إيران .."حرب مياه" على الأبواب والعطش يضرب الأحواز
التصحر والجفاف يضربان مدن الأحواز العربية؛ بسبب مشروعات فاشلة للحرس الثوري الذي شيد نحو 90 سدا على مجرى نهر كارون بالإقليم دون دراسات.
تفاقمت أزمة نقص المياه العذبة بإقليم الأحواز، جنوب إيران، ولا سيما في مدينتي عبادان وخرمشهر، وسط فشل حكومي في التوصل إلى حلول ناجزة، فيما باتت إيران على شفا ما يسمى بـ"حرب مياه" بسبب المشروعات الفاشلة لمليشيا الحرس الثوري.
وأشار موقع "راديو زمانه" إلى أن الأهالي في تلك المدن التي تقطنها أغلبية عربية، باتوا في أزمة كبيرة في سبيل تأمين احتياجاتهم الضرورية من المياه العذبة اللازمة للشرب، حيث يضطرون للوقوف في طوابير طويلة لعدة ساعات دون جدوى.
وسلط "راديو زمانه" الضوء على المشكلات البيئية التي تضرب إقليم الأحواز مثل التصحر، والجفاف، بسبب مشروعات فاشلة لمليشيات الحرس الثوري الإيراني سعت من خلالها إقامة سدود على عدة أنهار دون دراسات جدية، وتحويل مجراها لمحافظات أخرى مثل أصفهان ذات الأغلبية الفارسية؛ لدعم صناعات الصلب والزراعات بها، رغم بنود الدستور الإيراني التي تحظر نقل المياه العذبة من محافظة إلى أخرى سوى لأغراض الشرب.
وشيدت أيضاً مليشيات الحرس الثوري نحو 90 سدا على مجرى نهر كارون الواقع بالأحواز، أحد أكبر الأنهار في البلاد، حيث يصل طوله إلى 950 كيلومترا.
ولفت الموقع المحسوب على المعارضة الإيرانية، إلى أن النظام الإيراني يتجاهل سكان تلك المناطق، حيث تفشت معدلات البطالة، وارتفعت نسب الفقر، وكذلك زادت درجة الأتربة والغبار الناتجة عن تصحر التربة، وبالتالي تدهورت الأحوال الجوية بإقليم الأحواز، ما أدى إلى تعرض المواطنين لمتاعب صحية بالغة.
وندد نشطاء إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي، بالنظام الإيراني، وأشاروا إلى أن سوء الإدارة الحكومية لأزمات المياه في إقليم الأحواز، فاقمت الوضع هناك، إلى حد أن اضطرت وزارة الطاقة الإيرانية إلى توزيع أكياس مياه للشرب على الأهالي هناك، ما زاد من حدة الغضب الشعبي.
وفضحت تصريحات أدلى بها عبدالحميد خديري، النائب البرلماني لمدينة بوشهر، مدى تفاقم أزمة المياه العذبة، بعد أن حذر من احتمالية وقوع حرب مياه داخل إيران، مشيرا إلى أن التماسك المجتمعي يواجه خطر الانهيار.
وأشار "خديري"، بحسب موقع "اعتماد أونلاين"، إلى أن الحديث حول اندلاع حرب المياه في الماضي كان مجرد أقاويل، غير أن الأمر بات أكثر حدة؛ بسبب التراشق المجتمعي بين الأقليات العرقية في البلاد حول مصادر المياه، على حد قوله.
وأبدى النائب البرلماني الإيراني أسفه لفشل حكومة بلاده في التوصل إلى حلول أمام أزمة الجفاف، ونقص المياه العذبة، مقارنة بتجارب دول مجاورة نجحت في إدارة هذا الملف باقتدار باستخدام المياه المحلاة، محذرا من خطورة تعرض المجتمع للانهيار.
واعترف "خديري" بفداحة أزمة نقص المياه العذبة وتلوثها في مدينة بوشهر، إضافة إلى المناطق الجنوبية من إيران، بالتزامن مع عدة تقارير أفادت مؤخرا بوقوع اضطرابات في قرى ومدن كبرى، لتدهور أوضاع المحاصيل الزراعية وارتفاع نسب الجفاف، وزيادة ملوحة وتلوث مصادر المياه العذبة.
وتشير تقارير محلية إلى أن محطات المياه الحكومية في نطاق مدينة عبادان أغلقت أبوابها مؤخرا في ظل تصاعد أزمة نقص مياه الشرب، وارتفاع الملوحة بها قبل أن توقف بشكل نهائي عن ضخ المياه عبر الأنابيب إلى المنازل، بالتزامن مع إعلانها الاستمرار في توزيع كميات محددة من المياه في عبوات على المواطنين بالشوارع حتى نهاية يونيو/حزيران.
وأدى هذا الأمر إلى اندلاع تذمر شعبي بالشارع الإيراني في ظل وعود متكررة من قبل مسؤولي إيران بحل تلك الأزمة دون جدوى.
وأدانت منظمة "حقوق الإنسان الأحوازية"، تفاقم تلك الأزمة إلى حد غير مسبوق، بعد أن نشرت صورا تُظهر لجوء السكان العرب في مدينة خرمشهر إلى تدبير كمياتهم اللازمة من المياه، باستخدام صهاريج محمولة على سيارات تتم تعبئتها من أنبوب نقل مياه، ما يجعلهم عرضة للأمراض والأوبئة.