البحرين.. لؤلؤة الخليج تزهو بالإنجازات في أعيادها الوطنية
البحرين تحتفل بالأعياد الوطنية هذا العام في ظل ما تشهده البلاد من إنجازات في مختلف المجالات، أحدثها تتويج المنتخب الوطني بكأس الخليج
تحتفل البحرين بأعيادها الوطنية يومي 16 و17 ديسمبر/كانون الأول، إحياء لذكرى قيام الدولة الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح، دولة عربية مسلمة عام 1783، والذكرى الـ48 لانضمامها للأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى الـ20 لتسلم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مقاليد الحكم.
يأتي الاحتفال بالأعياد الوطنية في البحرين، لؤلؤة الخليج العربي، هذا العام في ظل ما تشهده البلاد من إنجازات في مختلف المجالات، أحدثها تتويج المنتخب الوطني قبل أيام بكأس الخليج للمرة الأولى في تاريخه.
وواصلت مملكة البحرين الحفاظ على مكانتها المتقدمة بين دول النخبة في تقرير التنمية البشرية العالمي لعام 2019.
واحتلت المركز الأول عربيا والثالث على مستوى دول الشرق الأوسط، فيما يخص المؤشرات المتعلقة بالتعليم، وفقا للتقرير السنوي لمجموعة بوسطن الاستشارية بشأن تقويم التنمية الاقتصادية المستدامة.
وفي المجال الاقتصادي توقع البنك الدولي نمو اقتصاد البحرين بمعدل 2% في عام 2019، فيما رفعت وكالة التصنيف الائتماني العالمية "ستاندرد آند بورز" نظرتها للاقتصاد البحريني إلى "إيجابي"، في خطوة مهمة تمهّد لرفع التصنيف الائتماني للمملكة.
سياسيا، فازت البحرين بعضوية عدة لجان دولية متخصصة هذا العام، كما اختتمت القمة الخليجية الـ40 في الرياض، بالإعلان عن استضافة البحرين الدورة المقبلة للقمة.
ثقة دولية
وتتزين مملكة البحرين بمناسبة أعيادها الوطنية، وحققت هذا العام العديد من الإنجازات على جميع المستويات.
ويأتي الاحتفال بالأعياد الوطنية بعد نحو شهرين من افتتاح العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب، والذي تضمن توجيهات واضحة للحفاظ على تلك المنجزات التنموية، ومواصلة التقدم.
وأعرب خلال خطابه عن دعم ولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، فيما يبادر به من خطط استشرافية وبرامج نوعية، لاستدامة تدفق الاستثمارات الوطنية والخارجية، التي تصب في اتجاه تنويع مصادر دخل الاقتصاد الوطني وتنميته، حسب ما حددته أهداف رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
وعلى مستوى العلاقات الخارجية، برهن فوز البحرين بعضوية لجان دولية متخصصة هذا العام على حجم الثقة الدولية بدبلوماسيتها.
وفي مؤشر جديد على دور البحرين الفاعل في القضايا البيئية الدولية، وتأكيداً على دورها الملموس وسمعتها الطيبة واستمرارها في تحقيق المكاسب والإنجازات في جميع المحافل والميادين المحلية والإقليمية والدولية، حققت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إنجازاً جديداً بفوزها بعضوية اللجنة التنفيذية لبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون لعام 2020، خلال اجتماع الأطراف (31) لبروتوكول مونتريال المعني بهذا الشأن، والذي عقد في العاصمة الإيطالية روما.
يأتي هذا بعد شهور من فوزها في مارس/آذار الماضي بمنصب نائب الرئيس للمكتب التنفيذي لجمعية الأمم المتحدة للبيئة، الأمر الذي سيتيح الفرصة للمملكة في تمثيل الدول الواقعة في إقليم مجموعة آسيا والمحيط الهادي، وسيمكن البحرين من إيصال الصوت العربي لجمعية الأمم المتحدة للبيئة في كل ما من شأنه أن يخدم المصالح البيئية.
