مكتبة ترفع شعار "لا غرامات على المتأخرين بإعادة الكتب"
الغرامات تؤثر بشكل أكبر على ذوي الدخل المحدود ومحبي القراءة من الأطفال والمراهقين الذين يصعب عليهم إرجاع الكتب في الوقت المحدد.
قررت مكتبة "إينوك برات "الأمريكية إلغاء الغرامات على الكتب المستعارة والتي تخطت تاريخ الإرجاع؛ حيث ألغت المكتبة غرامات بقيمة 186 ألف دولار فُرضت سابقا على 26 ألف شخص ممن استفادوا من خدمة استعارة الكتب ولم يرجعوها، لترحب بعودة 13 ألف مشترك تم حظر بطاقات اشتراكهم من قبل.
وقد تخسر المكتبة الواقعة في بالتيمور على الساحل الشرقي في الولايات المتحدة الأمريكية بذلك القرار ما يقارب 100 ألف دولار من الغرامات التي يتم استيفاؤها سنويا، إلا أنها ستواصل فرض رسوم مستحقة على الكتب التي لم تتم إعادتها للمكتبة.
وقد أظهر استطلاع أجرته مكتبة "إينوك" ومكتبات أخرى أن الغرامات تؤثر بشكل أكبر على ذوي الدخل المحدود ومحبي القراءة من الأطفال والمراهقين الذين يصعب عليهم إرجاع الكتب بالوقت المحدد لاعتمادهم على غيرهم في كثير من الأمور.
وفي حوار لصحيفة "واشنطن بوست"، قالت رئيسة المكتبة هايدي دانييل، إن: "هذه الخطوة ما هي إلا مبادرة حسن نوايا من مكتبة إينوك برات في بالتيمور، كما أنها تعكس اتجاها رائجا من مكتبات الولايات المتحدة للتخلي عن الغرامات الواقعة على المشتركين الذين تأخروا بإعادة الكتب، على الرغم من صعوبة تقبل هذه السياسة الجديدة من قبل الكثيرين لأنها تلغي مصدر تمويل مهما للمكتبة.
وتتراوح الغرامات المفروضة على الكتاب الواحد بين 20 سنتا و6 دولارات للكبار، و10 سنتات و3 دولارات للأطفال والمراهقين. وما إن يصل المبلغ المستحق من المشترك الــ10 دولارات يتم إيقاف اشتراكه، وقد تم إيقاف 5% من المشتركين حتى الآن بسبب الغرامات.
ولهذا تقول دانييل "سألنا آنفسنا، لِمَ نتواجد في بالتيمور؟"، وتتابع: "بالتأكيد ليس لأجل الـ10 سنتات التي نغرّم بها المشتركين، بل لتوفير مصادر للمعلومات لكل سكان المدينة، ولا يمكننا تحقيق ذلك إن كانت سياستنا تمنعهم من استخدام المكتبة لعدم سداد مبالغ مالية بسيطة“.
ومن المتوقع أن تخسر المكتبة ما يقارب ربع ميزانيتها السنوية بسبب ذلك، إلا أن رئيسة المكتبة أكدت أنهم لن يلغوا مقابل ذلك أي خدمة من الخدمات التي يقدمونها حاليا، بل سيحاولون استحداث خدمات ربحية جديدة لتعويض النقص.
وعلى عكس ما يعتقد الكثيرون، ترى دانييل أن "السياسة الجديدة من شأنها أن ترفع إحساس المشتركين بالمسؤولية، فسيبقى لديهم دائما دافع يشجعهم على إرجاع الكتب. وعن كون الغرامات طريقة أنسب لتعليم المسؤولية تقول لصحيفة "واشنطن بوست": لا أعلم إن كان تغريم طفل بالثامنة من عمره وحرمانه من الكتب قد يعلمه المسؤولية الشخصية". وتضيف: "أثبتت الدراسات أن من يقومون بإرجاع الكتب في الوقت المحدد سيستمرون بالقيام ذلك؛ لأنه الفعل الصائب".
وقد رحّب العديد من المشتركين بهذا القرار الجديد، حيث تقول فانيسا جوردون إنها تحب زيارة المكتبة وتحب القراءة لكن إصابتها بالتصلب اللويحي تجبرها في كثير من الأحيان على تغيير جداولها ومواعيد مهمة لديها ليجعل من الالتزام بموعد محدد لإرجاع الكتب أمرا غاية في الصعوبة، وسيكون تعاملها وزيارتها للمكتبة أكثر مرونة في ظل القرار الجديد. ومن الجدير بالذكر أن العديد من المكتبات في عدة دول تعمل اليوم على اعتماد هذه السياسة الجديدة في سبيل تحقيق المساواة المعرفية بين كل طبقات المجتمع.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز