بادو الزاكي لـ"العين الرياضية": منتخب المغرب قادر على التتويج بكأس العالم 2026
يعد الحارس التاريخي بادو الزاكي أحد أبرز أساطير كرة القدم المغربية، حيث أسهم بشكل كبير في ملحمة منتخب بلاده خلال نهائيات كأس العالم 1986.
وكان حارس المرمى الأسبق لفريق الوداد، قاد منتخب المغرب لبلوغ ثمن نهائي كأس العالم بالمكسيك 1986، وهو ما جعله يفوز بالكرة الذهبية التي يمنحها سنويا الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لأفضل لاعب بالقارة السمراء.
وبدأ بادو الزاكي مسيرته الكروية من بوابة جمعية سلا قبل أن ينضم عام 1978 لصفوف الوداد، والذي قضى بين صفوفه 8 سنوات فاز خلالها بـ6 ألقاب من بينها الدوري المحلي (مرتين).
وبعد تألقه اللافت خلال مونديال 1986، انضم الزاكي لفريق مايوركا الإسباني الذي دافع عن قميصه لمدة 6 سنوات، توج خلالها بجائزة أفضل حارس مرمى في الدوري الإسباني 4 مرات.
وأنهى بادو زاكي مسيرته في عالم الساحرة المستديرة عام 1993 مع فريق الفتح الرباطي المغربي ليقتحم بعدها مباشرة عالم التدريب.
وحمل حارس المرمى العملاق قميص "أسود الأطلس" في 61 مناسبة خلال الفترة الممتدة بين 1979 و1992، قبل أن يعتزل اللعب دوليا عقب نهائيات كاس أمم أفريقيا 1992.
ودرب أفضل رياضي مغربي في 3 مناسبات سابقة، عدة فرق مغربية من بينها الوداد والفتح الرباطي والكوكب المراكشي والمغربي الفاسي، كما أشرف على عدة أندية جزائرية من بينها شباب بلوزداد ومولودية وهران، بجانب خوضه تجربة خاطفة في تونس مع نادي هلال الشابة.
وأشرف بادو الزاكي على تدريب منتخب المغرب مرتين، وحقق أفضل إنجاز معه عام 2004 عندما قاده لخوض المباراة النهائية من كأس أمم أفريقيا أمام تونس.
"العين الرياضية" تواصلت مع بادو زاكي لمعرفة رأيه حول عدة أمور، من بينها سر النهضة الكروية التي تعيشها كرة القدم المغربية على جميع المستويات، بجانب العوامل التي جعلت الوداد يخسر لقب دوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي المصري.
النجم الأسبق لـ"أسود الأطلس" كشف عن العامل الذي أسهم في النقلة النوعية التي حققها ياسين بونو في مسيرته الكروية، كما كشف عن أبرز مواهب المنتخب الأوليمبي المغربي التي بإمكانها فرض نفسها مع "أسود الأطلس" في الفترة القادمة.
وفي خاتمة حواره فسر بادو زاكي الأسباب التي تجعله يثق في قدرة منتخب المغرب على المنافسة مستقبلا على الفوز بلقب كأس العالم
15 عاما من العمل المتواصل
أكد بادو زاكي أن النهضة الكروية التي حققها المغرب طوال السنوات الأخيرة لم تكن من محض الصدفة بل هي نتيجة منطقية لـ15 عاما من العمل المتواصل على جميع الأصعدة.
وقال في هذا الصدد: "السلطات السياسية ومسؤولو كرة القدم المغربية قاموا بمجهود خرافي طوال السنوات الأخيرة، وهو ما يفسر النجاحات الكبير لمعظم منتخبات المغرب سواء كان منها المحلية أو الأولى أو الفتيات أو حتى تلك الخاصة بكرة قدم الصالات".
وتابع بقوله: "تم القيام بعمل كبير من أجل تطوير البنية التحتية التي أصبحت مواكبة للمعايير العالمية مما جعل لاعبي كرة القدم يمارسون في ظروف مشابهة لتلك الموجودة في أوروبا".
وأضاف زاكي قائلا: "تجربة الأكاديميات كانت ناجحة للغاية وسمحت بتطوير مهارات اللاعبين، كما ساعدت في عملية انتقاء أفضل المواهب في كامل أرجاء المملكة المغربية".
