استمرار الاحتجاجات في إيران وخامنئي يحرّض القضاء.. والشرطة تلوح بالقوة
احتجاجات تجار "البازار" أو الأسواق تتواصل في إيران؛ بسبب تردي الأوضاع المعيشية وتفشي الكساد، في ظل تناقص القدرة الشرائية للعملة المحلية.
تتواصل احتجاجات تجار "البازار" أو الأسواق في إيران، والتي اندلعت مطلع الأسبوع الجاري؛ بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وتفشي الكساد في ظل تناقص القدرة الشرائية للعملة المحلية أمام الدولار الأمريكي، الذي تجاوزت أسعاره حاجز الـ9000 تومان.
ومع اتساع رقعة الاحتجاجات التي نددت أيضا بالتدخلات العسكرية الإيرانية خارج البلاد، لتتجاوز سوق طهران الكبير نحو مدن ومحافظات أخرى رئيسية مثل أصفهان، وشيراز وغيرها، شددت السلطات من قبضتها لقمع تلك المظاهرات اللافتة، والتي تعيد للأذهان مشاهد الانتفاضة الشعبية في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وذكر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الاحتجاجات تتركز بشكل أساسي في أماكن عدة، من بينها شارع فردوسي الرائج به تجارة العملة، وشارع ملت بوسط العاصمة طهران؛ فيما تواصل قوات الأمن الإيرانية قمع المحتجين، وشن حملات اعتقالات عشوائية، إلى جانب فتح المحال التجارية المضربة عن العمل عنوة.
وبالتزامن مع تلويح حسين رحيمي قائد شرطة طهران، الأربعاء، باستخدام القوة المفرطة للتصدي لمن وصفهم بـ"المخربين" في الأسواق، انضمت أسواق مدن كبرى مثل أصفهان، وتبريز، وآراك، وكرج، والأحواز، وكرمانشاه، ومشهد للاحتجاجات.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية محلية، عن وقوع حملة اعتقالات جديدة داخل سوق النقد الأجنبي الحرة، طالت نحو 15 شخصا من سماسرة النقد الأجنبي، في محاولة لكبح جماح صعود الدولار أمام التومان، الذي وصل لأدنى مستوياته التاريخية.
وذكر حميد رضا يار أحمدي، قائد وحدة البحث الجنائي بشرطة طهران، أن السلطات شنت حملة اعتقالات جديدة ضد سماسرة سوق العملات الأجنبية على مدار الأسبوعين الماضيين.
وأكد أحمدي، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، أن السوق الحرة لتجارة النقد الأجنبي تخضع لمراقبة من الشرطة المحلية، في الوقت الذي ترفض الحكومة الإيرانية الاعتراف بها؛ فيما تواصل إغلاق الصرافات مؤخرا.
وفي سياق متصل، ظهر المرشد الإيراني علي خامنئي على ساحة الأحداث، بعد أن عقد اجتماعا مع صادق آملي لاريجاني رئيس السلطة القضائية بالبلاد.
وطالب القضاء الإيراني بالتصدي لاحتجاجات الأسواق، بدعوى أن المحتجين يعملون على تكدير الأمن الاقتصادي للبلاد.
واعترف خامنئي، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا"، بوجود فساد داخل عدد من المؤسسات الإيرانية، قبل أن يزعم عدم تفشي أوجه الفساد بشكل عام.
وأظهرت تصريحات أدلى بها محمد باقر نوبخت، المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، عجز نظام الملالي عن كبح جماح أزمة الاقتصاد العميقة في ظل تدهور قيمة العملة المحلية في البلاد إلى أدنى مستوياتها، بعد أن طالب الإيرانيون في الداخل أو الخارج بإيداع مدخراتهم من النقد الأجنبي في الأسواق المحلية التي تعمها الإضرابات والاحتجاجات، بالتزامن مع شن الأجهزة الأمنية حملة اعتقالات لقمع المحتجين.
واعترف نوبخت، بحسب وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، بصعوبة تدبير احتياجات الإيرانيين المتزايدة للحصول على العملات الأجنبية، خاصة أن بلاده تعتمد على العوائد النفطية والبتروكيماويات فقط للحصول على العملة الصعبة.