قمة البحرين تشيد بالإمارات.. إنجازات تاريخية وجهود رائدة لنشر السلام
حملت القمة الخليجية إشادة كبيرة بإنجازات دولة الإمارات، ودورها التنموي والإنساني لدعم الدول العربية، وجهودها الرائدة لإحلال السلام.
واستضافت البحرين القمة الخليجية الـ46، الأربعاء، وشارك فيها نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة.
واختتمت القمة الخليجية فعالياتها، بإصدار بيان ختامي مطول من 162 بندا، وإعلان آخر من 5 بنود حمل اسم "إعلان الصخير".
وجاء "إعلان الصخير" متضمنا 5 مبادئ أعلن قادة دول الخليج المشاركون في القمة التمسك بها، تناولت 3 محاور رئيسية، وهي تعزيز مسيرة التنسيق والتكامل بين دول الخليج في شتى المجالات وعلى رأسها الجانب الدفاعي والأمني، وتعزيز التعاون الدولي لصون الأمن الإقليمي، ودعم اتفاق إنهاء الحرب في قطاع غزة، ودعم إقامة دولة فلسطينية.
فيما تضمن البيان الختامي المطول رؤية دول الخليج لتعزيز مسيرة التعاون في مختلف المجالات بشكل مفصل ومواقفها من مختلف القضايا العربية، ومنها الوضع في غزة والفضية الفلسطينية، ورؤيتهم بشأن التطورات في السودان وسوريا واليمن وليبيا ولبنان، إضافة إلى مواقف دول الخليج من بعض القضايا الدولية مثل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، والتطورات بين باكستان والهند، وباكستان وأفغانستان، والعلاقات مع إيران، إلى جانب جهودهم لمكافحة الإرهاب، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية مع دول العالم.
وأشاد قادة دول الخليج في البيان الختامي بإنجازات دولة الإمارات وجهودها الرائدة في مجالات شتى، عبر أكثر من بند.
دعم تنموي باليمن
وعلى صعيد دعم الدول الشقيقة، أشاد قادة دول الخليج في البيان الختامي "بالدعم التنموي والإنساني الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة للأشقاء في اليمن، بما في ذلك ما تم إعلانه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن حزمة من المشاريع التنموية الاستراتيجية بقيمة مليار دولار أمريكي، تنفذ في مختلف المحافظات اليمنية، وذلك في مجال إعادة تأهيل البنية التحتية، وبناء القدرات، ودعم قطاع الكهرباء، وتوفير الخدمات الأساسية، وتعزيز التنمية المستدامة في اليمن".
وتنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وبمتابعة حثيثة من الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، أعلنت دولة الإمارات 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تقديم دعم بقيمة مليار دولار لتنمية قطاع الطاقة في اليمن، في إطار جهودها المتواصلة في تعزيز التنمية المستدامة في اليمن وحرصها على توفير الحياة الكريمة للشعب اليمني الشقيق.

دعم التعافي الاقتصادي بسوريا
كما أشاد قادة دول الخليج بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة و"استثماراتها في ميناء طرطوس، عبر مجموعة موانئ دبي العالمية".
وبدأت مجموعة موانئ دبي العالمية "دي بي ورلد" في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عملياتها في ميناء طرطوس بعد التسليم الرسمي من الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية، ورحّبت بدخول قاطرة الميناء الجديدة، التي تحمل اسم "الفتح"، إلى الخدمة.
وتُمثل هذه الخطوة محطة رئيسية في إطار اتفاقية امتياز "دي بي ورلد" في ميناء طرطوس والتي تمتد لثلاثين عاماً، وتشمل استثماراً مخططاً بقيمة تصل إلى 3 مليارات درهم إماراتي "800 مليون دولار"، وهو ما يُعد من أكبر الاستثمارات الخارجية في قطاع الخدمات اللوجستية في سوريا خلال السنوات الأخيرة.
وصُممت اتفاقية الامتياز لدعم التعافي الاقتصادي لسوريا وتحويل طرطوس إلى مركز تجاري ولوجستي عالي الكفاءة.

