قميص برشلونة يكشف نوايا خفية في تغيير اسم الملعب
تغيير اسم ملعب برشلونة الشهير "كامب نو" ربما لا يكون أول سابقة من البارسا هدفها خيري وتحولت إلى عمل تجاري مستقبلا.. ما التفاصيل؟
جاءت خطوة نادي برشلونة بإعلان خطط تغيير اسم الملعب للمساهمة في جهود مكافحة فيروس كورونا لتعيد إلى الأذهان ما قام به النادي الكتالوني فيما يخص رعاية قميصه بغرض إنساني قبل أن يتحول الأمر إلى أمر تجاري لاحقا.
فيروس كورونا ضرب مختلف بلدان العالم منذ ظهوره لأول مرة في مدينة ووهان الصينية نهاية العام الماضي، وهو ما تسبب في توقف النشاط الرياضي في معظم بلدان العالم، لتعاني معظم المؤسسات الرياضية من أزمات مادية نتيجة هذا التوقف.
ردة فعل البارسا تمثلت في اتخاذ قرار استثنائي ظاهريا من أجل التصدي لـ"كوفيد 19" يتمثل في التنازل عن حقوق ملكية اسم ملعب "كامب نو" بشكل استثنائي عن موسم 2020-2021.
وأوضح برشلونة أن الأموال التي سيتم الحصول عليها من الرعاية الجديدة سيتم تخصيصها لصالح مؤسسة برشلونة، وذلك للاستثمار في المشاريع البحثية المشاركة في مكافحة آثار فيروس كورونا.
ولكن هل هذا القرار جاء فقط من أجل محاربة الفيروس التاجي، ومن أجل عمل الخير وهل تاريخ البارسا، مع رعاية القميص سار على المنوال نفسه؟
رعاية قميص برشلونة من أجل الخير
ظل نادي برشلونة على عكس الغالبية العظمى من أندية العالم عبر تاريخه، لا يضع إعلانات على قميص النادي، رغم أن البارسا يبقى طوال تاريخه أحد أكبر الأندية جماهيرياً.
ولكن قميص البارسا تم عرض إعلانات عليه للمرة الأولى في عام 2006، بوضع اسم اليونيسف "منظمة الأمم المتحدة للطفولة".
وقتها وقع خوان لابورتا الرئيس السابق للبارسا عقداً لخمس سنوات مع المؤسسة العالمية الخيرية، أسهمت في منح مليون جنيه إسترليني سنوياً للمشروعات الإنسانية.
وعلق لابورتا في ذلك الوقت على فكرة الرعاية بقوله: "لن تكون يونيسف علامة تجارية على القميص، لسنا نقوم بعمل تجاري للترويج لمنتج ما، وهذا يمنح الناس في برشلونة شيئا يفخرون به، أنهم يتبرعون بقميصهم للأطفال حول العالم".
من جانبه علق نائب رئيس البارسا، خوردي كاردونير، على قرار الإدارة الحالية بشأن حقوق اسم النادي: "لقد اتخذت وقتها طويلا للتفكير، فنحن نقوم بعمل كبير داخل مؤسسة النادي، ولكنني قلت إنه علينا التفكير بشكل أكبر، مثلما فعلنا مع قميص النادي عند التعاقد مع اليونيسف".
تحول قميص برشلونة إلى الرعاة التجاريين
ولكن السؤال، هل بقي قميص النادي، ملكا للعمل الخيري؟ أم أنه تحول مثله مثل بقية قمصان الأندية حول العالم إلى الكسب التجاري؟
عند انتهاء عقد "يونيسف" مع برشلونة في 2011، بحسب التعاقد بين الكيانين، في 2006، تحول برشلونة على الفور إلى الإعلانات التجارية.
بعد 2011 بقي برشلونة مع إحدى شركات الرعاية لمدة 6 سنوات، قبل أن يتحول عنها.
ومنذ عام 2017 يحظى قميص البارسا برعاية شركة "راكوتن" اليابانية الشهيرة، وهي شركة تجارة إلكترونية يابانية ومقرها طوكيو.
علماً بأن بيع اسم ملعب النادي الكتالوني ليس مجرد مسألة تطرح للمرة الأولى في سياسة إدارة البارسا ولها خلفيات ومن ثم قد يكون مصير اسم ملعب النادي مثل مصير القميص.
خطط بيع اسم النادي
في تقرير لها ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن برشلونة يخطط لبيع حقوق اسم النادي للمرة الأولى ولكن ذلك كان مخططا له موسم 2023-2024.
وكان الهدف من هذا التعاقد هو الحصول على مبلغ 264 مليون جنيه إسترليني لإنفاقها على التحديثات والتجديدات في ملعب النادي وأبنية أخرى تتبع البلوجرانا.
ومن ثم فإن الخطوة المبدئية لبيع اسم الملعب، قد تتحول بمرور الوقت لوسيلة لجني المال مثلما كان الحال مع القميص.
كاردونير علق على تلك الجزئية بقوله: "المبادرة جاءت في ظرف طارئ، فكرنا في ضرورة أن يكون لنا رد سريع، فوضعنا كل الحلي التي في تاجنا في خدمة محاربة الفيروس".
إلا أن مسؤول البارسا فضح مساعيه البراجماتية حين تحدث عن قيمة كامب نو في قدرته على منح النادي أموالاً طائلة لما له من مكانة تاريخية ومن مشاركة لاعبين عظماء على مدار تاريخ النادي عليه للدفاع عن اسم البارسا وعلى رأسهم في الوقت الحالي ليونيل ميسي أفضل لاعبي العالم.
وأضاف: "نحن منفتحون على كل شيء، نريد زيادة المشاركة الاقتصادية إلى أقصى حد ممكن لكفالة أن شركاءنا يشاركونا القيم الاجتماعية نفسها".
وتابع: "نريد الاستماع إلى عروض الشركات والمؤسسات الخاصة، وسنقوم بفتح الأمر مع مجموعة من الرعاة المهتمين القادرين على التعاون معنا، نريد تقديم المزيد من الأموال في المساعدة في الحرب ضد كورونا".
في النهاية يبقى الهدف المعلن نبيل، ولكن قد يتحول إلى هدف تجاري، وهو أمر شائع لدى الأندية أن تسعى لتحقيق مكاسب تجارية، لكن من غير المألوف أن يتم الترويج له في البداية بأن دوافعها خيرية.