"مناطيد كيم".. سلاح زهيد يعزز ترسانة كوريا الشمالية
بعد حدث مماثل في أمريكا، أثارت أنباء عن دخول منطاد كوري شمالي إلى كوريا الجنوبية، تساؤلات بشأن قدرات بيونغ يانغ التكنولوجية.
وربما تبدو البالونات غير ضارة كأدوات للحرب، لكنها تقدم عدة مميزات لدول مثل كوريا الشمالية التي تبحث دائما عن تكنولوجيا تضاهي القدرات الغربية أو تقلل الفجوة معها.
وقالت وزارة الدفاع في سول لموقع "إن كيه نيوز" المتخصص في شؤون كوريا الشمالية إن بالون كوريا الشمالية الذي ظهر الأحد، لم يشكل تهديدا أمنيا.
لكن بحسب دانيال بينكستون، المحاضر بالعلاقات الدولية، تندرج حادثة البالون الكوري الشمالي ضمن "الصورة الأكبر" للمجالات الأمنية الجديدة الناشئة.
وقال بينكستون لـ"إن كيه نيوز"، إن دمج "أسراب" البالونات مع الطائرات المسيرة، والهجمات السيبرانية، وحروب الفضاء، وغيرها من القدرات الحديثة، قد يمكن كوريا الشمالية من تشكيل تحديا كبيرا لدفاعات الخصوم في "صراع متعدد النطاقات".
وتظل الاستخدامات الرئيسية للبالونات، هي الاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع، إذ تتجه دول مثل الولايات المتحدة والصين بشكل متزايد إلى البالونات لمراقبة الخصوم، وربما حتى تتبع الأسلحة الفرط صوتية.
ويمكن لأنواع مختلفة من المناطيد، التحليق على ارتفاعات مختلفة، لكن من المرجح أن تعمل بالونات المراقبة على ارتفاعات ما بين 80 ألفا و120 ألف قدم؛ أي أقل من قمر صناعي، ولكن أعلى من أي طائرة عسكرية.
هذا الارتفاع يجعل البالونات مفيدة في مراقبة الأنشطة عبر مساحات أوسع من الأراضي مقارنة بالطائرات التي تحلق على ارتفاعات أقل.
بينكستون قال "بالنسبة لمنطقة صغيرة نسبيا مثل شبه الجزيرة الكورية، قد تمكن المناطيد عالية الارتفاع بيونغ يانغ من مراقبة كوريا الجنوبية بدون الحاجة لعبور الحدود، كما أن قدرتها على المناورة تسهل التحكم فيها".
ومضى قائلا "القدرة على التنبؤ بحركة البالونات عالية الارتفاع، أقل من الأقمار الصناعية التي تتبع مسارات محددة"، مضيفا "قد يكون من الصعب تتبع بالونات المراقبة عبر الرادارات".
لذلك، يمكن أن يكون البالون بالتأكيد خيارا جذابا لكوريا الشمالية، التي سعت بالفعل لتعزيز قدراتها الجوية القديمة من خلال تطوير المسيرات التي يمكنها التحليق دون رصدها نسبيا وتفادي الدفاعات الكورية الجنوبية.
تحليق عبر التاريخ
شهدت الحرب العالمية الأولى (١٩١٤-1918) استخداما كثيفا للبالونات في أغراض المراقبة، فيما استخدمت في الدفاع والهجوم في الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-1945). لكن مع تطور الطائرات والتكنولوجيا الأخرى، تراجعت شهرة البالونات.
ومع ذلك، لا زالت هناك استخدامات لتلك المركبات الأخف من الطائرات، ويستمر استخدامها لعدة أغراض من بينها الاتصالات، والنقل، ومراقبة الأحوال الجوية.
كما قال بينكستون إنه يمكن استخدام المناطيد أيضًا "كتمويه" لاختبار وإلهاء الدفاعات الجوية والصاروخية.
وفي شبه الجزيرة الكورية، لجأت المجموعات والحكومات من جانبي الحدود إلى استخدام البالونات لنشر المعلومات، والمساعدات الإنسانية، وحتى الدعاية.
واستخدم الأفراد والمنظمات في كوريا الجنوبية البالونات لإسقاط المنشورات المناهضة لبيونغ يانغ والمواد الأساسية إلى أولئك الموجودين في الشمال.
حرب زهيدة
تتمثل أكبر ميزة للمناطيد بالنسبة لدول مثل كوريا الشمالية في القدرة على تحمل تكلفتها. وفي حين تعتمد بيونغ يانغ على برنامجها الصاروخي الذي تمت تجربته واختباره للمساعدة في تحقيق هدفها بإطلاق قمر صناعي للاستطلاع، يمكن إطلاق مناطيد قرب الفضاء بتكلفة منخفضة نسبيا.
وبحسب ورقة بحثية صادرة عام 2005 عن مختبر أبحاث القوات الجوية الأمريكية، عادة ما تكون المناطيد قابلة للاسترداد، وإعادة الاستخدام، ويمكن استبدالها بسهولة إذا تضررت بشكل لا يمكن إصلاحه.
في المقابل، يتمثل أحد العيوب في مستوى التحكم بمسارات البالونات؛ حيث لا يتم توجيه تلك المناطيد الهائمة مباشرة لكن بدلا من ذلك يتم تغيير ارتفاعاتها حتى تتمكن من التقاط تيارات الهواء التي تنقلها إلى مناطقها المستهدفة.