يارا خضير.. راقصة الباليه في شوارع دمشق

على إيقاع السلام ترقص الفتاة السورية يارا الباليه لتضفي أجواء حالمة غابت منذ زمن عن شوارع وأزقة دمشق القديمة.

تسير السورية يارا خضير على هدي موسيقاها الداخلية في شوارع وأزقة دمشق القديمة باسطة مسرحها الخاص في خيالها، والذي تؤدي فوقه رقص الباليه لتضفي أجواء حالمة غابت منذ أمد عن المدينة وأهلها.

وتتجول يارا ١٩ عاما، بملابس عادية في دمشق لتؤدي رقصاتها بين الحين والآخر فيتجمع الناس حولها بين منبهر برومانسيتها، ومستنكر لجرأتها، ومندهش من تناقض الفن الراقي الذي تقدمه وأجواء الحرب التي تخيم على البلاد.

ولا تشعر يارا بأي خجل أو ارتباك؛ لأنها تسير بخطوات واثقة كما تقول، حيث تمارس شغفها في الشوارع ولا تعطي سمعها لأي شيء آخر، وتقول ”عندما أرقص أتخيل الموسيقى برأسي بحسب حالتي النفسية، إذا شعرت بفرحة أتخيل موسيقى مفرحة وإذا كنت حزينة أتخيل كل شيء حزين“.

وتعتبر الفتاة القادمة من السويداء في جنوب سوريا، أن ما تقوم به هو رسالة إلى العالم كله بأن العاصمة السورية كانت وستظل منبعا للفنون ومدينة للسلام، وتأمل في أن تبدد مشاهد رقصها للباليه صورة العنف والدمار والقتل التي ارتبطت بسوريا في السنوات القليلة الماضية.

حلم على أمل أن يتحقق

وانطلقت مبادرة يارا قبل أقل من شهر حينما كانت تسير مع أصدقاء لها في دمشق القديمة وبدأت ترقص في الشارع وتلتقط الصور وتضعها على فيسبوك، وبعدها تطورت الفكرة وقررت نشرها بشكل أوسع.

ويزيد من حماسها واقتناعها بما تفعل التفاف المارة حولها وتصفيقهم وتشجيعهم، حتى إن بعضهم ينتظرها لحين انتهاء عرضها ويطلب التقاط صورة سيلفي معها.

وتنشر يارا صورها على صفحتها بموقع فيسبوك فأضحت شخصية معروفة في سوريا ويعرفها المارة ويتتبعونها.

لكن الصورة ليست مضيئة بالكامل؛ ففي بعض الأحيان تسمع يارا وهي ترقص في الشارع كلمات تنتقدها، فتتعمد تجاهلها وتعمل على ألا يؤثر ذلك فيها ولا في أسرتها بل تتخذه حافزا لمواصلة الرقص.

واكتسبت يارا لياقتها ومعرفتها بالرقص الإيقاعي قبل سنوات حين بدأت ممارسة الجمباز وعمرها ٩ سنوات، وشاركت في مسابقات محلية إلى أن أصبحت لاعبة بالمنتخب السوري لكن بعد اندلاع الحرب الأهلية منذ ٧ سنوات توقفت البطولات الرياضية تقريبا.

وتحولت يارا قبل عامين إلى مجال التدريب وفتحت ناديها الخاص لتعليم الباليه في السويداء، وتعتبر أنها نجحت في نشر الباليه بأنحاء السويداء، وتقول إنها ستواصل مبادرتها وترقص الباليه في كل شبر من دمشق.