التركيز خان الوداد
في سياق آخر، تعرض بادو زاكي للأسباب التي حرمت الوداد من الحفاظ على لقبه في بطولة دوري أبطال أفريقيا، حيث قال في هذا الصدد: "لنتفق منذ البداية أن الوداد لم يكن يملك فريقا مرشحا للفوز بالبطولة لعدة اعتبارات، من بينها النقائص الفنية التي كان يعاني منها".
وأضاف قائلا: "الجميع كان يعلم أن الفريق لم يكن يملك حلولا ناجعة في بعض المراكز الاستراتيجية، وبالتالي أعتبر ما حققه خلال النسخة الأخيرة من المسابقة إنجازا يستحق الإشادة".
وتابع بالقول: "أعتقد أن التركيز خان الفريق في الدقائق الأخيرة من المباراة، فليس مسموحا لأي فريق أن يقبل هدفا ساذجا بتلك الطريقة في ظل غياب المحاصرة والتغطية".
وأتم: "جميع الأطراف تتحمل مسؤولية الخسارة أمام الأهلي ولا يمكن تحميلها للاعب ما أو مدرب".
ماذا عن ياسين بونو؟
اعترف بادو زاكي بأن ياسين بونو حارس مرمى منتخب المغرب كان يعاني من مشكلة كبيرة على مستوى الشخصية في بداياته مع فريق الوداد.
وقال في هذا السياق: "بونو كان في بداياته حارسا واعدا والجميع كان يشبهه بي، لكنه فشل في ترك بصمة كبيرة مع الوداد بسبب ضعف شخصيته وعدم التزامه".
وتابع قائلا: "بحكم صغر سنه، عانى بونو كثيرا من الناحية الذهنية ولم يكن قادرا على تحمل الضغوطات وهو ما انعكس سلبيا على مستواه، كما أن عدم التزامه وقلة انضباطه لم يساعداه على إثبات وجوده".
وأضاف: "من حسن حظه أنه اختار الاحتراف في سن مبكرة، وهو ما مكنه من التغلب على نقائصه الذهنية بالأساس لينجح في نحت مسيرة موفقة في الدوري الإسباني".
وأتم: "اليوم بونو أصبح أحد أفضل حراس المرمى في أوروبا والفضل يعود بالأساس لمغامرته الاحترافية في إسبانيا التي مكنته من تطوير نفسه على الصعيد الذهني".
إسماعيل صيباري وشادي رياض
وفي سؤال وجه إليه بخصوص مواهب المنتخب الأوليمبي المغربي التي تشارك حاليا في أمم أفريقيا تحت 23 عاما، والتي يرشحها مستقبلا لإثبات وجودها مع "أسود الأطلس"، قال بادو زاكي: "هناك العديد من اللاعبين المميزين الذين تألقوا في بطولة الشباب، وبإمكانهم دخول حسابات المنتخب الأول في السنوات المقبلة".
وتابع بالقول: "إسماعيل صيباري أظهر مؤشرات واعدة وبإمكانه بمزيد العمل أن يصبح لاعبا مهما للغاية في صفوف المنتخب الوطني".
وأتم قائلا: "هناك أيضا المدافع شادي رياض الذي تألق بشكل لافت في جميع المباريات التي خاضها مع صغار الأسود في نهائيات أمم أفريقيا تحت 23 عاما".
كأس العالم حلم واقعي
في ختام حواره مع "العين الرياضية"، تعرض بادو زاكي لملحمة منتخب المغرب خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة والتي احتل فيها المركز الرابع وراء بطل العالم الأرجنتين ووصيفه فرنسا بجانب كرواتيا ثالث العالم.
وقال في هذا الصدد: "منتخب المغرب أثبت خلال نسخة قطر 2022 أنه قادر على مقارعة أفضل المنتخبات العالمية، فليس من السهل الفوز على منتخبات بمثل قوة بلجيكا والبرتغال وإسبانيا".
وختم قائلا: "اليوم منتخب المغرب أصبح طموحه الفوز بكأس العالم المقبلة، وهو حلم واقعي بالنظر للإمكانات الكبيرة التي أظهرها في الفترة الأخيرة".
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA= جزيرة ام اند امز