حصارا على الفرقة العسكرية من عدة محاور، لشن هجمات جديدة.
وخلفت الاشتباكات التي لم تهدأ وتيرتها، «أكثر من 50 قتيلا على الأقل، وعشرات الإصابات في صفوف المواطنين جراء سقوط الدانات فوق منازل المواطنين»، بحسب إحصائية نقلتها مصادر طبية لـ«العين الإخبارية».
وأكدت المصادر الطبية، وصول الإصابات إلى المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة، بمدينة المُجلد لتلقي العلاج.
موجة نزوح
وأفاد شهود عيان لـ«العين الإخبارية»، بنزوح أعداد كبيرة من المواطنين إلى خارج المدينة طيلة الأيام الماضية، بسبب المعارك المستمرة، والقصف العشوائي، وانهيار المنازل.
ويقول المواطن محمد آدم، إن «المدينة تعيش كارثة حقيقية بسبب صوت الرصاص ودوي المدافع، وتحليق الطائرات الحربية فوق سماء المدينة».
آدم أضاف في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن «المدينة شهدت موجة نزوح كبيرة إلى خارج المدينة بامتطاء الدواب والسير على الأرجل للاحتماء بالمناطق الأكثر أمنا».
وتقع مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان بالسودان على ارتفاع 373 مترا (1224 قدما) فوق سطح البحر، وتبعد عن الخرطوم العاصمة بمسافة 697 كيلومترا (433 ميلا).
وتعتبر المدينة واحدة من أهم محطات التقاطع الرئيسية في سكة حديد السودان التي تربط غرب السودان بشرقه وشماله، وتضم عددا كبيرا من الورش الخاصة بالسكك الحديدية، ويبدأ منها الخط المتجه جنوبا.
جبهات أخرى
ومع اتساع رقعة القتال، أعلنت غرفة طوارئ معسكر «أبو شوك» للنازحين بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مقتل شخص على الأقل، وإصابة 4 آخرين إثر تجدد المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع بالفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتشهد العاصمة الفاشر منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان الماضي، حالة من الهدوء الحذر، في ظل استمرار طرفي النزاع في تعزيز القوة العسكرية استعدادا لمعركة شاملة قد تشهدها المدينة.
وتسعى قوات «الدعم السريع»، التي تسيطر على 4 ولايات من أصل 5 في إقليم دارفور للاستحواذ على الفاشر المدينة الوحيدة في دارفور التي ما يزال الجيش يحتفظ بوجوده فيها.
وقال بيان أصدرته غرفة طوارئ معسكر أبو شوك للنازحين اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، إن معارك عنيفة دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع استخدمت فيها أسلحة ثقيلة وخفيفة بالقرب من المعسكر والوادي الفاصل بين معسكري السلام وأبوجا بمدينة الفاشر ما أدى إلى مقتل شخص واحد وإصابة أربعة آخرين.
وظل سكان معسكر «أبو شوك»، يتعرضون خلال الفترة الماضية لانتهاكات واسعة جراء اندلاع اشتباكات متفرقة بين طرفي النزاع حول وداخل المخيم.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش و«الدعم السريع»، خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.
aXA6IDE4LjExNi40My4xMDkg جزيرة ام اند امز