أزمة البنوك تفتح الباب أمام اندماجات محتملة لتقوية الكيانات
قبل عدة سنوات، فشل اندماج بنك كوميرتس بنك ودويتشه بنك قبل أن يحصل، واللذين كانا سيؤسسان أحد أكبر 5 بنوك حول العالم.
تحولت المخاطر التي تواجه الأسواق المالية العالمية، إلى أحد أشكال الأعاصير بعد الأزمة المالية العالمية، ويقصد بذلك، ارتفاع حدة المخاطر غير المحسوبة لكنها إن وقعت ستضرب كل شيء تقريبا.
الأسبوع الحالي، كان الأسوأ على الاقتصاد الأمريكي إلى جانب وول ستريت منذ جائحة كورونا عام 2022، بسبب انهيار 3 بنوك في ظرف أسبوع، منها مصرف مختص بإقراض العملات المشفرة.
- توابع "سيليكون فالي" تسحق أسهم البنوك العالمية.. هبوط حاد
- انهيارات بنوك التقنية.. هل تتحول لشرارة أزمة مالية عالمية جديدة؟
بينما المصرفين الآخرين، وهما بنك سيليكون فالي وبنك سيغنيتشر، يأتيان في المرتبة 16 و29 كأكبر الكيانات المصرفية في الولايات المتحدة بحسب بيانات مجلس الاحتياطي الاتحادي (الفيدرالي الأمريكي).
يبلغ إجمالي أصول المصرفين معا قرابة 310 مليارات دولار أمريكي بنهاية العام الماضي، وبإجمالي ودائع عملاء 250 مليار دولار أمريكي.. ورغم ذلك أفلس البنكان في ظرف أيام قليلة.
هذه المخاطر تفتح الباب واسعا أمام اندماجات بين كيانات مصرفية صغيرة أو متوسطة أو حتى كيانات مصرفية عملاقة، لإن إعصار المخاطر إن وقع، فإنه لن يبقي أياً من هذه الكيانات المصرفية المستهدفة.
في الولايات المتحدة على سبيل المثال، تميزت الصناعة المصرفية تاريخياً بعدد كبير من البنوك الصغيرة التي لم يُسمح لها بتقديم خدمات في مناطق أخرى غير دولتها الأصلية، وحيث كانت مقيدة في العمل داخل دولتها الأصلية.
لكن أدت الإجراءات الأخيرة لإلغاء القيود، ولا سيما الاتفاقيات المصرفية بين الدول في الثمانينيات، وقانون Garn-St Germain Act لعام 1982، وقانون Riegle-Neal لعام 1994، وأخيراً قانون تحديث الخدمات المالية لعام 1999، إلى موجة اندماج في الصناعة المصرفية الأمريكية أدت إلى خفض العدد البنوك التجارية بحوالي 50٪ بين عامي 1984 و2020.
لكن هناك بعض السلبيات التي قد تعتري السوق المصرفية بعد عمليات اندماج واسعة في القطاع المصرفي، وهي: الآثار المترتبة على السياسة النقدية، والتأثيرات على نظام الدفع والتسوية وكذلك على المنافسة، وتدفقات الائتمان، وكفاءة البنك وقيمته، والتأثيرات على المخاطر المالية.
هذا الأخير هو مصدر قلق خاص، لأن البنوك بحكم تعريفها شركات عالية الاستدانة، لذا فإن تعرضها للمخاطر يحتاج إلى السيطرة والإدارة بشكل مستمر. علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي فشل أحد البنوك إلى الضغط على النظام المصرفي بأكمله.
وخلال عام 2021، كان هناك أكثر من 260 عملية اندماج أو استحواذ بنكية' على الرغم من أن هذا الرقم يبدو مرتفعًا، إلا أن بعض خبراء الصناعة المصرفية يقولون إن نشاط الاندماج والاستحواذ ضئيل نظرا لارتفاع المخاطر غير المحسوبة.
يتوقع العديد من الخبراء الذين أوردت آراءهم قناة CNBC الأمريكية، زيادة في نشاط الاندماج والاستحواذ، نظرا للمخاطر الصحية الجديدة الناشئة عن فيروس كورونا، إلى جانب مخاطر مرتبطة بظهور قوالب استثمار جديدة خاصة الكريبتو.
وفي الولايات المتحدة، يبلغ إجمالي عدد البنوك التي تبلغ أصول الواحد منها 300 مليون دولار فأكثر، نحو 2134 مصرفا، أكبرها مصرف جي بي مورغان بإجمالي أصول 3.3 تريليون دولار أمريكي.
ثم في المرتبة الثانية جاء بنك أوف أمريكا بإجمالي أصول تبلغ 2.41 تريليون دولار، وفي المرتبة الثالثة مجموعة سيتي بنك الأمريكية بإجمالي أصول تبلغ 1.8 تريليون دولار أمريكي، بحسب بيانات الفيدرالي الأمريكي.
aXA6IDE4LjE5MC4xNTMuNzcg
جزيرة ام اند امز