الأسد غير "مندهش" من خطة ترامب لاغتياله
الرئيس السوري شدد على ضرورة وجود توازن دولي يردعها أو يعاقبها على "الأعمال الشريرة" التي تمارسها
أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن عدم دهشته إزاء خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاغتياله، ووصفها بالأمر "البديهي والمتوقع".
وأشار إلى أن تلك الخطط بمثابة انعكاس لسياسة أمريكية تعتمد على اللجوء إلى الاغتيال والتصفيات.
كما شدد الرئيس السوري على ضرورة وجود توازن دولي يردعها أو يعاقبها على "الأعمال الشريرة" التي تمارسها.
وقال الأسد، في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "الاغتيال يُمثل طريقة عمل أمريكية، فهذا ما يفعلونه دائما، على مدى عقود، وفي كل مكان، في مناطق مختلفة من العالم، وبالتالي فهو ليس أمرا جديداً".
وأضاف: "ينبغي أن تتذكر دائما أن هذا النوع من الخطط موجود دائما ولأسباب مختلفة، وعلينا أن نتوقع ذلك في وضعنا في سوريا، مع وجود هذا الصراع مع الأمريكيين.. إنهم يحتلون أرضنا ويدعمون الإرهابيين، وبالتالي هذا أمر متوقع.. حتى لو لم يكن لدينا أي معلومات، ينبغي أن يكون ذلك بديهيا".
وأكد الأسد، أنه "لا شيء سيردع الولايات المتحدة عن ارتكاب هذا النوع من الأعمال الشريرة (الاغتيالات) ما لم يكن هناك توازن دولي، بحيث لا تستطيع الولايات المتحدة أن تنجو بجريمتها، وإلا فإنها ستستمر في ارتكاب هذا النوع من الأفعال في مختلف المناطق، ولا شيء سيوقفها".
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف الشهر الماضي أنه حاول تصفية الأسد في عام 2017، إلا أن وزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس كان ضد ذلك.
وقال ترامب، في برنامج "فوكس آند فريندز"،: "كنت أفضل قتله. لقد جهزت للأمر تماماً".
ويدعم هذا التصريح المعلومات التي نُشرت في عام 2018 عندما نشر الصحفي في واشنطن بوست بوب وودوارد كتابه "الخوف: ترامب في البيت الأبيض"، لكن ترامب نفى ذلك حينها.
وقال ترامب للصحفيين، في 5 سبتمبر/ أيلول 2018: "لم يتم حتى التفكير في ذلك مطلقًا".
وجاءت تصريحات ترامب في إطار انتقاده لماتيس الذي وصفه بأنه "رجل عظيم" عندما عينه لإدارة البنتاجون.
لكن علاقاته ساءت بالجنرال المتقاعد الذي استقال في نهاية المطاف أواخر عام 2018.
وذكرت تقارير صحفية أن ترامب فكر في اغتيال الأسد بعد اتهام الرئيس السوري بشن هجوم كيميائي على المدنيين في أبريل/ نيسان 2017.
وذكر وودوارد، في كتابه، أن ترامب قال إن على القوات الأمريكية أن "تدخل" و"تقتل" الأسد.
وكتب وودواد، الذي اشتُهر بكشفه في السبعينيات فضيحة ووترجيت التي أسقطت الرئيس ريتشارد نيكسون، أن ماتيس أخبر ترامب "سأعمل على ذلك في الحال"، لكنه عاد بخطط لشن غارة جوية محدودة.
وقال ترامب لشبكة فوكس إنه لم يندم على قرار عدم استهداف الأسد، قائلا إنه كان بإمكانه "التعايش مع كلا الأمرين".
وقال ترامب: "لقد اعتبرت بالتأكيد أنه ليس شخصًا جيدًا، لكن كانت لدي فرصة للتخلص منه لو أردت وكان ماتيس ضد ذلك.. ماتيس كان ضد غالبية تلك الأشياء".
وحكم الأسد سوريا طوال سنوات الحرب المدمرة التي تعيشها البلاد وقُتل فيها مئات الآلاف منذ 2011.