وتنفيذا لرؤية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في ترسيخ أواصر التعاون وتشجيع الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، ودعم كل الجهود الساعية لتعزيز الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، والاهتمام بتطوير العلاقات والتعاون المشترك مع القارة الآسيوية بوجه عام، ومع رابطة الآسيان بوجه خاص، قام الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني بالتوقيع على وثيقة انضمام البحرين لمعاهدة الصداقة والتعاون في جنوب شرق آسيا في 2 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتحمل الخطوة العديد من الدلالات الاستراتيجية، حيث تعد المعاهدة بمثابة بوابة لمنطقة جنوب شرق آسيا تسهم بشكل كبير في تنمية علاقات البحرين بدول رابطة الآسيان، وهي العلاقات التي تحرص على تعزيزها وتوثيقها حكومة المملكة.
وتهدف المعاهدة إلى تعزيز السلام الدائم والصداقة طويلة المدى، والتعاون بين شعوب الدول الأطراف بما يسهم في قوتها وتضامنها وعلاقاتها الوثيقة.
وفي مجال حقوق الإنسان، بدأت البحرين عضويتها في مجلس حقوق الإنسان الدولي التابع للأمم المتحدة للسنوات 2019-2021، بعد أن تم انتخابها العام الماضي للمرة الثالثة في تاريخ المجلس.
وباتت المملكة تلعب دورا محوريا بفضل سياسة خارجية متزنة ونشطة، يقودها عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والتي مكنتها من أن تعزز ثقلها على الساحة الدولية.
التنمية البشرية.. ريادة وتقدم
وفي مجال التنمية البشرية، واصلت البحرين تنمية الإنسان باعتباره أولوية وطنية قصوى وهدف التنمية الأول وغايتها، عبر اعتماد خطط رائدة تضمنت مشروعات وبرامج هادفة في جميع المجالات الصحة والتعليم والعمل وغيرها.
وحسب تقرير التنمية البشرية لعام 2019 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، فقد حلت البحرين في المرتبة 45 عالمياً على مؤشر التقرير من إجمالي 189 دولة.
وواصلت البحرين الحفاظ على مكانتها المتقدمة في تقرير التنمية البشرية العالمي لعام 2019، كدولة ضمن نطاق التنمية البشرية المرتفعة للغاية، بفضل الإنجازات التنموية النوعية والمتلاحقة، الرامية لتعزيز ضمان حق المواطن في بيئة آمنة ومزدهرة، وحصوله على الخدمات بأعلى جودة ممكنة.
واحتلت البحرين المركز الأول عربيا والثالث على مستوى دول الشرق الأوسط فيما يخص المؤشرات المتعلقة بالتعليم، وفقا للتقرير السنوي لمجموعة بوسطن الاستشارية بشأن تقويم التنمية الاقتصادية المستدامة، والصادر في شهر يوليو/تموز 2019.
اقتصاد البحرين.. نمو متواصل
وفي المجال الاقتصادي، توقع البنك الدولي في تقرير صادر 4 ديسمبر/كانون الأول الجاري نمو اقتصاد البحرين بمعدل 2% عام 2019، ومتوسط قدره 2.3% في عامي 2020 و2021، ويشكل القطاع غير النفطي المحرك الرئيسي.
وبيّن التقرير أن زيادة الإنتاج الصناعي وارتفاع مستويات الإنفاق على البنية التحتية هما المحرك لنمو إجمالي الناتج المحلي غير النفطي.
ورفعت وكالة التصنيف الائتماني العالمية "ستاندرد آند بورز" نظرتها للاقتصاد البحريني إلى "إيجابي"، في خطوة مهمة تمهّد لرفع التصنيف الائتماني للمملكة.
وأكدت الوكالة تصنيف البحرين للجدارة الائتمانية عند B+، في حين عدلت نظرتها للاقتصاد من "مستقر" إلى "إيجابي"، مع تحسن وضع البحرين المالي.
وعدلت الوكالة أيضا نظرتها إلى البحرين إلى إيجابية من مستقرة، مؤكدة التصنيف الائتماني السيادي الطويل الأجل والقصير عند "B+/B".
