شحن بطارية السيارة الكهربائية في 5 دقائق.. إنجاز يهدد سلامتك!
تتسابق الشركات الآسيوية التي تتخصص في تصنيع البطاريات، في تطوير أجيال جديدة من خلايا "الشحن الفائق السرعة" للسيارات الكهربائية، والتي ستجعل إعادة التزود بالطاقة الكهربائية أسرع من ملء السيارات بالبنزين أو الديزل.
لكن الثمن الذي قد يدفعه المستهلك لقاء هذا التطور، قد يصل إلى تهديد السلامة أثناء القيادة، أو على الأقل أعباء مادية أكبر كون عمر البطارية سيكون أقصر.
ومع سعي صناعة السيارات الكهربائية العالمية إلى كسب المستهلكين المتشككين الذين ينفرون من أوقات الشحن الطويلة و"قلق مدى السير"، تكشف شركة CATL الصينية وGotion High-tech هذا العام عن بطاريات يمكن شحن 10 إلى 80% منها في أقل من 10 دقائق.
والهدف الذي تتطلع له مثل هذه الشركات، هو شحن سيارة كهربائية في حوالي خمس دقائق، مما يجعل التجربة غير قابلة للتمييز تقريبًا عن ملء سيارة باستخدام الوقود التقليدي.
إنجاز كبير وثمن خطير
وقال أندرياس برايتر، الذي شارك في قيادة مركز ماكينزي للتنقل المستقبلي في أمريكا الشمالية، في تصريحات نقلتها صحيفة "فاينانشيال تايمز" :"من الواضح أن إحدى الإجابات على القلق المتعاظم من قصر مدى سير السيارات الكهربائية، هو التركيز على عامل جذب آخر يتمثل في تمكين شحن السيارة بسرعة كافية بحيث يكون من الملائم القيام بذلك في منتصف الرحلة".
وتابع "نظرًا لوجود حدود للمدى الذي يمكنك تحقيقه وعدد البطاريات التي يمكن أن تحملها السيارة الكهربائية، فإن الشحن السريع سيكون جزءًا من الحل - لكنه يأتي مع مقابل."
وأفادت الصحيفة، أن التحديات التي تقف في طريق إنجاز الخمس دقائق شحن، تتضمن مخاطر السلامة المتزايدة، وعمر البطارية الأقصر، وتوافر اتصالات الشبكة والتكاليف الإضافية المرتبطة بتثبيت أجهزة الشحن فائقة السرعة.
ضرورة لإنقاذ «الفصيلة الكهربائية»
تحارب صناعة السيارات الكهربائية اتجاه المستهلكين إلى التحول إلى السيارات الهجينة أو التمسك بالسيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، مع انخفاض الحوافز للتحول إلى الكهرباء النقية.
وأخبرت شركة صناعة السيارات الكورية الجنوبية هيونداي صحيفة فاينانشيال تايمز أنها ترى أن الشحن السريع ضروري لتعزيز مبيعات السيارات الكهربائية في المستقبل.
وقالت إن البنية التحتية الموسعة من شأنها أن تزيد من راحة العملاء، وقد تم إنشاء مشاريع مشتركة مع شركات صناعة سيارات أخرى لبناء شبكات شحن عالية الطاقة للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا.
وفي حين لا يزال العديد من المشترين المحتملين للسيارات الكهربائية منزعجين من فكرة مقاطعة الرحلة لقضاء ما يصل إلى ساعة في محطة الشحن، حيث يمكن إعادة تزويد العديد من نماذج السيارات الكهربائية التي تبلغ قوتها 800 فولت والموجودة بالفعل في السوق بالوقود باستخدام شواحن "المستوى 3" بنسبة 80 في المائة تقريبًا - وهو ما يترجم إلى مئات الكيلومترات من المدى - في أقل من 20 دقيقة.
خبير آخر هو جون بارك، كبير مسؤولي التسويق في شركة تصنيع الشواحن الكورية SK Signet، قال في مثال على ذلك: "تسمح شواحننا فائقة السرعة بشحن السيارة الكهربائية إلى 80% في 15 دقيقة فقط، مما يمنحك مدى كافيًا لقطع مسافة 450 كيلومترًا من لوس أنجلوس إلى لاس فيغاس".
وتقاس سرعة الشحن عادةً من حيث المدة التي تستغرقها للانتقال من شحن 10% إلى 80%، لأن البطاريات يجب ألا تنفد إلى أقل من 10%، بينما تتباطأ سرعات الشحن بشكل كبير عند الوصول لما بين 80% و100%.
ووفقًا لوزارة النقل الأمريكية، فإن شاحن "المستوى 1" الذي يتم توصيله بمنفذ تيار متردد منزلي قياسي بقوة 120 فولت يوفر حوالي 1 كيلو وات من الطاقة - وهو ما يكفي لشحن السيارة الكهربائية من 0% إلى 80% في 40-50 ساعة.
وعادةً ما يوفر شاحن "المستوى 2" بقوة 240 فولت من النوع المستخدم للشحن بين عشية وضحاها ما يصل إلى 20 كيلو وات وأوقات شحن تتراوح من 4 إلى 10 ساعات.
ولكن أحدث شواحن "المستوى 3" فائقة السرعة، والتي تتجاوز الشاحن الموجود على متن السيارة الكهربائية وتزود البطارية بالتيار المستمر مباشرة، يمكنها أن تقدم مئات الكيلووات، مما يقلل بشكل كبير من أوقات الشحن.
وتوفر شواحن تسلا الفائقة ما يصل إلى 250 كيلووات، مما يوفر 75 ميلاً من الشحن في خمس دقائق.
طبقة معززة للسلامة
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة LG Chem، الشركة الأم لشركة LG Energy Solution، أنها طورت "طبقة معززة للسلامة" تستجيب لدرجة الحرارة، بسمك 100 ضعف للشعرة، مصممة لتقليل خطر ما يسمى بالهروب الحراري، وهو السبب الرئيسي لحرائق البطاريات الذي من الممكن أن يكون أحد النتائج المترتبة على الشحن السريع.
رغم ذلك، لاحظ خبراء، منهم لي هانج كو، رئيس معهد جيونبوك لتكنولوجيا السيارات في كوريا الجنوبية، أن سرعة الشحن لم تكن الأولوية القصوى للعديد من مالكي السيارات الكهربائية، الذين قد لا يكونون على استعداد لتحمل التكلفة الإضافية للشحن الفائق السرعة الذي يتطلب طاقة كبيرة.
وقال لي: "وفقًا لاستطلاعات الرأي الأخيرة، يعتقد المستهلكون أن خفض أسعار السيارات الكهربائية والحصول على مدى أطول أكثر أهمية من سرعة الشحن، يريد المستهلكون رؤية المزيد من مرافق الشحن أكثر من رغبتهم في رؤية شحن أسرع".
لكن الصناعة تقترب من نقطة تحول حيث لن يُنظر إلى امتلاك سيارة كهربائية على أنه أقل ملاءمة من امتلاك سيارة بمحرك احتراق داخلي قياسي.
وأوضح لي في هذه النقطة "إذا نظرت إلى أحدث المركبات القادمة من الصين، يمكنك أن ترى أنه سيصبح من المعتاد قريبًا الحصول على 700-800 كيلومتر بشحنة مدتها 10 دقائق، سيكون هذا أكثر من كافٍ للغالبية العظمى من المستهلكين، ولهذا السبب ستفوز المركبات الكهربائية في النهاية".