أزمة السودان
وفي موقف دولي جديد داعم لرؤية دولة الإمارات ومجموعة الرباعية الدولية (تضم الإمارات والسعودية ومصر وأمريكا) لإنهاء أزمة السودان، وفق خريطة طريق تقود لتحقيق سلام بالبلد الأفريقي، رحب البيان الختامي لقادة دول الخليج بجهود الرباعية الدولية.
ورحب المجلس الأعلى لقادة دول الخليج بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه بالعمل مع المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية مصر العربية، وشركاء آخرين في الشرق الأوسط، من أجل وقف الحرب في السودان، لتحقيق الاستقرار الدائم فيه وإنهاء الصراع الدائر.
كما رحب قادة دول الخليج بالبيان الصادر عن اجتماع اللجنة الرباعية (دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والولايات المتحدة الأمريكية) في 12 سبتمبر/أيلول الماضي، بشأن استعادة السلم والأمن في السودان.
وأكد المجلس الأعلى ضرورة التزام جميع أطراف النزاع بحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية دون عوائق إلى جميع أنحاء السودان، لتفادي خطر المجاعة وانعدام الأمن الغذائي، امتثالاً للقانون الدولي الإنساني وإعلان جدة.
كما أكد المجلس الأعلى دعم الجهود السياسية للتوصل لوقف إطلاق النار، وتحقيق انتقال سياسي في السودان من خلال إنشاء حكومة مدنية مستقلة، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني نحو تحقيق النمو والاستقرار والسلام.
وأعرب قادة دول الخليج عن التأكيد على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية؛ وإطلاق عملية سياسية يقودها السودانيون تحقق انتقال سياسي من خلال انشاء حكومة مدنية لا تشمل الجماعات المتطرفة والجهات التي ارتكبت جرائم بحق الشعب السوداني.
وشكل البيان المشترك للرباعية حول السودان الصادر في 12 سبتمبر/أيلول الماضي خطوة تاريخية في مسار الجهود الرامية لإنهاء الأزمة، إذ قدم تشخيصاً دقيقاً لطبيعتها ورسم خريطة طريق واضحة لمعالجتها، من خلال هدنة إنسانية تعقبها عملية انتقال مدني للسلطة،
وحينها، جددت الرباعية التأكيد على أنه لا حل عسكرياً للأزمة السودانية، وأن التوافق الإقليمي والدولي الذي عكسه البيان يمثل دعماً مهماً لمسار السلام ووحدة السودان.

دعم السلام في العالم
وعلى صعيد الإشادة بجهود الإمارات لنشر السلام في العالم، رحب قادة دول الخليج باتفاق السلام التاريخي بين أذربيجان وأرمينيا، الذي يجسد انتصاراً للدبلوماسية والحوار البناء وترسيخ مبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي.
وثمن المجلس الأعلى "الجهود الحثيثة التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي أسهمت في الوصول لهذا الإنجاز التاريخي".
وقبل نحو 5 أشهر، استضافت دولة الإمارات في 10 يوليو/تموز الماضي قمة أذرية - أرمينية، أسفرت عن إنهاء خلاف دام أربعة عقود بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز، وإتمام السلام بينهما. وجسد ذلك القمة عمق العلاقات التي تجمع الإمارات بالبلدين، والثقة الدولية المتنامية في دورها وقيادتها كوسيط داعم لتحقيق السلام في المنطقة والعالم.
كما رحّبت دولة الإمارات في 9 أغسطس/آب الماضي بإعلان جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا التوصّل إلى اتفاق سلام تاريخي برعاية أمريكية، مثمّنة هذه الخطوة التي تُعد إنجازاً دبلوماسياً مهماً يجسّد انتصار الحوار، ويكرّس مبادئ حسن الجوار والتعايش السلمي.

