مكافأة الولاء.. شبح أغرق سفينة برشلونة وأنهى عهد ميسي
تتكشف يوما بعد يوم بعض الأزمات والكوارث التي وضع نادي برشلونة الإسباني نفسه فيها بسبب عقود لاعبيه.
ولا تزال قيمة فاتورة أجور اللاعبين الصداع الأكبر في رأس مجلس خوان لابورتا رئيس برشلونة، الذي تولى مهمة إدارة النادي في مارس/آذار الماضي، مما أجبره على اتخاذ إجراءات صارمة خلال سوق الانتقالات الصيفية الماضية تجنبا لخرق قواعد اللعب المالي النظيف.
ورغم الإجراءات الصارمة التي اتخذتها إدارة لابورتا، والتي كان أبرزها عدم تجديد عقد الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد الفريق، فإن النادي لا يزال يعاني من وضع اقتصادي صعب، ولا تزال فاتورة الأجور مرتفعة أيضا رغم تخفيض الرواتب، والسبب الرئيسي في ذلك ارتفاع قيمة عقود بعض لاعبي الفريق.
وقبل فترة قصيرة من رحيل ليونيل ميسي إلى نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، أكد لابورتا أن فاتورة رواتب النادي تمثل 110% من إجمالي الدخل، وانخفضت تلك النسبة لتصل إلى 95% برحيل "ليو" عن النادي.
تخفيض الرواتب
استطاعت إدارة برشلونة تخفيض فاتورة الأجور لأقل من 70 % من إجمالي إيرادات النادي، وهو الحد الأدنى التي حددته رابطة الليجا، بفضل تخفيض رواتب 3 من قادة الفريق هم سرجيو بوسكيتس وجيرارد بيكيه وجوردي ألبا، إلى جانب رحيل بعض اللاعبين، لا سيما الفرنسي أنطوان جريزمان، الذي عاد مرة أخرى لأتلتيكو مدريد معارا.
وبفضل ما فعله برشلونة في الميركاتو الصيفي، استطاع توفير نحو 140 مليون يورو من قيمة فاتورة الأجور داخل النادي.
بند الولاء
ورغم ذلك لا تزال مشكلة ارتفاع قيمة الرواتب موجودة، حيث كشف لابورتا أن عقود بعض اللاعبين كانت في تصاعد وستتزايد تحديدا بداية من هذا الصيف، الذي كان من المقرر أن تنتهي فيه فترة رئاسة الرئيس السابق جوسيب ماريا بارتوميو.
ومن الأمثلة الواضحة على هذا الوضع عقد الفرنسي جريزمان، التي كشفت عنه مؤخرا صحيفة "سبورت" الكتالونية، حيث ذكرت أنه في حالة إضافة بنود المكافآت الواردة في عقده فإن إجمالي ما يجنيه من برشلونة في موسمه الأول قد يصل إلى 33.5 مليون يورو.
أما في الموسم الثاني فقد يصل إجمالي ما يجنيه جريزمان إلى 29.5 مليون يورو، و37.5 مليون يورو في الموسم الثالث (الموسم الحالي)، و38 مليون يورو في الموسم الرابع، و39 مليون يورو في الموسم الخامس.
ويعد بند "مكافأة الولاء" السبب في ارتفاع قيمة رواتب اللاعبين، ويُفعل هذا البند بداية من الموسم الثالث كمكافأة للاعب على استمراره مع برشلونة، لكن برحيل جريزمان هذا الصيف لأتليتكو مدريد على سبيل الإعارة فقد انتهت صلاحية هذا البند.
وفي موسم 2021-2022 كان جريزمان سيحصل على 7 ملايين يورو، وفي الموسمين التاليين كان سيحصل على 6.5 مليون يورو عن كل موسم تحت بند "مكافأة الولاء".
وفي نهاية المطاف، تقاضى المهاجم الفرنسي ما مجموعه 46 مليون يورو عن الموسمين اللذين ارتدى فيهما قميص "البلوجرانا".
وكان بند الولاء موجودا في عقد ليونيل ميسي القديمة، ودفع برشلونة في آخر عقده له أكثر من 70 مليون يورو فقط كمكافأة ولاء، وهو ما سبب تضخما كبيرا في راتب ميسي أدى إلى صعوبة تخفيضه لأكثر من 50% وفقا للقوانين، مما حرمه من التجديد مع النادي.
وأشارت بعض وسائل الإعلام إلى أنه بسبب تصاعد قيمة الرواتب كان من الممكن أن تزيد قيمة فاتورة الأجور في برشلونة بمقدار 50 مليون يورو مقارنة بالموسم الماضي دون احتساب راتب ليونيل ميسي الذي انتهى عقده في 30 يونيو/ حزيران الماضي.
وفي ظل هذا الوضع، يتعين على إدارة نادي برشلونة مواصلة التفاوض مع اللاعبين الأعلى أجرا في الفريق، كفيليبي كوتينيو (الذي يُعد الأعلى أجرا في الفريق بعد رحيل جريزمان) وصامويل أومتيتي وسيرجي روبرتو للتخفيف من حدة الضغوط الاقتصادية.
يذكر أن الإدارة الكتالونية أعلنت أن خسائر النادي بلغت نحو 487 مليون يورو في موسم 2020-2021 وأن إجمالي ديون برشلونة يقدر بمليار و350 مليون يورو.