وبينت أن هذه التوقعات الإيجابية تشير إلى أنها سترفع تصنيفاتها للبحرين خلال الـ12 شهرا المقبلة، إذا ثبت أن أداء المملكة المالي أقوى مما تتوقعه حاليا.
مشاريع تنموية كبرى
وفي ضوء مساعيها الجادة نحو اقتصاد المعرفة باتجاهاته الحديثة، تباشر الحكومة بوضع خطة وطنية شاملة لتأمين التعامل مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، بتبني وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الإنتاجية والخدمية، من خلال وضع الأنظمة اللازمة، واستكمال البنى التقنية، وتشجيع الاستثمارات النوعية، لضمان الاستفادة القصوى من مردود ذلك على اقتصادنا الوطني.
وتواصل البحرين بتوجيه عناية فائقة لقطاع النفط والغاز، في ضوء الاكتشافات الكبيرة التي تم الإعلان عنها مؤخرا.
ووجه عاهل البحرين بتسريع خطى التطوير في مشاريعها، حيث تم تدشين مجموعة من المشاريع التنموية الكبرى، كأكبر توسعة لمصفاة شركة بابكو، وتوسعة شركة بنغاز، وافتتاح مرفأ الغاز المسال، ومشروع خط الإنتاج السادس بشركة ألبا، وتشغيل خط الأنابيب الجديد مع المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وفي قطاع النقل والمواصلات، يتم تنفيذ عدد من المشاريع الكبرى، منها توسعة مطار البحرين الدولي، والبدء الرسمي للدراسات التنفيذية لإنشاء جسر الملك حمد، في إطار المشاريع الاستراتيجية الداعمة للاقتصاد الوطني.
وتواصل المملكة جهودها من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وجذب الاستثمارات العالمية، تحقيقا لأهداف المسيرة التنموية الشاملة.
وتشجع المملكة الاستثمار في قطاعات غير الطاقة، مثل التمويل والبناء لتنويع الإنتاج وتقليل اعتماده على النفط، وبفضل تلك الجهود أصبحت مملكة البحرين مركزا إقليميا للكثير من الشركات متعددة الجنسيات التي تقوم بأعمال تجارية في المنطقة.
تمتاز البحرين ببيئة اتصالات حديثة وبنية تحتية للنقل والمواصلات، ولديها تشريعات عديدة محفزة للاستثمار، منها قوانين الشفافية ومكافحة الفساد وتسهيل منح التراخيص، كما قامت بتعزيز البنية التحتية، لكي يتاح للمستثمر البيئة اللازمة للاستثمار، وتوفير عمالة ماهرة ومدربة.
الرياضة.. إنجازات تاريخية
على صعيد الإنجازات في مجال الرياضة، جاء عام 2019 مكملا لإنجازات عام 2018، الذي أطلق عليه عام الذهب، وجاء هذا العام ليضيف تفوقا على تفوق.
ومن أبرزها على المستوى الدولي تتويج الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب مستشار الأمن الوطني رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في بطولة الشرق الأوسط للرجل الحديدي، التي استضافتها مملكة البحرين ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وفي كرة القدم تحقق إنجازان غير مسبوقين للرياضة البحرينية، وهما حصولها على كأس بطولة غرب آسيا التاسعة في العراق أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي أهلتها للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، ثم حصولها على اللقب الأغلى، وهو كأس الخليج في دورته الـ24، ليسجل التاريخ نصرا غير مسبوق في تاريخ الرياضة البحرينية.
من الإنجازات التي تحققت هذا العام أيضا في كرة القدم تتويج منتخب البحرين بالميدالية الذهبية في منافسات دورة الألعاب العالمية العسكرية، التي أقيمت في مدينة ووهان الصينية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وحققت مملكة البحرين عام 2019 إنجازات غير مسبوقة في مختلف الألعاب، وأبرزها ألعاب القوى وسباق القدرة والسباحة والملاكمة وبقية الألعاب كذلك.
