هجوم كابول "يضع" طالبان وداعش في المواجهة
طالما كان خطاب حركة طالبان أثناء فترة تمردها واضحاً، حكمها لن يقوم إلا على الشريعة والسعادة والأمان، لكن هجوم الخميس يقوّض هذا الخطاب.
أثناء عشرين عاماً من معركتها ضد القوات الأمريكية والأفغانية، فجّر المئات من انتحاريي طالبان أنفسهم ضد أهداف عدوة، ما أسفر عن آلاف الضحايا بينهم عدد كبير من المدنيين، تُستخدم الأسلحة نفسها حالياً ضد طالبان بعدما أصبحت في الحكم.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، شكل الهجوم على مطار كابول الذي تبنّاه تنظيم داعش، اختباراً أول لطالبان، ويرى الباحث عبد الباسط أن الهجوم يثبت أن "أي مجموعة لا يمكنها أن تزعم أنها تحتكر العنف في أفغانستان ولا أن تؤكد تأمين البلاد".
وقال المتحدث باسم طالبان بلال كريمي إن تنظيم داعش الإرهابي "سيُهزم".
ويتواجه التنظيمان المتحدران من فرعين مختلفين من التفكير الإرهابي المتشدد، منذ سنوات في أفغانستان.
لكن ينبغي على القادة الأفغان الجدد أن يعترفوا بأن فكرتهم تحرير بشكل منهجي جميع السجناء أثناء سيطرتهم الخاطفة على البلاد في الأسابيع الأخيرة، كانت سيئة جداً.
فيما سمح هذا التكتيك لطالبان برصّ صفوفها، فإنه أتاح أيضاً لمجموعات مسلحة أخرى بينها تنظيم الدولة الإسلامية، اكتساب زخم جديد.
يُشكل ذلك خطأ فادحاً في حين يبدو مقاتلو الحركة منهكين بعد سنوات من المعارك الشرسة ضد القوات الحكومية،.
ويحاول القادة الطالبان المدركون لعواقب هذا الخيار السيء، تبييض صفحتهم عبر إلقاء اللوم على الرئيس السابق أشرف غني الذي فرّ من البلاد.
وقال المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين هذا الأسبوع "نحن حذرون لأن سجناء من داعش غادروا السجن ويختبئون الآن بعد أن ترك موظفون من إدارة كابول مناصبهم".
فيما كانت الدول الغربية تكثّف تنبيهاتها من خطر شنّ تنظيم داعش هجوماً على المطار، اعتمد شاهين لهجة مطمئنة، وقال في حديث مع قناة باكستانية "أجهزتنا الاستخباراتية وقواتنا الأمنية ناشطة لتجنّب حصول هجوم من هذا النوع".
لكن السيناريو الأسوأ حدث وحمّلت طالبان واشنطن المسؤولية، مؤكدةً أن أمن المنطقة التي وقع فيها التفجيران كان من مسؤولية الولايات المتحدة.
وسيكون من السهل اعتبار واشنطن كبش فداء بعد 31 أغسطس/ آب، وعندما ستكون سحبت كامل قواتها من البلد، ومن المحتمل أن يقوّض عجز طالبان عن منع حصول هجمات في المستقبل، الثقة القليلة التي تمتع بها الحركة، خصوصاً في العاصمة.
ويشكل الهجوم الدامي على المطار ذروة سنوات من المعارك بين التنظيمين المسلحين.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDcuMTE1IA== جزيرة ام اند امز