منوعات
"باربي" المسلمة تقرأ القرآن في بريطانيا
بريطانية تفتتح أول متجر للألعاب الإسلامية على الإنترنت، وتطلق اسم ابنها عليه، وتحكي لـ"العين" كيف كانت مسيرتها؟ وما هو حلمها؟
تلاعب أطفالها في ذلك المساء، لكن صوتا مألوفا يأتيها من حاسوبها الشخصي؛ إذ إنها على موعد مع أسرة جديدة ترغب في شراء ألعاب إسلامية لصغارها، فتبدأ في معرفة كيف يمكنها مساعدتهم وتوفير ما يلزمهم.
هكذا تقضي البريطانية المسلمة، نازيا ناسرين، معظم الأيام في العمل على متجرها "متجر ألعاب إبراهيم"، الذي يعد أول متجر للألعاب الإسلامية على الإنترنت في العالم.
وتروي نازيا، تلك الطبيبة البريطانية الثلاثينية والتي لم تكن لها علاقة بعالم التجارة، لبوابة "العين" الإخبارية، كيف بدأت تنفيذ مشروعها منذ عامين، بعدما أنجبت طفلها الثاني إبراهيم. وكانت ابنتها"عناية" قد بلغت حينها الثالثة من عمرها، فرغبت في أن تُعرفها بالإسلام وأن تُعلمها تعاليمه من خلال اللعب والتسلية، لكنها اصطدمت بعدم وجود ألعاب تتيح لها ذلك.
تضيف نازيا، وهي تعمل كأخصائية سمع في برمنجهام وسط إنجلترا "لم أستسلم وبدأت في تصميم الألعاب لابنتي، وعندما تحدثت مع عائلتي وأصدقائي وجدتهم جميعا يعانون المشكلة نفسها، لأنهم ببساطة يريدون تعليم أطفالهم الحروف العربية وقراءة القرآن والصلاة، ومن هنا بدأت الفكرة التي رأيت أنها ستجعل الأطفال سعداء بما يتعلمون ومن ثم فخورين بدينهم، خصوصا وسط الصور النمطية المنتشرة عن الإسلام فالإعلام هنا لا يقول شيئا جيدا عن المسلمين".
وتوضح نازيا، التي لا تتحدث اللغة العربية ولا تفهمها، أن "هناك مسلمين في كل مكان في العالم لكنهم لا يتحدثون العربية جميعا، لكنهم حتما يرغبون في تعليم أطفالهم قراءة القرآن وكيفية الصلاة.. فأنا مثلا أستطيع قراءة القرآن ولكن لا أفهم العربية تحدثا أو كتابة وتمنيت لو كنت كذلك".
واستطاعت الأم البريطانية أن تعوض تلك الأمنية في التنويع بين الألعاب المختلفة داخل متجرها، مثل أسطوانات "دي في دي" لتعليم الأطفال كيفية الصلاة وقراءة القرآن، وعرائس تشبه الدمية الشهيرة باربي لكن هذه العرائس عندما يضغط الطفل على يديها تقرآ آيات من القرآن، بالإضافة إلى سجاجيد صلاة ملونة، ومكعبات مكتوب عليها الحروف العربية بشكل واضح.
ولم تنس نازيا التي بدآت متجرها بنحو ٤ ألعاب فقط قبل أن يصل إلي ٢٠٠ لعبة حاليا، أن تكون هناك دمية ترتدي الزي الإسلامي بشكل يحبب الصغيرات على الحجاب، وفي الوقت نفسه يتماشى مع الموضة.
وليس كل زبائن المتجر من المسلمين، كما تروي نازيا البريطانية؛ حيث يشتري منها غير المسلمين في أعياد الكريسماس٫ فما زالت تذكر عندما تلقت طلبات في عيد الكريسماس الماضي في إنجلترا، من أشخاص أرادوا شراء ألعاب إسلامية لأطفال أصدقائهم المسلمين.
وتوضح والدة إبراهيم وصاحبة المتجر الذي يحمل اسمه أسباب عدم امتلاكها لمتجر فعلي في بريطانيا: تأجير محل أو فتح متجر سيكون مكلفا للغاية، كما أنني أم لصغيرين يحتاجان مني الكثير من الوقت وبالتالي فكرت في أن يكون عملي صغيرا ذا تأثير كبير يسمح لي برعاية الصغار في هذا العمر.
لكن هذا العمل واجهته صعوبات كما تقول نازيا لبوابة "العين" الإخبارية عبر الهاتف: "أولا ليست لي خلفية مسبقة في مجال الأعمال، وبالتالي كان علي أولا أن أتعلم سريعا، وفعلت ذلك ثم كنت أتدرب أثناء البدء في تأسيس المتجر، ثانيا وجدت بصراحة صعوبة كبيرة في أن أوفق بين وقتي كأم وبيني كوني سيدة أعمال في بداية طريقها".
تتابع نازيا: "التحدي الأكبر كان كبيرا وهو الجزء المتعلق بالتمويل، وكأي مشروع كنت في حاجة لتوفير الأموال للانطلاق.. وما زلت بالطبع لتحسين جودة الألعاب".
وتكشف نازيا كيف تمكنت من مواجهة الصعوبات المادية في البدايات بقولها: "استخدمت جميع مدخراتي.. اقترضت أموالا من عائلتي.. وما زلت أعمل في تخصصي بنصف وقت لأدعم مشروعي".
وبحسب الأم الطموحة وصلت مبيعات متجرها الإلكتروني إلى 30 ألف جنيه إسترليني (36.6 ألف دولار) سنويا.
ولا يتوقف طموحها عند هذا الحد فتكشف لـ"العين" عن خططها المستقبلية قائلة: "لدي حُلم.. أتمنى أن يكون متجر إبراهيم للألعاب الإسلامية أكبر متجر إسلامي على الإنترنت، من خلال التوسع ويكون هناك متجران يحملان الاسم نفسه كماركة أحدهما في الشرق الأوسط والآخر في أوروبا، لا سيما أنني أتلقى كثيراً من الطلبات من فرنسا وألمانيا لحجم المجتمع المسلم الكبير هناك".
وفي رسالة للنساء حول العالم، ممن لم يبدأن أعمالهن بعد، ختمت نازيا: "ابحثوا جيدا عما تريدون القيام به، ثم اكتبوا خطة عمل وتحدثوا مع أسركم وأصدقائكم، لا مانع أبدا في أن تطلبوا منهم المساعدة في البداية، حتى لو كان ذلك من خلال اقتراض النقود، أو تبحثوا عن استثمار يساعدكم.. يكفي أن تحلموا وتصدقوا أنكم تستطيعون الوصول.
aXA6IDMuMTQuMTQ1LjE2NyA= جزيرة ام اند امز