ليس بالتمارين وحدها.. "البكتيريا" سر تميّز الرياضيين
باحثون وجدوا أن نوعا من جنس البكتريا المسمى "الفيُّونيلَّة" يستوطن أمعاء الرياضيين المتميزين، وهو المسؤول عن أدائهم الجيد.
حدد بحث جديد نوعًا من البكتيريا التي تعيش في أمعاء الرياضيين المتميزين، وتسهم في تحسين قدرتهم على ممارسة الرياضة، وهي نوع من جنس البكتريا المسمى "الفيُّونيلَّة" ولم يعثر عليه في أمعاء الأشخاص العاديين.
ومن خلال إلقاء نظرة فاحصة على البكتيريا، قرر الباحثون من مركز جوسلين للسكري أن هذا الجنس من البكتريا يعمل على استقلاب الأحماض اللبنية الناتجة عن التمرينات وتحويلها إلى "بروبيونات"، وهو حمض دهني قصير السلسلة يستخدمه الجسم البشري لتحسين القدرة على ممارسة الرياضة، وفق الدراسة المنشورة الثلاثاء في دورية "نيتشر ميديسين" الطبية.
وبدأ العمل في هذه الدراسة عام 2015 عن طريق جمع عينات براز من العدائين في مارثون بوسطن خلال فترة زمنية قبل أسبوع واحد من الماراثون وبعد أسبوع من الماراثون، كما تم جمع عينات من الأفراد العاديين غير المشاركين.
كان الشيء اللافت للانتباه على الفور هو جنس البكتريا المسمى "الفيُّونيلَّة"، التي وجدت بكثرة بعد سباق الماراثون في العدائين، وأكدوا الارتباط بينه وبين أداء العدائين بتحسين قدرة التمرين في نماذج فئران التجارب، حيث رأوا زيادة ملحوظة في القدرة على الجري بعد زرع هذا الجنس من البكتريا في النظام الميكروبي الخاص بهم.
ويشرح د. ألكساندر كولوجيك الباحث المشارك في الدراسة قائلا: "يتم إنتاج حمض اللبنيك بواسطة العضلات أثناء التمرين الشاق، وتستطيع هذه البكتيريا استخدام هذا المنتج الثانوي كمصدر رئيسي للغذاء، لتحوله إلى (بروبيونات)، وهو حمض دهني قصير السلسلة يستخدمه الجسم البشري لتحسين القدرة على ممارسة الرياضة".
وللاستفادة من نتائج هذه الدراسة، يضيف كولوجيك في تقرير نشره موقع مركز جوسلين للسكري بالتزامن مع نشر الدراسة: "التمرين عنصر مهم في نمط حياة صحي يهدف إلى درء الأمراض مثل السكري من النوع 2، وكثير من الناس الذين يعانون اضطرابات التمثيل الغذائي غير قادرين على ممارسة الرياضة على المستوى اللازم لرؤية هذه الفوائد، وبالتالي فإن إضافة البكتريا المسماة (الفيُّونيلَّة) إلى الميكروبيوم الخاص بهم باستخدام كبسولة بروبيوتيك يمكن أن يمنحهم الدفعة التي يحتاجونها للتمرين الفعال".