مراقبون: قمة بغداد تعزز الرغبة في دعم استقرار المنطقة
قال مراقبون عراقيون إن مؤتمر بغداد وما شهده من حضور إقليمي ودولي، يحمل العديد من الدلالات السياسية، وجاء متوافقا مع تطلعات العراق.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي افتتح قمة الحوار الإقليمي التي عقدت اليوم في العاصمة بغداد، وأكد أن انتهاء سطوة تنظيم داعش واستعادة المدن المغتصبة، جاء بمساعدة دولية وجهود مضنية، مردفاً بالقول "زمن الحرب العبثية انتهى".
جاءت تلك الكلمات بمعان ومؤشرات عززت رغبة العراق في العودة إلى منصة الثقل الدولي، كما يقول رئيس مركز "التفكير" إحسان الشمري.
وقال الشمري إن "العراق وخلال إدارته لجلسة القمة الإقليمية، ظهر سيداً لنفسه، وقد مضى وهو يعزز بتثبيت ذلك من خلال ما شكله من حضور وممارسات سياسية ودبلوماسية".
وشدد في حديث لـ"العين الإخبارية"، على "أن ما نريده من العراق أن يكون جامعاً للمساحات الجغرافية وحاضنة لمناطق الالتقاء، بما يعزز الشراكة والتعاون الإقليمي والدولي على كافة المستويات"، مؤكداً على "وجوده كبلد محوري وليس جسريا أو انحيازيا".
وأكدت كلمات الوفود المشاركة في المؤتمر على تقديم الدعم والمساندة للعراق، بما يدعم استقراره ويعضد من فرص الذهاب نحو مستقبل سياسي أفضل.
الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي، إياد العنبر، قال إن "ما جرى اليوم في مؤتمر بغداد، يجب أن يتم دعمه بخطوات وسياقات ثابتة واضحة الاستراتيجيات، بغرض استدامة الحضور الذي حققه العراق إقليميا ودوليا".
وأضاف العنبر خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "العراق قدم اليوم رؤية سياسية واضحة لمفاهيم العلاقات على المستوى الداخلي والخارجي، وقد بدا ذلك واضحا من خلال خطاب الكاظمي، وهو ما يؤشر على قدرة بغداد وإمكانياتها في صناعة وضع جديد يعود بالاستقرار على المنطقة والعراق على السواء".
ويؤكد الباحث العراقي أن "عودة العراق إلى الحاضنة العربية والخليجية على وجه التحديد، يجب الاستفادة منه مستقبلا.
وبالعودة إلى دلالة المؤتمر الإقليمي والدولي، يرى الشمري "أن العراق وبفضل الدبلوماسية الصامتة استطاع جمع الإخوة العرب والأطراف الإقليمية على طاولة بغداد".
وهو ما أكده المحلل السياسي ماهر جودة، الذي يعتقد أن مخرجات قمة الحوار الإقليمية باتت واضحة بشكل مبكر، بعد أن أفصح الحاضرون عن مواقفهم تجاه العراق، وتحييد بغداد عن مناطق الصراع الإقليمي والدولي.
ويشير جودة إلى أن الثقل العربي الخليجي الذي كان واضحاً من خلال الحضور الدبلوماسي والرئاسي الكبير، ورغبة السعودية والإمارات والكويت في كتابة بنود القمة على شكل اتفاقيات اقتصاد وأمن وسياسة تعود بالفائدة على الجميع.
كما بدا ذلك واضحاً، بحسب المحلل السياسي العراقي، من خلال الحضور الفرنسي للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي جاء بمثابة قوة سياسية ودبلوماسية واضحة للمؤتمر.
وكانت وسائل إعلام غربية سلطت الضوء على مؤتمر قمة بغداد ودور العراق في المنطقة، عبر دعم عوامل الاستقرار والتهدئة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "العراق عمد ومنذ عام 2014، إلى اعتماد نهج مختلف في سياساته الخارجية بما يصحح مسارات سابقة قادت البلاد إلى التأزم والحروب والانتهاكات".
وأضاف الصحاف أن "قمة بغداد تأتي بعد معطيات كبيرة قدمتها الحكومات العراقية على مستوى التعامل السياسي وطبيعة إدارة ملفاتها الشائكة والمرتبطة بالخارج الإقليمي والدولي".
وبشأن تفاوت التمثيل للدول المشاركة، أوضح الصحاف أن "الوفود التي شاركت في هذا المؤتمر كانت على مستوى رفيع، وبعض الدول شاركت على مستوى تمثيل وزير الخارجية، والسبب يعود إلى وجود برامج والتزامات مسبقة لرؤسائها".