بالصور.. سموم النظام الإيراني تحرم البصرة من مياه شط العرب
النظام الإيراني، وخصوصا "فيلق القدس" التابع لمليشيا الحرس الثوري، يقف خلف كارثة تلوث مياه البصرة وتسمم الآلاف من مواطنيها.
مياه ملوثة بمواد كيماوية مع ارتفاع نسب الملوحة فيها، ونفوق أعداد كبيرة من الأسماك والحيوانات الأخرى، ومستشفيات المدينة تستقبل يوميا أكثر من ألف مصاب بالتسمم، هذا هو المشهد الذي يطغي على حياة مواطني البصرة منذ منتصف أغسطس/آب الماضي.
بحسب معلومات رسمية حصلت عليها "العين الإخبارية" من مصادر داخل الحكومة المحلية في محافظة البصرة، يقف النظام الإيراني وخصوصا "فيلق القدس" التابع لمليشيا الحرس الثوري خلف كارثة تلوث مياه البصرة وتسمم الآلاف من مواطنيها، مبينة أن المنشآت النفطية والغازية والصناعات البتروكيماوية التي يديرها الحرس الثوري في مدينة عبادان، ترمي نفاياتها وموادها الكيماوية السامة في مياه شط العرب لتلوثه، إضافة إلى الضخ العشوائي لمبازل المياه المالحة والمياه الثقيلة في شط العرب، الأمر الذي جعل البصرة مدينة منكوبة تعاني كارثة إنسانية.
وبحسب معلومات حكومية عراقية، وصلت نسبة التلوث في مياه الشرب إلى ١٠٠%، مع ارتفاع كبير لنسبة الملوحة لم تشهده المدينة من قبل، الأمر الذي تسبب في نفوق أعداد كبيرة من الأسماك والماشية وإلحاق أضرار كبيرة بالأراضي الزراعية.
ويمارس النظام الإيراني منذ سنوات حرب مياه ضد العراق، وقد أقدمت خلالها طهران على قطع أكثر من ٤١ نهرا تنبع من أراضيها وتجري داخل الأراضي العراقية، ٣٢ نهرا منها تجري في محافظة البصرة من أبرزها نهر الكارون، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة الجفاف والملوحة في المدينة، واضطر البصريون إلى الاعتماد على مياه الآبار المالحة والسيارات الحوضية للحصول على مياه الشرب مقابل أسعار باهظة تفوق المستوى المعيشي لغالبية سكان المحافظة الذين ورغم امتلاك محافظتهم لنحو ٨٠% من إجمالي الاحتياطي النفطي العراقي بحسب احصائيات الحكومة العراقية، فإنهم يعيشون في ظل نقص حاد في الخدمات الرئيسية وانتشار البطالة، إثر سيطرة المليشيات التابعة لإيران على كافة مرافق الحياة في المدينة.
وكشف مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة، مهدي التميمي، عن أعداد المصابين بالتسمم جراء تلوث المياه في البصرة، وأضاف "هناك ارتفاع في نسب الإصابة، فمستشفيات البصرة تستقبل يوميا منذ منتصف الشهر الماضي وحتى الآن أعدادا كبيرة من المصابين بالتسمم، تتراوح ما بين ١٢٠٠-١٣٠٠مصاب، ولا توجد أي حالات وفاة حتى الآن"، لافتا إلى أن البصرة تعتبر حاليا، وحسب المقاييس الدولية، مدينة منكوبة تعاني من واحدة من أخطر أنواع الكوارث الإنسانية.
وأشار التميمي إلى أن أعداد المصابين بالتسمم منذ منتصف أغسطس/آب الماضي وحتى الآن بلغت أكثر من ١٨ ألف مصاب، معتبرا غياب السياسة المائية الحقيقية في العراق والإهمال الحكومي وغياب التخطيط والمتابعة السبب الرئيسي لحدوث كوارث كهذه في العراق.
ولا تقتصر عمليات تلوث مياه شط العرب من قبل النظام الإيراني على رمي النفايات الكيماوية فيه، بل تشمل أيضا عمليات تهريب النفط الخام عبر مياهه إلى إيران التي تواصل المليشيات تنفيذها منذ سنوات، وتكون تسريبات النفط من الناقلات بقعا زيتية تظهر في جوانب النهر.
بدوره أكد الخبير بالشأن البصري، عبدالله السعد، إغلاق أربعة مشاريع مياه في البصرة من بينها مشروع البراضعية إثر ظهور طحالب سامة، وأوضح السعد أن "المشاريع الأربعة تغذي أغلب مناطق المركز وبعض نواحي قضاء أبي الخصيب، وأسباب التلوث ناجمة عن مياه البزل الملوثة التي تضخها إيران في شط العرب، ورغم هذا الحكومة العراقية واقفة صامتة!".
ويتكون شط العرب من التقاء نهري دجلة والفرات في منطقة كرمة على شمال البصرة، ويصب في الخليج العربي بعد أن يقطع نحو ٢٠٠ كم داخل البصرة ويقسمها إلى قسمين: شرقي وغربي، تشارك إيران العراق بقسم من الضفة الشرقية للنهر، وكان شط العرب فيما مضى شريان الحياة الاقتصادية للبصرة، لكن الإرهاب الذي تمارسه طهران ضد العراق والمنطقة حولت هذا النهر إلى كابوس يهدد حياة البصريين.