تأسيس فرقة باليه في عدن.. أطفال المدينة يشهرون "سلاح الثقافة"
تمضي مدينة عدن لاستعادة دورها التنويري الذي اعتادت على ممارسته منذ أكثر من قرن، كمركز إشعاع ثقافي، وذلك عبر نشاطات بعيدة تمامًا عما تعانيه اليوم من آثار الحرب والصراعات.
ويسعى القائمون على الشأن الثقافي بالمدينة إلى تجاوز مرحلة الحرب وتداعياتها، والالتفات إلى تنفيذ فعاليات وأنشطة ثقافية تصنع البهجة وتعزز الثقافة وتجسد معاني المدنية والحضارة التي تمثلها عدن.
وتجلى ذلك في إعلان مكتب الثقافة في مدينة عدن، مؤخرا، عن تأسيس فرقة رقص "باليه" خاصة بالأطفال، وذلك لأول مرة في تاريخ مدينة عدن على الإطلاق.
مرحلة الترتيب والتنسيق
المدير العام لمكتب الثقافة بمدينة عدن، رندا عكبور، قالت "إن العمل على تأسيس فرقة رقص الباليه للأطفال ما زال جاريًا ومستمرًا، وفي مرحلة الفكرة المبدئية".
وأكدت عكبور، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن مكتب الثقافة يجري حاليًا أعمال التنسيق والترتيبات لتأسيس أول فرقة للرقص الباليه في مدينة عدن".
وكان مكتب الثقافة أعلن رغبته في تأسيس فرقة باليه من أطفال مدينة عدن، ودعا أولياء الأمور الراغبين بإلحاق أطفالهم في الفرقة للتواصل مع المكتب خلال فترات الدوام الرسمي للتنسيق والترتيب.
وقالت مديرة مكتب الثقافة، رندا عكبور، إن الفرقة ستكون معنية بالمشاركة في الفعاليات التي ينظمها المكتب في المدينة.
سلاح الثقافة
الإعلان عن تأسيس فرقة رقص الباليه للأطفال في عدن، أثار إعجاب الوسط الثقافي في المدينة، الذين عبروا عن عمق المعاني التي تحملها مثل هذه الدعوة.
وقال المخرج المسرحي، محمد علي اليافعي "إن مدينة عدن ما زالت تؤكد كل يوم أنها مدينة الثقافة والفنون والإبداع، التي تدعو للمحبة والتسامح والسلام".
واعتبر اليافعي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن هذه الصفات متجذرة وأصيلة في مدينة عدن، التي تعد من المدن الرائدة في مجال الفن والابداع، وهذا ما جعل سكانها أكثر رقيًا وتميزًا.
وأشار إلى أن عدن تؤكد اليوم أن سلاحها هو الثقافة والفنون والإبداع؛ للتغلب على كل التحديات والصعاب، ترسيخًا لهويتها التاريخية.
فن يسمو بالروح
المخرج المسرحي، والخبير في الشأن الثقافي، أكد مضي عدن قدمًا، في استعادة دورها التنويري مستندةً على الثقافة والفنون والإبداع، التي تعتبر مقومات لتغذية روح الإنسان وعقله، وعصب تطور الأوطان.
وأتم: "ها هي عدن اليوم تخوض تجربة فن الباليه للأطفال، لأول مرة في تاريخها؛ لترسي دعائم جديدة وتغرس في نفوس الأجيال القادمة قيم التسامح والمحبة".
ولفت المسرحي محمد اليافعي إلى أن فن الباليه، والفنون عمومًا تسمو بالنفوس، وتمنح للجسد ألقًا، وتدعو للتفاؤل والأمل وحب الحياة، وهنا تكمن الرسالة والهدف.
وفي ذلك إشارة إلى أن الغايات والقيم التي تكافح ثقافة الحرب، وتستخدمها عدن في محاولة التغلب على الصراعات، هي من ستنتصر في النهاية.
aXA6IDE4LjExNi44OS44IA==
جزيرة ام اند امز