باهر دويدار لـ"العين الإخبارية": "هجمة مرتدة" شهادة للتاريخ
يعشق السيناريست المصري "باهر دويدار" الدراما الوطنية، ويرى أن هذه الأعمال مهمة وضرورية، لتعزيز قيم الولاء، والانتماء للوطن.
وعندما نتأمل سجل باهر دويدار الإبداعي نكتشف أنه يضم مجموعة من المسلسلات المتميزة، والتي جمع خلالها بين عمق الفكرة، وسلاسة الحوار ومنها "كلبش، وحق ميت، والاختيار".
وينافس باهر دويدار في سباق رمضان الدرامي هذا العام بمسلسل "هجمة مرتدة" وهو عمل مأخوذ عن أحداث حقيقية من ملفات المخابرات المصرية، ويشارك في بطولته أحمد عز، وهند صبري، وهشام سليم، ومن إخراج أحمد علاء.
"العين الإخبارية" التقت بالدكتور باهر دويدار، للحديث حول ردود الفعل التي صاحبت عرض مسلسله الأخير، وكواليس الكتابة، ومدى التطابق بين الشخصيات الحقيقية والأسماء التي جاءت في سياق العمل.
ـ ما هي الفترة الزمنية التي استغرقتها في كتابة "هجمة مرتدة"؟
استغرقت عامين في كتابة المسلسل بالكامل، وبالمناسبة كان من المخطط عرض "هجمة مرتدة" في 2020، ولكن تعطل التصوير بسبب جائحة كورونا، حيث يتطلب العمل التصوير في أكثر من دولة، وأجبرنا فيروس كورونا على التأجيل نتيجة صعوبة السفر.
وبسبب التأجيل قمت بإعادة كتابة بعض الأحداث في المسلسل، وأظن أن التأجيل كان فرصة للتدقيق والتجويد، ولذا خرج المسلسل للجمهور بهذا المستوى المتميز.
- هل الكتابة عن أحداث حقيقية أمر سهل؟
"هجمة مرتدة" مأخوذ من أكثر من ملف أمني، وليس صحيحا أنه ملف واحد، فقد قمت بالاطلاع على عدة ملفات لأكثر من عميل، وتم دمج الأحداث في سياق درامي واحد.
وبكل تأكيد تأليف مسلسل من خيال الكاتب أمر سهل، لأن الخيال حر، ولكن عندما أقوم بعمل مسلسل يرصد أحداث حقيقة، يكون هناك قيود، والمهمة صعبة، وتزداد الصعوبة عندما يتم تناول أحداث وطنية بسبب الحساسية الأمنية، وهنا يجب على الكاتب أن يحرك خياله داخل إطار من الحقيقة الواضحة، وهذا الأمر يمثل تحديا كبيرا للكاتب.
- هل جلست مع الشخصيات الحقيقية؟
في الحقيقة لم أجلس مع أي شخصية حقيقية، واعتمدت على قراءة الملفات، وجلست مع بعض الضباط في المخابرات، ويجب توجيه الشكر لهم لأنهم ساعدوني كثيرا في فهم هذا الملف، وكتابة المسلسل بهذه الدقة، لكن لم يجمعني لقاء بأي شخصية حقيقية.
ــ نشرت الناشطة داليا زيادة، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية ما يوحي بأنها صاحبة الشخصية التي تجسدها هند صبري على الشاشة.. فهل هذا صحيح؟
في كتابة الأعمال المأخوذة عن ملفات من المخابرات المصرية، يتم إخفاء معالم الشخصيات الحقيقة تماما، من أجل الحرص على حياتها وحمايتها، كما أن مسلسل "هجمة مرتدة" مأخوذ عن أكثر من ملف، وتم دمج الأحداث في خط درامي واحد.
وباختصار بعض الناس قد يرى أحداثا في المسلسل تشبه إلى حد كبير ملامح من حياتها، وهذا خطأ كبير، ومع تصاعد الأحداث قد تتخلى عن هذه الفكرة، ويرى شخص آخر أنه المقصود من الحكاية.
وأحب التأكيد على أن صناع هذه النوعية من الأعمال، يلجأون إلى تغيير معالم الشخصية، حتى في الأعمال الأمريكية يحدث ذلك، وربما يكون البطل الحقيقي رجل، وتتم الاستعانة بامرأة لتقديم الدور لحماية العميل.
- هل تدخلت في اختيار فريق العمل؟
بشكل عام اختيار فريق العمل الدرامي يعتمد على عدة آراء مثل المخرج، والشركة المنتجة، والكاتب، ويجب أن يتفق الجميع على النجوم المرشحين للبطولة، ويتحمسون لهم أيضا، ولكن في الأعمال الوطنية مثل "هجمة مرتدة" يكون لـ"جهات أخرى" رأي كبير في اختيار الأبطال، وذلك بجانب المؤلف، والشركة المنتجة، والمخرج.
- ما هو مؤشرك لقياس نجاح المسلسل؟
بصراحة شديدة لا أمتلك إجابة عن هذا السؤال، ولكن بشكل شخصي لا أعتبر وسائل التواصل الاجتماعي مؤشر دقيق لمعرفة نجاح المسلسل أو فشله، فالكاتب لا يرى الجمهور، ولكن أحب الإشارة إلى أنني لم أتعامل مع هذا المسلسل على أنه عملا فنيا فقط، ولكن هو عملا توثيقيا، الهدف منه توثيق أحداث محددة، وأتمنى أن يراه الناس دائما في كل وقت، كما حدث في مسلسل "الاختيار".
باختصار شديد لا يشغلني عدد الجمهور الذي شاهد العمل، ولكني مهتم بأن يعيش العمل في وجدان الناس لإيماني بأن المسلسل أشبه بشهادة للتاريخ، ويجب أن تعيش في وجدان الجمهور.
- حدثنا عن عوامل شكلت وعيك؟
أشياء كثيرة ساهمت في تكويني، فقد تعلمت القراءة والاطلاع من والدي، وكان شخصية رائعة ولها اهتمامات سياسية، ودراستي للطب كان لها دور كبير في تكويني، وعملي في الأمم المتحدة لمدة 3 سنوات، منحنى خبرة كبيرة، لاسيما أنني ذهبت لمناطق ساخنة بسبب عملي في مجال الإغاثة، كما أنني من مواليد 1973، وجيلي استمتع بكتابات أسامة أنور عكاشة، ووحيد حامد، ومحمد جلال عبدالقوي، ويسري الجندي، وصالح مرسي.