وساطات أوكرانيا
أيضا أشاد المجلس الأعلى بنجاح جهود وساطة دولة الإمارات العربية المتحدة بين روسيا الاتحادية وجمهورية أوكرانيا، ونوه بجهود كافة دوله ونجاحها في التوسط في تبادل الأسرى بين الطرفين، انطلاقاً من التزامها بالمبادئ الإنسانية والتضامن الدولي في بناء السلام والاستقرار.
وتتواصل جهود دولة الإمارات لإنهاء الأزمة الأوكرانية، وهي الجهود التي تُوّجت بنجاحها في إبرام 17 وساطة لتبادل الأسرى منذ مطلع عام 2024، كان أحدثها في 24 أغسطس/آب الماضي، تم بموجبها إطلاق 4592 أسيراً، وهو رقم كبير يجسد إنجازاً دبلوماسياً وإنسانياً غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيداً متواصلاً بين طرفيها.

دعم العمل الخليجي
على صعيد دعم العمل الخليجي المشترك، اعتمد المجلس الأعلى إنشاء هيئة الطيران المدني لدول المجلس، ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، والاتفاقية العامة لربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمشروع سكة الحديد.
وتدعم دولة الإمارات وحدة الصف الخليجي وتنسجم مواقفها ومبادراتها مع أسس التضامن التي يقوم عليها مجلس التعاون، بهدف تحقيق التكامل السياسي والاقتصادي والأمني بين الدول الأعضاء.
وتعزز دولة الإمارات مكانتها شريكا موثوقا ودولة رائدة عبر مساهماتها الفاعلة في دعم التنمية الخليجية ودفع جهود التكامل الاقتصادي، بما يسهم في النمو المستدام والازدهار المشترك لدول المجلس.
ولطالما أكدت دولة الإمارات التزامها بدعم المبادرات الخليجية المشتركة، خصوصًا في القطاعات الحيوية ذات الأولوية، وتعزيز الحوار والحلول الدبلوماسية في المنطقة، بما يسهم في تحقيق أهداف المجلس الاستراتيجية.
إنجازات الإمارات
أيضا وجه قادة دول الخليج التهاني للإمارات على إنجازاتها في أكثر من مجال، حيث هنّأ المجلس الأعلى دولة الإمارات العربية المتحدة بفوز شيخة ناصر النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة للفترة 2026–2029، مما يعكس المكانة المتقدمة التي وصلت إليها الإمارات العربية المتحدة وريادتها في قطاع السياحة العالمية، ويعزز حضور المرأة العربية في المناصب الدولية.
وخلال الانتخابات التي جرت 30 مايو/أيار الماضي في مقر المنظمة بالعاصمة الإسبانية مدريد، فازت النويس بمنصب الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة خلال الفترة من عام 2026 حتى عام 2029، لتسجل بذلك سابقة تاريخية بوصفها أول امرأة على مستوى العالم تتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة في العام 1975.
أيضا أعرب المجلس الأعلى عن دعمه لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة، بالشراكة مع جمهورية السنغال، مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، المزمع عقده في دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2026.
وأكد قادة دول الخليح، أهمية المؤتمر كمنصة محورية لتسريع التقدم نحو الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، ودعم الجهود الإقليمية والدولية المعنية بقضية المياه.
كما هنأ المجلس الأعلى دولة الإمارات العربية المتحدة على نجاح فعاليات الدورة الـ12 من القمة العالمية للحكومات التي عقدت تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل" في 10-13 فبراير/شباط الماضي، وما قدمته من مواضيع الحوكمة الفعالة، والاقتصاد العالمي وتمويل المستقبل، ومرونة المدن ومواجهة الأزمات والمناخ، ومستقبل البشرية وتنمية القدرات، وتحولات الصحة العالمية، والآفاق المستقبلية للاتجاهات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المدفوعة بالاستدامة، والارتقاء بالعمل الحكومي وتوثيق التعاون بين الحكومات.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTE5IA==
جزيرة ام اند امز