"باربي".. 60 عاما من الخيال والإبداع لأشهر دمية في العالم
شركة ماتيل تنتج نسختين جديدتين من باربي، الأولى شقراء ذات عيون زرقاء تجلس على كرسي متحرك، والأخرى سمراء البشرة بأقراط كبيرة الحجم.
مصممة أزياء، طبيبة، جراحة، معلمة، أم، زوجة، وغيرها، عشرات الشخصيات التي ظهرت بها "باربي"، أشهر دمية في العالم، التي تحتفل بعيد ميلادها الـ60 في الـ9 من مارس/آذار الجاري.
في مدينة ويلو بولاية ويسكونسن الأمريكية، في عام 1958، في الوقت الذي كانت فيه معظم الدمى تصنع على شكل أطفال حديثي الولادة، ومن ملاحظة روث هاندلر للعب ابنتها الصغيرة "باربرا"، وحبها منح عرائسها أدوار البالغين، في حين أن ابنها كان لديه ألعاب تسمح له بتخيل نفسه كرجل إطفاء أو رائد فضاء أو طبيب، فضلت الفتاة الصغيرة اللعب فقط من خلال تقمص دور الأم.
من هذه الملاحظة البسيطة، أدركت "روث" أنه يمكنها اقتحام سوق العمل من خلال اقتراحها صنع مجموعة من الدمى ذات المظهر البالغ لشكل زوجها إليوت، المؤسس المالك لدار ألعاب "ماتيل".
في البداية لم يكن إليوت متحمسا لفكرة زوجته، لكن "روث" العنيدة أعادت صناعة ذكرى دمية مشابهة تم تسويقها في ألمانيا، وبمساعدة المهندس بيلد ليلي، ابتكرت أول "باربي" تيمناً باسم ابنتها باربرا.
وظهرت الدمية باربي ذات البشرة البيضاء والشعر الأسود الطويل المربوط على شكل تصفيفة ذيل الحصان، لأول مرة في معرض نيويورك للألعاب في 9 مارس/آذار 1959.
وفي السنة الأولى، بيعت 350 ألف نسخة منها، ولكن فيما بعد أرادت الفتيات أن تصبح بشعر ذي لون أشقر، لدرجة أن باربي الأكثر مبيعاً في العالم كانت النسخة ذات الشعر الطويل حتى قدميها، والتي صُنعت في عام 1992، وسميت Totally Hair Barbie.
ولم تتوقف دار ماتيل عند إنتاج "باربي" فقط، بل زادت تطلعاتها، فابتكروا لها عائلة كاملة ومجموعة من الأصدقاء ومنحوها اسماً كاملاً، وهو باربرا ميليسنت روبرتس، بالإضافة إلى ولادة أختها سكيبر عام 1960، وشقيقيها التوأم توتي وتود اللذين ولدا عام 1965، وغيرهم من الأشقاء، ومجموعة كبيرة من الأقارب من أصول بريطانية.
"ماتيل" لم توقف الإبداع والخيال عند هذا الحد، بل ابتكرت عديدا من الأحباب الرجال لـ"باربي"، بل وتزوجت من صديقها وحبيبها الأسطوري "كين" عام 2006.
اليوم باربي هي دائماً ملهمة الفنانين ومصممي الأزياء ومجتمع الموضة في جميع أنحاء العالم، ففي منتصف الثمانينيات أصبح أوسكار دي لارنتا أول مصمم أزياء يتعاون مع دمية، ومنذ ذلك الوقت تعاونت مع أكثر من 75 دورا ومصمما، كان آخرهم المصممة باتريتسيا بيبي، من خلال إحيائها واحتفالها بالذكرى الـ60 بإطلاق "باربي" الدمية الأكثر شهرة في العالم، بعمل مجموعة كبسولات أو ملابس صغيرة الحجم خاصة بها لم يسبق لها مثيل من السحر والألوان، عرضت في إحدى صالات مدينة فلورنسا الإيطالية.
وخلال احتفالها بالذكرى الـ50 لتأسيسها، كان لـ"باربي" عرض خاص في أسبوع الموضة في نيويورك، والذي تميز بإبداعات أصلية لـ50 من المصممين المشهورين.
وعلى مدار الـ60 عاماً الماضية، ألهمت "باربي" عددا كبيرا من الفتيات، وساعدتهن على الإيمان بإمكانياتهن غير المحدودة،من خلال أكثر من 200 مهنة جسدتها في دماها التي صنعتها على مر السنين، وصولاً لابتكار نسخة لوجه رائدة الفضاء سامانثا كريستوفوريتي.
وتغيرت "باربي" بشكل جذري لتصبح عاماً بعد الآخر أكثر تطوراً وتمثيلاً للواقع الذي يحيط بها، لذلك أنتجت شركة ماتيل مؤخراً نسختين جديدتين، الأولى شقراء ذات عيون زرقاء تجلس على كرسي متحرك، والأخرى سمراء البشرة بأقراط كبيرة الحجم ولها ساق اصطناعية.
وبيعت أغلى نسخة من الدمية باربي مقابل أكثر من 302 ألف دولار في عام 2010، وكان ذلك بالتعاون مع مصمم المجوهرات الأسترالي ستيفانو كانتوري لجمع الأموال لأبحاث السرطان.
"باربي" رمز حقيقي رافق أجيالاً من الأطفال من جميع الأعمار والجنسيات، لطالما منحت "باربي" رسالة للفتيات أنه يمكنهن القيام بأي شيء يريدنه من خلال تشجيع الخيال والتعبير واكتشاف الذات.