البحريني عبدالحميد القائد: هناك إقبال على السرد مع تراجع نسبي للشعر
الشاعر البحريني عبدالحميد القائد يتحدث لـ"العين الإخبارية" عن عشقه للشعر وتجربته اللافتة في الترجمة، وانتقاله إلى كتابة الرواية
قال الشاعر البحريني عبدالحميد القائد إن انتقاله لكتابة الرواية جاء بحثاً عن نافذة أخرى، مشيراً إلى أن روايته "طريق العنكبوت" تتناول القضية الفلسطينية بشكل غير مباشر.
وأشار "القائد"، وهو كاتب ومترجم صدرت له 4 دواوين شعرية؛ منها "عاشق في زمن العطش"، و"صخب الهمس"، و"غربة البنفسج"، إلى أن اللجوء إلى السرد يستهويه الآن، حتى يقول ما لا يستطيع قوله عن طريق الشعر.
وتحدث البحريني عبدالحميد القائد لـ"العين الإخبارية" عن عشقه للشعر وتجربته اللافتة في الترجمة، في سياق الحوار التالي..
صدر لك مؤخراً روايتك الثانية "طريق العنكبوت" حدثنا عن ظروف كتابتها.
قبل الانتهاء من كتابة روايتي الأولى "وللعشق رماد"، عصفت بي فكرة رواية "طريق العنكبوت"، وكانت الفكرة تلح علي بشدة، فبدأت أكتب بدايتها قبل إنهاء روايتي الأولى.
بمجرد الانتهاء من آخر حرف في "وللعشق رماد"، انطلقت مسرعاً في إكمال روايتي الجديدة، وللأمانة بعد أن كتبت ثلثها وجدت نفسي في متاهة، ولم أكن أعلم كيف أخرج منها فتوقفت لفترة أحاول الخروج من الورطة، حتى عاد الشغف وبدأت الأحداث تجر الأحداث، حتى استطعت أن أكملها.
الرواية بها مساحة كبيرة من التجريب على مستوى البناء واللغة والأحداث، إلى أي مدى تمثل لك الكتابة رحلة بحث واكتشاف؟
الكتابة الإبداعية الحديثة هي مساحة من التجريب وممارسة الجنون اللذيذ، فالكتابة بالنسبة لي رحلة بحث متعبة وممتعة في آن واحد.
بعد إصداراتك الشعرية اتجهت إلى الرواية، هل أنت في خصام مع الشعر حالياً؟
جئت شاعراً وسأمضي شاعراً فهذا قدري.
الشعر أصبح جزءاً لصيقاً بي وبروحي وشخصيتي، ولا يمكن أن أتنفس بدون الشعر.
الرواية نافذة أخرى إضافية وليست بديلة، فالسرد يستهويني كثيراً لأقول ما لا أستطيع قوله شعراً، وأعتقد أنني استطعت نسبياً أن أبني جسراً يربط الشعر بالسرد، فأنا أقوم بالتجريب بشكل مستمر.
تنوعت أعمالك ما بين السرد وكتابة الشعر والرواية إلى الترجمة، فهل تجد أن الفضاء يتسع لمثل هذا العنفوان؟
بدأت بالشعر، ثم دخلت عالم الترجمة، وبعدها كتابة عمود أسبوعي، وأخيراً الرواية، وأعتقد أن هناك رابطاً وخيوطاً بين كل هذه الأنواع، وتمكنت من خلق بعض الانسجام بينها، حتى تعودت على هذه التوليفة.
إلى أي مدى صار الأدب ملاذاً من الواقع الذي نعيشه؟
الأدب ملاذ بالنسبة للبعض، وعلى الأقل بالنسبة لي، فالأدب والإبداع هو الوجه الحضاري لكل أمة وسجلها الثقافي.
الواقع العربي بالذات مؤلم، والكلمة والكتابة وسيلة لمقاومة الألم والاكتئاب والموت، وأقولها صراحة إنه لولا الكتابة لما كنت موجوداً أبداً.
كيف ترى الحالة الأدبية والوضع الثقافي البحريني حالياً؟
هناك كم من الإصدارات لم تشهده البحرين من قبل. حمى النشر تتفاقم لدى الشباب، ربما يستعجلون الشهرة أحياناً لكن من بين هذا الكم الكبير هناك بوارق إبداعية جميلة تنتظر مستقبلاً ناصعاً.
وهناك إقبال على السرد مع تراجع نسبي للشعر، وهناك فعاليات ثقافية أسبوعية في أسرة الأدباء والكتّاب، ومركز عبدالرحمن كانو الثقافي.
هذا إلى جانب الفعاليات الكثيرة التي ينظمها مركز الشيخ إبراهيم، وبيت الشعر، وبعض المجالس والجمعيات الأخرى، فالحالة الثقافية تشهد انتعاشاً كمياً مستمراً ونوعياً أحياناً.