بعد انهيار "بنك سيليكون فالي".. كيف تتحوط بريطانيا؟
صدع كبير أحدثه إفلاس "بنك سيليكون فالي"، فالمخاوف جاءت عابرة للحدود لتطرق أبواب الأنظمة المصرفية العالمية، والبداية كانت في بريطانيا.
تحوط بريطاني ضد تداعيات إلاس "SVB"
بحسب رويترز، ذكر بيان لوزارة المالية البريطانية أن الوزير جيريمي هانت تحدث إلى محافظ بنك إنجلترا أندرو بايلي، بشأن انهيار بنك وادي السيليكون الأمريكي، وهو الاسم الذي تستخدمه مجموعة (إس.في.بي) المالية في أنشطتها، وأن محادثات دائرة مع شركات متضررة لمناقشة الوضع.
وأضاف البيان أن المسؤولين من وزارة المالية وبنك إنجلترا يعملون عن كثب معًا، حيث من المتوقع أن يناقش وكيل وزارة المالية مخاوف بعض شركات التكنولوجيا المتأثرة مع ممثلي القطاع في وقت لاحق اليوم السبت 11 مارس/آذار 2023.
وقال البيان "تدرك الحكومة أن شركات قطاع التكنولوجيا غالبا ما تكون التدفقات النقدية إليها بالسالب في أثناء نموها، وأنها تعتمد على التمويل مقابل الودائع لتغطية تكاليفها اليومية".
إلى ذلك، أعلنت ذراع "بنك سيليكون فالي" في المملكة المتحدة حالة الإفلاس بداية من مساء غد الأحد 12 مارس/آذار الجاري.
من جانبه، قال "بنك إنجلترا" في بيان رسمي إنه "سيتقدم بطلب لوضع الشركة الفرعية في المملكة المتحدة ضمن إجراءات إفلاس البنك، إذ يسمح ذلك للمودعين بدفع ما يصل إلى 85 ألف جنيه استرليني (110.2 ألف دولار) من خطة تأمين الودائع"، مضيفاً أن "بنك سيليكون فالي" له وجود محدود داخل المملكة المتحدة"، مشيراً إلى عدم وجود وظائف مهمة للبنك لدعم النظام المالي للبلاد"، لافتاً إلى أن "الشركة ستتوقف عن سداد المدفوعات أو قبول الودائع".
في تلك الأثناء، قال بعض عملاء "بنك سيليكون فالي" بالمملكة المتحدة لـ"التايمز" إنهم "لم يتمكنوا من سحب أموالهم، بعد أن أصر البنك على أن فرعه وأعماله في بريطانيا تمثل كياناً قائماً بذاته".
وتشمل قائمة عملاء البنك في المملكة المتحدة شركة "سوفوس" لبرامج وأجهزة الأمان، إضافة إلى شركة وجبات الطعام "هيلو فرش"، وشركة "مونبيغ" في قطاع الإنترنت، وشركة "غو كاردليس" التي تجمع المدفوعات المصرفية المباشرة.
وبحسب موقع "بنك سيليكون فالي" على الإنترنت، أكدت شركة تحويل الأموال الدولية "وايز" أن "لديها حساباً في (بنك سيليكون فالي)". واستدركت "لكنه حساب صغير ولا يتضمن أي أموال للعملاء".
ذعر في مصارف العالم
وكان الذعر قد انتشر في الشركات الناشئة والمصارف العالمية، إثر مخاوف بشأن إفلاس بنك وادي السيليكون "SVB"، والذي يُعد أكبر إفلاس مصرفي في الولايات المتحدة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.
وأغلق المصرف أساسا لأنه لم يعد قادرا على تلبية عمليات السحب الهائلة التي قام بها عملاؤه لأموالهم، وهم ينشطون خصوصا في مجال التكنولوجيا، كما لم تنجح محاولاته لزيادة رأس المال بسرعة.
