"الشوكولاتة" بديلا للعملة في اليمن.. القصة الكاملة لـ"استبدال الفكة"
"الشوكولاتة" أصبحت الفكة التي يستخدمها سائقو المركبات، والمحلات التجارية، لاختفاء الفئات الصغرى من العملة اليمنية، بسبب "التضخم".
ويترجل المواطن اليمني أحمد صالح، من حافلة المواصلات، ويمد بأجرة الركوب للسائق، ويقف في انتظار "الفكة"، غير أنه يجد السائق يعطيه عملة جديدة، تختلف عما عهده من عملات.
التضخم
تلك العملة لم تكن سوى "شوكولاتة" يرجعها سائقو المركبات للركاب، بسبب اختفاء تواجد الفئات الصغرى من العملة اليمنية، بسبب ما يصفه اقتصاديون "بالتضخم".
وقال صالح: "عندما تسأل السائق عن سبب إعطائنا شوكولاتة، بدلاً من إعادة 50 ريالا أو عملة فكة من الفئات المعدنية، يجيب أنها تعادل قيمتها من فكة أجرة الركوب".
أضاف، لـ "العين الإخبارية":" اضطر لآخذ الشوكولاتة لأني لا أملك أي خيار آخر".
الفكة "شوكولاتة"
وأوضح: "يتكرر هذا المشهد مع كل المواطنين في البقالات والمتاجر وأي سوبر ماركت، الشوكولاتة باتت اليوم تعادل الفكة من الفئات الصغيرة، مثل 50 ريالا ومائة ريال يمني".
ويعزو خبراء اقتصاديون هذه الحالة التي طرأت على سوق تداول العملات في اليمن إلى تراجع قيمة الريال اليمني بنسبة تصل إلى 300%، مقارنة عما كانت عليه العملة المحلية قبل الحرب.
وتجاوز سعر صرف العملة الوطنية حاجز 900 ريال يمني مقابل الدولار الأمريكي الواحد، في العاصمة المؤقتة عدن.
الفئات الصغيرة
ويأتي هذا التدهور مع إقرار السلطات اليمنية، بعدم طباعة العملات الصغيرة، فئات (10 - 20 ريالاً المعدنية)، أو فئات (50 - 100 ريالا الورقية)، إذ انعدمت في الأسواق بشكل كبير.
كما أن تلف الأوراق الصغيرة المطبوعة قبل سنوات الحرب جعل مدينة عدن والمدن اليمنية الأخرى، تواجه اختفاء العملات الصغيرة، ما أجبر أصحاب المحال التجارية، وسائقي المركبات على استبدالها بما يقابل قيمتها من قطع الشوكولاتة.
عملة معتادة
قال التاجر محمد الزهيري، صاحب محل تجاري:" أصبحنا نعاني من اختفاء الفئات الصغيرة من العملة التي باتت لا تتواجد الآن في الأسواق".
وأضاف: "أصبحنا نوفر اللبان، أو الشوكولاتة، كبديل للفكة، وذلك منذ بداية الحرب".
ولم يُخفِ التاجر الزهيري نشوب شجار مع الزبائن بسبب صرف شوكولاتة بدلاً عن الفئات الصغيرة، ويقول: "لكن مع الوقت اعتاد الزبائن على أخذ الشكولاتة، وأصبحنا مضطرين للتعامل مع العملة الجديدة، وفق وصفه.
ويشهد اليمن غمار حرب حوثية معقدة ألحقت أضرارا مادية، ودمرت الاقتصاد، وأضعفت المؤسسات، وخلفت أزمة إنسانية غير مسبوقة جعلت البلد على شفير المجاعة وتعد هي الأسوأ بالعالم، وفقا للأمم المتحدة.
وقدرت دراسة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2019 أن الناتج الاقتصادي لليمن فقد 89 مليار دولار نتيجة للحرب، محذرة من أنه بحلول عام 2022، قد ترتفع هذه القيمة إلى 181 مليار دولار إذا استمر الصراع.