فقد حققت مملكة إنجازا عالميا مشرفا في بطولة العالم لألعاب القوى للرجال والسيدات في نسختها الـ17 في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث تصدرت الدول العربية في الترتيب بحصولها على 3 ميداليات، من بينها الميدالية الذهبية التي أحرزتها العداءة سلوى عيد في سباق 400 متر للسيدات، وميدالية فضية في سباق ماراثون السيدات، وميدالية برونزية حصدها منتخب التتابع المختلط.
وهيمنت البحرين كذلك على الترتيب العام للميداليات في دورة رياضة المرأة الخليجية التي أقيمت في الكويت، خلال الفترة من 20 حتى 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، برصيد 77 ميدالية، بواقع 36 ذهبية و28 فضية و13 برونزية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وفي بطولة المملكة الثانية للسباحة في الدمام تمكن أبطال البحرين من الحصول على 64 ميدالية ملونة، منها 40 ميدالية ذهبية، 19 ميدالية فضية و5 ميداليات برونزية، وفي نوفمبر/تشرين الثاني أيضا حقق المنتخب الوطني للملاكمة 5 ميداليات ذهبية في بطولة SOVEREIGN الدولية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي مارس/آذار حصلت البحرين على 39 ميدالية من بينها 16 ذهبية تاريخية في دورة الألعاب العالمية للأولمبياد الخاصة، التي أقيمت في أبوظبي في الفترة من 8 إلى 22 مارس/آذار الجاري 2019.
وتأتي هذه الإنجازات ثمار رؤية ملكية واضحة لرعاية الشباب البحريني وحثه على الاهتمام بالرياضة، باعتبارها أحد ركائز تنميتهم، وهذا يعني في المحصلة تطورا شاملا في كافة القطاعات الإنتاجية باعتبار الشباب هم ركيزة البناء والتطور في المجتمع.
المرأة البحرينية.. من التمكين للتقدم
وعلى صعيد الاهتمام بالمرأة، تعد المملكة من الدول السباقة في تحقيق تكافؤ الفرص للمرأة البحرينية، وتعزيز دور المرأة في عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بتبوئها مراكز قيادية، واليوم تحصد المرأة البحرينية ثمار هذا الدعم اللامتناهي.
وتمارس المرأة البحرينية حقوقها كشريك متكافئ في مسيرة الإصلاح والتنمية الشاملة بفضل الجهود المميزة للمجلس الأعلى للمرأة منذ تشكيله في عام 2001 برئاسة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البحرين، وأداء واجباتها الوطنية بكفاءة وجدارة كوزيرة وسفيرة وقاضية، وتمثيلها 23% من المناصب القيادية الحكومية، و54% من المديرين، و25% من الكادر الدبلوماسي، و9% من القضاة، ونسبة 53% من العاملين في القطاع الحكومي، و33% في القطاع الخاص، و64% من الأطباء، و59 % من خريجي الجامعات، إلى جانب عضويتها الفاعلة في مجلسي الشورى والنواب بنسبة 19% من الأعضاء، ورئاستها عشرين جمعية أهلية نسائية.
وفي إنجاز جديد للمرأة البحرينية، أسفرت انتخابات جمعية الصحفيين البحرينية، التي أجريت يناير/كانون الثاني الماضي، عن فوز الصحفية عهدية أحمد، وهي أول بحرينية تتولى هذا المنصب في تاريخ الجمعية، المؤسسة منذ 1991.
وجاء صدور أمر عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتغيير اسم جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة من "تمكين المرأة" إلى "تقدم المرأة"، كمؤشر مهم لتجاوز مملكة البحرين مرحلة تمكين المرأة والانتقال بتجربتها الناضجة لآفاق عمل جديدة تقوم على الشراكة المتزنة بين المرأة والرجل، التي تستدعي إتاحة الفرص المتكافئة أمام طرفي معادلة البناء الوطني، ورفع مستويات الشراكة الفاعلة مع سلطات ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص.
وتحتفل مملكة البحرين بأعيادها الوطنية المجيدة، فيما تمضي عجلة التقدم بقوة وثبات على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.