وأعلنت السلطات الأمريكية إغلاق مصرف "سيليكون فالي بنك" وعهدت إدارة الودائع إلى المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع في الولايات المتحدة (FDIC).
وجاءت أزمة إلاس مصرف "سيليكون فالي" مرتبطة بارتفاع أسعار الفوائد المستحقة عليه لصالح المودعين، بينما لا يملك السيولة الكافية للدفع، في وقت تتراجع عملياته التمويلية بفعل أسعار الفائدة المرتفعة، والتي قلصت من الإقبال على الاقتراض.
كما جاء الاضطراب في أعقاب إعلان مفاجئ من شركة SVB ومقرها سانتا كلارا بكاليفورنيا أنها ستصدر 2.25 مليار دولار من الأسهم لتعزيز مركزها الرأسمالي، بعد خسارة كبيرة في محفظتها الاستثمارية.
وانخفض السهم بنسبة 24% في تداول ما قبل السوق قبل افتتاح البورصات في نيويورك الجمعة 10 مارس/آذار 2023، بعد أن تراجع السهم بأكثر من 59% في تعاملات الخميس 9 مارس/آذار الجاري، إلى أدنى مستوى إغلاق لها منذ سبتمبر/أيلول 2016.
ومن جانبه، قال ديفيد بينامو مدير الاستثمارات في مجموعة "أكسيوم الترناتيف إنفستمنت" لوكالة فرانس برس إن هذا "الذعر الصغير نجم عن ردود فعل متتالية" تبدأ بسحب مبالغ كبيرة من قبل عدد كبير من العملاء.
هبوط كبير بأسهم بنوك بريطانية عملاقة
وتفاعل القطاع المصرفي البريطاني مع سقوط البنك الأمريكي، إذ تراجعت أسهم كبرى البنوك البريطانية، وأبرزها سهم بنك "أتش أس بي سي" بمقدار 4.6 في المئة، في حين خسر سهم بنك "ستاندرد تشارترد" نحو 4.5 في المئة من قيمته، بينما تراجع سهم بنك "باركليز" بنسبة 3.7 في المئة، إلى جانب انخفاض سهم مجموعة "لويدز" المصرفية بنحو 3.3 في المئة، كما تراجع سهم بنك "نات ويست" بنسبة 2.5 في المئة.
شركات التأمين لم تنجُ من الانخفاض، إذ انخفض سهم "ليغال أند غنرال" بنسبة 4.3 في المئة، وانخفض سهم "أفيفا" بنسبة 2.8 في المئة.
خطط وضمانات أمريكية لتأمين ودائع العملاء
في غضون ذلك، تخطط المؤسسة الفيدرالية لتأمين الودائع في الولايات المتحدة لإعادة فتح فروع البنك البالغ عددها 17 والتي تتخذ في كاليفورنيا وماساتشوستس مقرا، الإثنين 13 مارس/آذار الجاري، والسماح للعملاء بسحب ما يصل إلى 250 ألف دولار على المدى القصير، وهو المبلغ الذي عادة ما تضمنه المؤسسة.
وأوضحت المؤسسة الفيدرالية أن هيئة الحماية المالية والابتكار في كاليفورنيا (DFPI) هي التي استحوذت رسميا على المصرف مشيرة إلى "عدم كفاية السيولة والإعسار".
وفي نهاية 2022، كانت لدى البنك أصول بقيمة 209 مليارات دولار وودائع مقدارها 175,4 مليار دولار.
ورغم أنه غير معروف كثيرا للعامة، كان "سيليكون فالي بنك" المصرف الأمريكي السادس عشر من حيث حجم الأصول.
وإغلاق "إس في بي" لا يمثل أكبر عملية إفلاس مصرفي منذ إغلاق بنك "واشنطن ميوتشوال" للادخار في العام 2008 فحسب، بل أيضا يمثل ثاني أكبر إفلاس لبنك بالتجزئة في الولايات المتحدة.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjIwMiA= جزيرة ام اند امز