وزير خارجية البحرين: إيران تخنق نفسها.. وقطر لا تحترم اتفاقاتها
وزير الخارجية البحريني قال "لا أحد يريد الحرب، وإيران ارتكبت أخطاء كبرى حين تدخلت بشؤون دول المنطقة وأرسلت أموالها وأسلحتها ومليشياتها"
دعا وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، إيران إلى تغيير سياستها تجاه دول المنطقة، مضيفا أن النظام الإيراني ارتكب أخطاء كبرى حين تدخل في شؤون دول المنطقة وأرسل الأموال والأسلحة والمليشيات لتأجيج الصراعات.
- السعودية تجدد رفضها التدخل في شؤون البحرين أو المساس بسيادتها وأمنها
- الإمارات تدعو العراق إلى عدم التدخل في شؤون البحرين
وأضاف وزير الخارجية البحريني -في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"- أن قطع العلاقات مع قطر جاء من باب "سد الضرر"، لعدم احترام الدوحة للاتفاقات، مشيرا إلى أن الكرة في ملعبه، وعليها التفكير بمنطق أن جيرانها هم بيئتها الصحيحة وأنهم أهم من أي شيء آخر.
وطالب الشيخ خالد بن أحمد الحوثيين بالتصرف كيمنيين، بدلا من الاستمرار في الحرب بالوكالة عن طهران، لافتا إلى أن تدخل إيران في اليمن يهدد المصالح الحيوية لدول الخليج.
إيران تجرعت كأس السم
وردا على سؤال حول ارتفاع سقف لغة التهديدات العسكرية بين إيران والولايات المتحدة في الخليج.. وهل المنطقة على أبواب حرب جديدة ومباشرة؟ قال وزير الخارجية البحريني: "لا أحد يريد الحرب، لا أمريكا ولا دول الخليج أو دول المنطقة تسعى إليها، إيران ارتكبت أخطاء كبرى حين تدخلت في شؤون دول المنطقة وأرسلت أموالها وأسلحتها ومليشياتها. اليوم، الوضع سببه الاتفاق النووي الذي انسحبت منه واشنطن".
وأضاف قائلا: "الاتفاق تناول البرنامج النووي الإيراني وترك جانب البرامج الباليستية الإيرانية التي تهددنا في المقام الأول وترك جانباً سياسة الهيمنة الإيرانية، ولأنه لم يتم التعامل مع هذه المسائل، فإن يد طهران أُطلقت أكثر فأكثر وهي تطلق التهديدات كل يوم، وهي اليوم تهدد بإغلاق مضيق هرمز، لكنها تعي أن الإغلاق يعني أنها ستخنق نفسها، وهذه التهديدات نأخذها على محمل الجد ونحن نتعامل معها بالتعاون مع أصدقائنا ونرى أنها توفر السبب كي يتخذ حلفاؤنا مواقف تصب في الدفاع عن مصالحنا، لذا على إيران اليوم مسؤولية كبيرة وعليها أن تراجع نفسها في هذا الظرف الدقيق بينها وبين أمريكا، ونرى فرصة لطهران لتراجع سياستها لأن هذه السياسة أوصلتها إلى شفا الهاوية ويتعين عليها أن تتنبه لذلك".
وأوضح أن تهديد إيران -بمنع تصدير نفط دول المنطقة بإغلاقها مضيق هرمز في حال دخول العقوبات الأمريكية عليها بوقف تصديرها للنفط حيز التنفيذ- قائلا: هذا تهديد صريح حقيقةً لكل دول الخليج، وما زلت أعتقد أن إيران قد تفكر ملياً قبل الإقدام على خطوة من هذا النوع لأنه سيكون تصعيداً خطيراً ولن يُسمح لهذا التهديد أن يستمر يوما واحدا، في الماضي اتخذت إيران قرارات مهمة ومنها إنهاء الحرب العراقية-الإيرانية، وعندها قالت إنها "تجرعت كأس السم".
الكرة في ملعب قطر
وانتقل وزير الخارجية البحريني للحديث عن الأزمة القطرية، مؤكدا أن الكرة الآن في ملعب قطر، مضيفا: ليس هناك حصار، ولكن تم إغلاق الأبواب لصد الضرر لعدم احترام الدوحة للاتفاقات.
