الفول أساسي على سحور المصريين.. والاستهلاك 4 أضعاف في رمضان
أظهر تقرير لشركة "أسواق للمعلومات المالية والسلعية" ارتفاع أسعار الفول البلدي والمستورد بنحو واضح خلال الربع الأول من العام الجاري
يُفضل المصريون "الفول" كوجبة أساسية على مائدة السحور الرمضانية، حيث لا تستغني الأسر عن وجوده يوميا، لأسعاره المناسبة وفوائده الغذائية المتعددة.
والفول المدمس -حسب الدراسات الطبية- غني بالبروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية، مثل الحديد والفسفور، كما أنه يقاوم التّوتر والإجهاد الذي يصيب الجسم بسبب احتوائه على البروتين وبعض الفيتامينات، ما يجعله مناسبا لإمداد الجسم بالطاقة المطلوبة خلال ساعات الصيام.
وفقا لبيانات عام 2018 يستهلك المصريون من الفول سنويا، ما بين 650 إلى 750 ألف طن في العام، ويصل حجم الاستهلاك اليومي إلى 2500 طن، بينما يصل استهلاك المصريين من الفول خلال اليوم الواحد في شهر رمضان إلى 10 آلاف طن.
وأظهر أحدث تقرير لشركة "أسواق للمعلومات المالية والسلعية" ارتفاع أسعار الفول البلدي والمستورد بنحو واضح خلال الربع الأول من العام الجاري، نتيجة نقص الإنتاج بالدول المصدرة بسبب حالة الجفاف التي ضربت تلك البلاد ما أسهم في اشتعال أسعاره عالميا.
وأكد تقرير "أسواق" الصادر قبل أيام من بداية شهر رمضان أن المساحة المنزرعة من الفول بلغت نحو 75 ألف فدان بالموسم الحالي، لإنتاج نحو 80 ألف طن، بما يعادل 10% من احتياجات السوق المحلية، في الوقت الذي يصل فيه حجم الاستيراد إلى نحو 750 ألف طن سنويا، حيث تتمثل عملية الاستيراد من دول أستراليا - كندا - إنجلترا - ليتوانيا دون غيرها، وهو ما تسبب في أزمة الأسعار بالسوق المحلية خلال الفترة الماضية.
ووصل متوسط سعر طن الفول "الليتواني" إلى 13.5 ألف جنيه خلال فبراير، وسعر طن الفول البلدي إلى 29 ألف جنيه، في سابقة لم تحدث من قبل، مما أجبر الحكومة على إصدار قرار منتصف مارس الماضي، باستثناء الفول والأرز والعدس من الغطاء النقدي والبالغ نسبته 2% على الاستيراد حتى مارس/آذار من العام المقبل، في خطوة لتشجيع المستوردين على التركيز على السلع الأساسية واحتواء أزمة الفول خلال تلك الفترة لزيادة المعروض بالسوق المحلية.
ومع بدء حصاد المحصول الجديد تراجعت الأسعار -وفقا للتقرير- إلى أن وصل سعر طن الفول الليتواني إلى 10.8 ألف جنيه والبلدي الجديد إلى 17 ألف جنيه خلال أبريل، أي بنسبة تراجع بلغت نحو 41%، كما بدأ التفكير جديا لاتخاذ خطوات لتنويع مصادر الدول الموردة مثل المغرب وإثيوبيا.
وطالب تقرير "أسواق" بدراسة إمكانية استيراد الفول من دول مثل البرازيل وميانمار، باعتبارهما أكبر منتجي للفول في العالم.
ويقول محمد برغش، نقيب الفلاحين السابق، إن الحكومة المصرية أخذت خطوة تجاه مصلحة المزارع باستثناء الفول والأرز والعدس من الغطاء النقدي، لكن أثر هذا على الإنتاج لن يظهر إلا في عام الحصاد المقبل، عندما يتهيأ المزارع من جديد لزراعة الفول.
وطالب برغش باعتبار الفول سلعة استراتيجية، مثلها مثل القمح إذا ما نظرنا لكميات الاستهلاك اليومي، حيث نلحظ أن المصريين لا يستغنون عن الفول في رمضان وخارجه.
وأثنى برغش على جاهزية الحكومة بتوفير الكميات المطلوبة من الفول خلال رمضان، حيث إن السحور المصري لا يكتمل بدونه، وفقا لحديث برغش.