"معركة درنة" كرة ثلج تعصف بالإرهابيين.. والمدنيون خط أحمر
الجيش الليبي يقول إن المعركة في درنة لن تنتهي إلا بإنهاء الإرهاب وعودة رجال الشرطة والجيش الوطني إلى المدينة.. ويدعو لحماية المدنيين.
"المعركة في درنة لن تنتهي إلا بإنهاء الإرهاب وعودة رجال الشرطة والجيش الوطني إلى المدينة".. بهذه الكلمات أطلق المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، العميد أحمد المسماري، رصاصات الموت ضد الجماعات الإرهابية في درنة.
الجيش على مشارف درنة
ورغم ذلك لم يغلق المسماري الباب في وجه من يلقي سلاحه، موضحا أنه على جميع المسلحين الذين يريدون الانسحاب من المعركة أن يسلموا أنفسهم، والعقوبة ستكون مخففة.
المسماري، وفي تصريحاته الصحفية اليوم الخميس، زفّ بشرى إلى الليبيين المتعطشين إلى تحرير المدينة الخاضعة لسيطرة الجماعات الإرهابية منذ قرابة عامين، موضحا أن قوات الجيش الوطني أضحت على مشارف درنة.
وأكد المسماري، في هذا السياق، أن القوات أغلقت المنطقة البحرية، وأحكمت السيطرة على المنطقة، ما دفع الإرهابيين إلى التراجع داخل المدينة بعد عمليات الجيش.
وفي السابع من مايو/أيار الجاري، أعلن المشير خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية، بدء عملية عسكرية لتحرير درنة من الجماعات الإرهابية، وذلك بعدما وصلت المساعي السلمية إلى "طريق مسدود"، وفقا لما قاله حفتر.. وتأتي تلك الخطوة بعد عدة أشهر من محاصرة الجيش المدينة الساحلية، التي يسكنها نحو 150 ألف نسمة.
وتخضع درنة لسيطرة عدة جماعات متطرفة مثل داعش والقاعدة و"مجلس شورى المجاهدين"، وهو ائتلاف يضم مليشيا إرهابية.
استعدادات
واستهل الجيش الليبي معركته بالسيطرة على المناطق قرب درنة، ففي 19 مايو/أيار الجاري، أكد مصدر عسكري ليبي أن قوات الصاعقة تخوض معارك شرسة في وديان تمسكت ووادي الناقة.
كما نجحت الصاعقة الليبية في تحرير مدخل درنة الغربي، بعد تكثيف تحركاتها ضمن استعدادات تحرير درنة.
وتباعا في تحركاتها، سيطر الجيش الليبي على مناطق عرقوب وبولم ومزرعة الخجخاج وقورفة الزواق غرب درنة، وذلك بحسب ما قاله عبدالكريم صبرة، المنسق الإعلامي لغرفة عمليات عمر المختار في درنة، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية".
واستئصالا لتحركات الإرهابيين على الأرض، في 20 مايو/أيار الجاري، استهدفت القوات الجوية الليبية غرفة عمليات الإرهابيين في درنة ودمرتها بالكامل.
استهداف الإرهابيين
وتمكنت القوات الليبية من استهداف بعض رؤوس الإرهابيين. وأعلن قائد غرفة عمليات عمر المختار، اللواء سالم الرفادي، الأحد الماضي، إصابة أحد أهم قيادات تنظيم القاعدة في درنة، وهو عمر رفاعي سرور، مصري الجنسية، بجروح خطيرة خلال قصف الجيش أحد تمركزات الإرهابيين.
ويشغل عمر رفاعي سرور، المكني بـ"أبو عبدالله المصري" منصب القاضي الشرعي للتنظيم، وهو الابن الأكبر للشيخ رفاعي سرور، أهم منظري التيار القطبي بجماعة الإخوان.
وفي اليوم التالي، أكد المنسق الإعلامي لمجموعة عمليات عمر المختار، قيام 5 شخصيات قيادية في القاعدة وداعش بتسليم أنفسهم للقوات الليبية في درنة.
وكان من تلك الشخصيات: إبراهيم الحلس وحمد إبراهيم المالكي.
وفي 22 مايو/أيار الجاري، استطاعت القوات الليبية فرض سيطرتها على المنطقة الممتدة من محطة بنزين المقرحي حتى المشتل الزراعي في درنة، وذلك مع تواصل استمرار القوات نحو عقبة الفتائح المطلة على درنة من الناحية الشرقية.
وفي السياق ذاته، لقي عبدالباسط المنصوري، أحد عناصر مجلس شورى ثوار درنة، مصرعه على يد قوات الجيش الليبي، أثناء محاولته الالتفاف على الجيش الوطني في منطقة "تمسكت" بالمحور الغربي الجنوبي لمدينة درنة برفقة عناصر من أنصار الشريعة.
ومنذ الإعداد لمعركة تحرير درنة من الإرهابيين، طالب المشير خليفة حفتر قوات الجيش بالحرص على حماية أهالي المدينة، داعيا الأهالي في الوقت نفسه إلى الوقوف بجانب الجيش لتخليص المدينة من الجماعات الإرهابية.
وتقع درنة شمال شرقي ليبيا، على حدود مصر الغربية. وتعد درنة معقلا تاريخيا للإرهابيين منذ عهد القذافي، وذلك لوعورة تضاريسها، واحتماء المتشددين بها.
aXA6IDEzLjU4LjIwMC43OCA= جزيرة ام اند امز