وأشار إلى أن دول المقاطعة اتخذت مبادرات لتقريب وجهات النظر منها توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة إلى أمير قطر لحضور قمة الرياض، وكانت فرصة لم تتم الاستجابة لها، كما أن خادم الحرمين شارك في قمة تونس، وجاء أمير قطر ومر من أمامه لحظة التقاط الصورة التذكارية ولم يسلم عليه، مضيفا أن دول المقاطعة لم تر من الدوحة رغبة في وضع حد لهذه الأزمة، وإذا كانوا يفضلون أن تبقى قائمة فنحن لن نخسر شيئاً.
وأكد أن حل الأزمة مع قطر يجب أن يكون داخل مجلس التعاون، وإنْ أراد العالم أن تُحل فليتركها لدول المجلس وإن طال الوقت، أما إذا فتح الباب لحلفائنا وأصدقائنا في العالم فإن هذه المسألة ستتشعب وتتعقد وستعكس الصورة الخاطئة للدوحة أن هناك دوراً دولياً في الموضوع الذي لم يتخطَّ حداً معيناً.
وأضاف أن قطر تعي المخاطر المترتبة على سياستها ضد دول المقاطعة، مثل وجود القوات الأجنبية عندها، وأعني القوات التركية، وتدخلها في الدول المجاورة وسياستها في دعم الحركات الإرهابية، لذا يتعين على قطر أن تكون حذرة وأن تفكر بمنطق وأن تعتبر أن جيرتها هي بيئتها الصحيحة وأنها أهم من أي شيء آخر، مشددا على أنه إذا فكرت بهذه الطريقة، فسنكون جميعاً مرحبين بالعمل مجدداً معها، وعليهم أن يعوا أين تكمن مصلحتهم.
على الحوثيين أن يكونوا يمنيين
وتناول الشيخ خالد بن أحمد الأزمة اليمنية، حيث حمّل وزير الخارجية البحريني الحوثيين مسؤولية استمرار الحرب في البلاد لمدة 4 سنوات، بسبب المماطلة وعدم تنفيذ القرارات والاتفاقات الدولية، مطالبا الحوثيين بأن يتصرفوا في المقام الأول كيمنيين لأنهم يمنيون، وأن يبتعدوا عن تأثير إيران ودعمها.
وأضاف أن ما يحصل في اليمن هو مواجهة بالواسطة، حيث إن الحوثيين يقاتلون نيابة عن إيران، وإن أرادوا وضع حد لهذه الحرب فليبتعدوا عن طهران، فاليمن صلب منطقتنا بالجزيرة العربية وتدخُّل إيران فيه يعد تهديدا لمصالحنا الحيوية، ولن نقبل بذلك.
وتابع قائلا: "ملامح الحل واضحة بالنسبة إلينا والسلاح لن يوصّل الحوثيين إلى أي مكان ولن يمكّن إيران من السيطرة على اليمن.. وإذا أراد الحوثيون الحل فليعودوا حزباً سياسياً وليدخلوا العملية السياسية، لكن ما داموا يأتمرون بأوامر من طهران فلن يكون ممكناً قبول هذا الوضع".
كما اتهم وزير الخارجية البحريني أشخاصا في العراق بأنهم يأتمرون من الخارج، ويعمدون إلى الإساءة إلى البحرين كما يريد الإيرانيون.. خاصة في ظل التقارب بين العراق السعودية، كما أن العلاقات مع البحرين تطورت وفُتحت السفارات وقنصلية في النجف، ولم يُرد هؤلاء أن تستمر الأمور على هذا المنوال فجاءت البيانات المسيئة لنا.
وأضاف أن المنامة قامت باستدعاء القائم بالأعمال وسلمناه مذكرة فحواها أن ما صدر كلام غير مقبول وأن الجانب العراقي يتحمل مسؤولية أي تدهور في العلاقات.. وحصل ما حصل لأن الحكومة العراقية أصدرت لاحقاً بياناً تضامنياً مع الصدر ودفاعاً عنه، وأعلنت أنها ستستدعي السفير البحريني للاحتجاج.