السياسية الجميلة.. أين تيموشينكو من الحرب الروسية الأوكرانية؟
مع اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يتذكر الشعب الأوكراني امرأة شجاعة تولت رئاسة الوزراء خلال الفترة من 2007 حتى 2010.
إنها الجميلة "يوليا تيموشينكو" السياسية الأوكرانية المعارضة لموسكو والمؤيدة لعلاقات قوية مع الغرب، ومن أبرز تصريحاتها خلال فترة تواجدها في السلطة "أنها لن تسمح لروسيا بأخذ شبر واحد من الأرض".
"تيموشينكو " التي عرفت أيضا بـ"ملكة الغاز" لم تدل بأي تصريحات خلال الأزمة الأوكرانية أو حتى مع بدء روسيا عملياتها في الأراضي الأوكرانية فجر الخميس.
لكن مواقف تيموشينكو السابقة ضد موسكو والتي دفعت وسائل إعلام أوكرانية إلى الزعم أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان يخشاها"، جعلت العديد من الأوكرانيين يتمنون لو كانت ما زالت تقود البلاد.
عُرفت يوليا في أوكرانيا باسم "ملكة الغاز"، وكانت مسؤولة عن صناعة الغاز الطبيعي، وكانت واحدة من أنجح سيدات الأعمال في أوكرانيا، ثم قررت دخول معترك السياسة، ونجحت بشكل كبير وأصبحت أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في أوكرانيا لبضعة أشهر في 2005، ومن عام 2007 حتى 2010.
وخلال فترة وجودها في السلطة عارضت روسيا عدة مرات، ومن أشهر مواقفها المعارضة تصريحها بأنها "لن أسلم شبرا واحدا من أرض بلادي إلى روسيا، وسأنجح في ذلك حتى لو كان علي القتال".
في عام 2005 ، صنفت مجلة "فوربس" يوليا تيموشينكو كثالث أقوى امرأة في العالم
وكانت يوليا أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء ليس فقط في أوكرانيا، ولكن أيضًا في الاتحاد السوفيتي السابق، وكانت علاقاتها جيدة مع الغرب خلال فترة ولايتها، وكانت تضغط من أجل انضمام أوكرانيا إلى الناتو.
وأثرت يوليا تيموشينكو في التسعينيات عندما كانت تدير شركة خاصة للطاقة، وانتقلت بسرعة إلى عالم السياسة، واكتسبت شهرة عام 2004 أبان "الثورة البرتقالية"، عندما قامت وحليفها آنذاك فيكتور يوشنكو بتحريض الناس على التظاهر احتجاجا على ما وصفاه بالانتخابات المزورة التي جاءت بفيكتور يانوكوفيتش، حليف روسيا، إلى سدة الرئاسة.
وحكمت المحكمة العليا آنذاك لصالحهما، مما أدى إلى تولي "التحالف البرتقالي" الحكم ببرنامج سياسي موال للغرب ومعاد لروسيا، لكن العلاقة بين الحليفين ساءت بمجرد توليهما الحكم، وكانت تيموشينكو تشغل منصب رئيسة الحكومة بينما تولى يوشنكو رئاسة الجمهورية.
وقام يوشنكو في وقت لاحق من عام 2004 بتجريدها من منصبها بعدما تخاصمت مع أعضاء حزبه، وأعيد تكليفها برئاسة الحكومة في سبتمبر/أيلول عام 2007 بعدما أعاد الحزبان إحياء تحالفهما، ولكن المناوشات السياسية بين الرئيس ورئيسة حكومته استمرت.
الثورية الفاتنة
وأدى الشلل السياسي الذي أصيبت به أوكرانيا إلى عدم تمكن البلاد من التعامل بشكل فعال مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي تأثرت البلاد بها بشدة.
وبدا وقتها أن الناخبين حملوا الرئيس يوشنكو مسؤولية ظروفهم الاقتصادية المزرية، وعاقبوه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2010 التي شهدت اندحار "التحالف البرتقالي" وخروجه من الساحة السياسية بشكل نهائي، إذ لم يفز يوشنكو إلا بـ6% من مجموع الأصوات في الجولة الأولى وحل خامسا.
أما تيموشينكو، فقد فازت بالمركز الثاني وخاضت الجولة الثانية من الانتخابات ضد فيكتور يانوكوفيتش، ولكنها كانت قد خسرت الكثير من شعبيتها في السنوات الخمس السابقة، ولم تتمكن من مجاراة يانوكوفيتش الذي فاز بالرئاسة.
ورغم زعمها مرة أخرى بأن الانتخابات كانت مزورة، شهد المراقبون الدوليون بنزاهتها.
بعد ذلك، أطاح النواب البرلمانيون بها من منصب رئيسة الحكومة، رغم الجهود التي بذلتها في التمسك بالمنصب.
وبعدما أجبرت على الانتقال إلى صفوف المعارضة، تعهدت تيموشينكو بأن تعمل كل ما في وسعها لعرقلة عمل الرئيس يانوكوفيتش إذ قالت "سنحمي أوكرانيا من هذه الكارثة الجديدة التي أصابتها!".
يوليا تيموشينكو بنظر مؤيديها كانت دائما "الثورية الفاتنة" التي تتحدى المؤسسة السياسية الفاسدة، وذاع صيتها وتعززت شعبيتها في صفوف العديد من الأوكرانيين الذين ضاقوا ذرعا من الفساد والركود الاقتصادي نتيجة هجومها اللاذع على المتمولين الذين أثروا تحت ظل إدارة الرئيس ليونيد كوتشما التي سبقت الثورة البرتقالية.
ولكن منتقديها كانوا يقولون دائما إنها كانت نفسها من الذين أثروا في تلك الحقبة.
aXA6IDMuMTYuMTM3LjIyOSA=
جزيرة ام اند امز