"صافر" تقطع رزق البحر.. قنبلة موقوتة بقلب اليمن
في ظل استهتار حوثي ولا مبالاة تجاه كارثة مرتقبة، إثر إهمال صيانة ناقلة النفط "صافر"، تتواصل تحذيرات الخبراء.
ونظرًا لارتباط التبعات الاقتصادية بالتأثيرات البيئية، فإن التكلفة تبدو كارثية، لا تقل عن المخاطر المحدقة بالأحياء البحرية والبيئة المحيطة.
وهي الكارثة التي حذر منها متخصصون يمنيون، وأكدوا في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، وكشفوا من خلال أرقام وإحصائيات مؤكدة حجم الكلفة الاقتصادية التي قد يتجرعها اليمن جراء تعنت ومناورة المليشيات.
- سقطرى اليمنية.. رحلات سياحية وعلمية تهزم البطالة
- سقطرى.. لؤلؤة اليمن و"جزيرة النعيم" على المحيط الهندي
كلفة باهظة
الأكاديمية في جامعة عدن، الدكتورة لنا سعيد، تحدثت عن كلفة باهظة تنتظر اليمنيين، وتحديدًا محافظة الحديدة وصياديها المعتمدين على رزق البحر.
وأشارت الأستاذ المساعد بقسم التربة والمياه والبيئة، في كلية ناصر للعلوم الزراعية، إلى أن مجالات الاصطياد السمكي، والشعب المرجانية التي يتغذى عليها مخزون الثروة السمكية على الشواطئ اليمنية.
وقالت لـ "العين الإخبارية" إن هناك أكثر من 126 ألف صياد يمني تقليدي، قد يفقدون مصدر رزقهم ودخلهم في مناطق الصيد اليدوي، على مختلف السواحل اليمنية المطلة على البحر الأحمر.
وأضافت الأكاديمية اليمنية، أن 67800 صياد من صيادي محافظة الحديدة وحدها مهددون بفقد مصدر دخلهم الوحيد، في حالة التسرب النفطي من "صافر".
تلف المخزون السمكي
وأكدت الأستاذة الجامعية أن الكارثة المرتقبة ستؤثر حتمًا على كمية المخزون السمكي الموجود في المياه اليمنية، والمقدر ب 850 ألف طن، والذي سيتعرض للتلف داخل البحر الأحمر، ومضيق باب المندب وخليج عدن.
ولفتت إلى أن 969 نوعًا من الأسماك الساحلية وأسماك الأعماق، ستقتلها بقع النفط الخام المتسربة من الناقلة.
وهو ما يعني انعدام مصدر أرزاق الصيادين التقليديين، خاصة في محافظة الحديدة والساحل الغربي من اليمن.
وبالتالي، فإن هناك 148 جمعية سمكية تعاونية للصيادين اليمنيين ستتوقف عن العمل في عشر محافظات يمنية ساحلية، وفق الأستاذة في قسم البيئة والمياه.
من الطبيعي أن تقتل الانسكابات النفطية كافة المراعي البحرية من الشعاب المرجانية، التي تتغذى عليها الأسماك، وبالتالي انحسار المخزون السمكي في البحر الأحمر.
تقول الدكتورة لنا سعيد: إن 300 نوع من الشعاب المرجانية التي ستختفي من المياه الإقليمية اليمنية؛ جراء النفط المتسرب، وعدم وصول الأكسجين والشمس إليها.
وتضيف، أن 768 نوعا من الطحالب في المياه الإقليمية اليمنية ستتعرض للتلف والموت، كما أن هناك 139 نوعا من العوالق الحيوانية التي تعيش في المياه اليمنية، ستختنق ببقع الزيت الخام.
تأثر الاقتصاد السياحي
قد تكون الحرب الدائرة في اليمن، التي دخلت عامها الـ7، حدت من السياحة التي ترفد الاقتصاد اليمني بمداخيل وإيرادات مهمة، خاصةً وأن اليمن تمتلك جزرا وسواحل سياحية خلابة.
فالبلاد تتميز بجزر فريدة تحوي تنوعا بيولوجيا غنيا، غير أن تلك المواقع أمام تهديد أخطر وستتأثر بكل تأكيد بالتسرب النفطي المتوقع لقنبلة صافر الموقوتة، بحسب الأكاديمية في جامعة عدن.
ولفتت إلى أن هناك نحو 115 جزيرة يمنية في البحر الأحمر ستفقد تنوعها البيولوجي، وستخسر موائلها الطبيعية.
وهو ما يؤثر على الجوانب الاقتصادية، من خلال خسارة مداخيل وإيرادات الزيارات السياحية الداخلية والخارجية.
ولم تنسَ لنا التعريج إلى الكلفة البيئة الحتمية لمخاطر تسرب النفط الخام من الناقلة "صافر"، مشيرةً إلى أن تأثيرات ذلك سيطال الكائنات الطبيعية النادرة، والمتواجدة في الجزر اليمنية.
1.5 مليون طائر
حيث ذكرت أن مليون ونصف المليون طائر مهاجر مهدد بالخطر أثناء عبوره السنوي لمنطقة باب المندب، والتي تصنف بأنها ثاني ممر عالمي للطيور المهاجرة الحوامة في العالم.
وأضافت الأكاديمية بجامعة عدن، أن 390 نوعا من أنواع الطيور البرية والمائية الموجودة في اليمن، ستواجه نصفها خطر النفوق المؤكد في الجزر والسواحل التي ستتعرض للتلوث ببقع النفط.
كما أن 57 موقعاً من مواقع الطيور في اليمن، سيتضرر نصفها على الأقل، نتيجة تلوث السواحل والجزر بمادة النفط الخام.
و 170 نوعاً من الطيور المهاجرة البرية والمائية التي تتواجد في محميات وسواحل الأراضي الرطبة في محافظة عدن، ستتعرض لخطر النفوق جراء وصول بقع الزيت إلى خليج عدن، والبحر العربي.
الدكتورة لنا سعيد، اختتمت حديثها مع "العين الإخبارية" بالإشارة إلى أن تلك الأرقام والإحصائيات صادرة من جهات محلية ودولية متخصصة.