بين الرفض والترحيب.. قاعات السينما المغربية مستمرة في عرض فيلم باربي (خاص)
بطوابير طويلة على شبابيك تذاكر مغلقة، يعرض فيلم باربي في المغرب، وسط جدل واسع. ومواقف متباينة.
وفي الـ20 من يوليو / تموز المنصرم، انطلق عرض الفيلم السنيمائي الأمريكي باربي، في مختلف القاعات السنيمائية بالمملكة المغربية، وهو الفيلم الذي حصد إقبالاً كبيراً، وجدلاً أكبر.
وعلى الرغم من الجدل الحاصل بشأن الفيلم، والمطالب الواسعة بوقف بثه، لم تُصدر وزارة الثقافة والشباب والتواصل، أي تعليق بهذا الشأن.
مس بالقيم
وغصت وسائل التواصل الاجتماعي بمئات التعليقات المُطالبة بوقف عرض الفيلم في القاعات السنيمائية المغربية، على غرار العديد من الدول العربية الأخرى.
وعبر عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهم ممن شاهد الفيلم، عن رفضهم للمحتوى الذي يُروج له، والرسائل التي يوجهها إلى المتلقي.
ومضت تدوينات الرافضين لاستمرار عرض الفيلم، نحو اعتبار ما يُصوره من طبيعة العلاقة بين المرأة والرجل، وشكل الأسرة، لا تتوافق والقيم المغربية المتوارثة عبر الأجيال.
كما شدد رافضو الفيلم، على أن يبث "سموم" المثلية والتفكك الأسري في المجتمع، وهو ما يتناقض مع المقتعدات الدينية للمغاربة.
وتبعاً لذلك، يرى رافضو الفيلم أن تدخل وزارة الثقافة والشباب والتواصل، لمنعه من العرض بدور السينما المغربية، صار ضرورة حتمية لحماية المجتمع من هذه الأفكار.
المنع ليس حلاً
المخرج عبد الله الجواهري، قال في تدوينة له على حسابه بموقف فيسبوك، إن "فيلم باربي معروض الآن بالقاعات السينمائية المغربية وسط إقبال جماهيري كبير".
مما يؤكد، بحسب المتحدث أن "الدولة المغربية مارست نضجها في عدم الانحياز لقلة العقل وخطابات التكفير ودغدغة المشاعر الشعبوية، أو السير على منوال دول العجين والخوف وخنق الحريات الفنية والإبداعية عامة".
وأضاف "صحيح أن باربي فيلم تجاري ملفق، من أهدافه الربح المادي وتمرير خطابات مسمومة مغلفة بلون وردي براق مبهج، لكن ليس من حق أحد منعه أو الدعوة لمنعه كإنتاج ابداعي، لأن المنع طريق العجز والعاجزين، أي سبيل من لا ينظر أبعد من أنفه".
وأوضح أنه "على أصحاب الحل والعقد ومحاولة خنق حرية الإبداع أن يفهموا أن منع فيلم ما ليس حلا، الحل هو أن تنتج أفلاما تكرس قيم بلدك وتصحح صورة مجتمعك، أفلام قادرة على أن تنقل الحقائق والوقائع كما تريد أن تتحقق، وتفعيل دور الثقافة بكل قيمها وعنفوانها من خلال سياسات تنتصر للخلق والإبداع".
حرية فنية
في مقابل الرافضين، رحب مجموعة من النشطاء الحُقوقيين، وأيضاً بعض الفنانين، بموقف وزارة الشباب، الذي اعتبروه "انتصاراً للحرية الفنية"، داعين إلى عدم وقف عرض هذا الفيلم.
الناقد السنيمائي المغربي محمد شويكة، يرى في عدم منع عرض هذا الفيلم "انتصاراً لحرية السينما" في البلاد، مشدداً على أن الفيصل في السينما هو المشاهد أو الجمهور.
وأوضح أن منع الأفلام من العرض في صالات السينما، لن يحد بالضرورة من رواجها، أو يمنع الناس من مشاهدتها، لكن يجب تركها تقاوم مصيرها في شبابيك التذاكر، إما إقبالاً أو إحجاماً من طرف الجمهور.
وشدد على أن منع الأفلام من العرض في قاعات السينما هو سلوك أصبح متجاوزاً جداً، وهو قرار سياسي أكثر مما هو خطوة ثقافية تهدف لتحصيل قيم وعادات المجتمع.
aXA6IDMuMTQyLjEzNi4yMTAg
جزيرة ام اند امز