الوجه الآخر للعملة.. هل يستفيد برشلونة من رحيل ميسي؟
وصلت قصة ليونيل ميسي الأسطورية مع برشلونة الإسباني إلى نهايتها، برحيله عن النادي الكتالوني بعد أكثر من 20 عاما قضاها داخل جدرانه.
وأعلن برشلونة الخميس الماضي عدم استمرار ليونيل ميسي في صفوفه، بعد الفشل في توقيع عقد جديد بسبب الشروط المالية الصارمة التي تفرضها رابطة الدوري الإسباني "لاليجا"، في وقت يعاني فيه البارسا من مشاكل مالية جراء تفشي جائحة كورونا.
وكان ميسي قريبا بالفعل من الرحيل عن برشلونة في صيف 2020 حيث طلب ذلك من النادي بشكل رسمي، لكن قوبل طلبه بالرفض، ثم قرر الاستمرار لكي لا يصل الأمر إلى معركة قضائية.
مغادرة ميسي سيكون لها نتائج سلبية على كافة الأصعدة سواء رياضيا أو حتى ماليا، حيث ذكرت مؤسسة "براند فاينانس" المالية، إن النجم الأرجنتيني قد يكبد النادي الكتالوني مبلغ 137 مليون يورو خسائر من قيمة علامته التجارية، أي ما يعادل 11% من القيمة الحالية البالغة 1.266 مليار يورو.
وبالرغم من خسائر برشلونة الفادحة، فإنه على جانب آخر قد يجني عدة مكاسب على المدى البعيد من رحيل النجم الأرجنتيني المخضرم.
فاتورة الأجور
يعاني برشلونة حاليا من أزمة مالية طاحنة تضعه على حافة الإفلاس، بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وحسب التقارير الإعلامية المسربة مؤخرا، فإنه من المقرر أن يحصل ميسي على 555 مليون يورو من برشلونة في الفترة بين 2017 و2021، كرواتب ومكافآت، وهو ما يجعله صاحب أعلى أجر بين لاعبي كرة القدم.
وبعد الأزمة المالية الأخيرة، وجد برشلونة صعوبة بالغة في تسديد مستحقات نجمه الأرجنتيني، التي أصبحت عبئا ثقيلا على ناد يحتاج المال للعديد من أوجه الإنفاق المهمة الأخرى.
ويمكن القول إن رحيل ميسي هو خطوة مهمة لبرشلونة في تقليل فاتورة الأجور الخرافية، والالتزام بالشروط التي تضعها رابطة الدوري الإسباني من أجل تسجيل لاعبين جدد.
التخلص من الضغط
وجود ميسي في صفوف برشلونة كان أكثر ما يساعد الفريق خاصة في الفترة الأخيرة، لكن في الوقت نفسه فإن رحيله قد يخلص النادي واللاعب نفسه من الأعباء الإعلامية.
مع كل تعثر لبرشلونة، خاصة منذ حمل ميسي لشارة القيادة في 2018، يجد ليو نفسه تحت بؤرة الضوء، حيث يبدأ الإعلام الإسباني في التساؤل: "أين هو؟ لماذا لم يقم بدوره كما ينبغي؟ هل فقد الشغف؟".
وفي بعض الأحيان يكون النقد موجها إلى برشلونة نفسه، بسبب عدم استغلال قدرات ليو بشكل صحيح باعتباره أحد أفضل اللاعبين في العالم، إن لم يكن أفضلهم.
وبعد رحيل النجم الأرجنتيني سيجد برشلونة بعض العذر ويحصل على فرصة لا بأس بها لإعادة ترتيب أوراقه بعيدا عن الضغوط الإعلامية الهائلة.
مرحلة ما بعد ميسي
لا شك أن ميسي هو أحد أفضل النجوم في تاريخ كرة القدم وأكثرهم تكاملا، لكن لا يمكن إغفال عامل مهم وهو تقدمه في العمر، حيث وصل في يونيو/حزيران الماضي إلى 34 عاما، وبهذا باتت أيامه في الملاعب معدودة.
في الوقت الحالي من الصعب أن يخطط برشلونة لمشاريع طويلة الأمد معتمدا على وجود نجم بحجم ميسي، فحتى إن تمكن من البقاء لسنوات طويلة، لن يتمكن من تقديم نفس المستوى بسبب تقدمه في العمر.
من المتوقع أن يعاني برشلونة بعد رحيل نجمه الأول، لكن من الأفضل أن يتم التخطيط والدراسة والاستعداد المبكر لتلك المرحلة والتوقف عن الاعتماد الكلي على ميسي.
جدير بالذكر أن الهولندي رونالد كومان، مدرب برشلونة، تحدث عن الخطة المستقبلية للبارسا بعد رحيل ميسي، مؤكدا أنها ستعتمد على الصفقات الجديدة واللاعبين الشباب بجانب بعض المساعدة والتضحية من الجميع.
وأوضح كومان في تصريحات للصحفيين عقب الفوز 3-0 على يوفنتوس الإيطالي في بطولة كأس خوان جامبر الودية: "رغم رحيل ميسي، فإننا متحمسون بشأن هذا الموسم، وما نستطيع تقديمه خلاله بشأن المنافسة على البطولات".
وأضاف: "بالتعاقدات الجديدة واللاعبين الشباب، الذين هم مستقبل هذا النادي، لا يزال لدينا فريق رائع، ومقتنعون أننا سنوفر للجماهير الكثير من الأفراح هذا الموسم".
وأتم: "ببعض المساعدة والتضحية كذلك من الجميع سنحقق أقصى ما يمكن تحقيقه، فنحن نعلم ما يعنيه أن تكون من برشلونة، وما يمثله هذا النادي".
aXA6IDMuMTMzLjEyMy4xNjIg جزيرة ام اند امز