العرب في أوكرانيا.. متابعات حكومية ومحاولات إجلاء رغم الحرب

بين مخاوف الطرد، والتعرض لأضرار الحرب الروسية الأوكرانية، استنفرت عدة دول عربية لتوفير الحماية لرعاياها ومتابعة أحوالهم وصولا لإجلائهم.

وتنوعت طرق التعامل من بعض الدول مع الأزمة، حيث كون بعضها خلايا عمل ومتابعة، فيما عملت دول أخرى على تأمين عودة رعاياها أو ضمان ممرات آمنة لهم.

اليمن يشكل "خلية أزمة"

وأعلنت الحكومة اليمنية، الجمعة، تشكيل "خلية أزمة" لمتابعة مواطنيها العالقين في أوكرانيا، عقب يوم واحد من الحرب مع روسيا البلد المجاور.

• "مواجهة سيبرانية" بأوكرانيا.. خبيران يفكان الشفرة
• بوتين يوافق على التفاوض مع زيلينسكي لبحث حياد أوكرانيا

ولا يعرف بعد أعداد المواطنين اليمنيين في أوكرانيا، وحتى 20 فبراير/شباط الجاري سجل أكثر من 300 يمني موجودين على الأراضي الأوكرانية عبر نافذة إلكترونية أنشأتها الخارجية اليمنية لحصر رعاياها.

وبحسب وزارة الخارجية اليمنية على حسابها في موقع "تويتر" طالعتها "العين الإخبارية"، فإنه تم "تشكيل خلية أزمة لمتابعة أحوال المواطنين اليمنيين الموجودين في أوكرانيا نتيجة الحرب الدائرة هناك".

ويترأس الخلية وكيل وزارة الخارجية اليمنية للشؤون المالية والإدارية أوسان العود، وطبقا للوزارة فإن "خلية الأزمة سوف تعمل على مدار الساعة لمتابعة أوضاع اليمنيين والتنسيق مع كل الجهات المعنية".

وقال وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك في تصريحات صحفية إن سفارة بلاده في بولندا التي تقع أوكرانيا أيضا تحت ولايتها الدبلوماسية على اطلاع بأوضاع رعاياها "وحتى اللحظة سواء مقيمين أو طلابا، لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بينهم"، حد تعبيره.

وحول تأمين العالقين، أشار الوزير اليمني إلى أنه "بعد اجتماع الجانب البولندي مع سفارات الدول المعتمدة ومنها سفارتنا بوارسو، تم تحديد آلية موحدة لمن يرغب في مغادرة الأراضي الأوكرانية إلى بولندا كنقطة عبور إلى بلد إقامته التي جاء منها أو العودة إلى بلادنا".

وتقول الحكومة اليمنية إن الحرب في أوكرانيا سوف تترك تأثيرات واسعة على البلد الغارق بالحرب أصلا، ويستورد أكثر من 22% من القمح الأوكراني بخلاف المنتجات الزراعية.

المغرب يجلي مواطنيه

واستنفرت المملكة المغربية دبلوماسييها في دولة أوكرانيا، حرصاً على سلامة مواطنيها هناك، تزامنا مع الغزو الروسي للبلاد.

وكشف مصطفى بيتاس، الناطق باسم الحكومة المغربية، خلال مؤتمر صحفي، أن المملكة عبر سفارتها هناك تتابع الأوضاع الخاصة بالجالية.

وأكد الوزير أن 28 دبلوماسياً في سفارة المملكة بأوكرانيا يُتابعون أوضاع الجالية المغربية المقيمة في البلد، بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح أن السفارة المغربية سبق لها وأوصت جميع الطلبة بمغادرة البلاد، ووضعت رقمين هاتفيين للتواصل والتجاوب مع الأسئلة.

فيما خصص المغرب رحلات خاصة لإجلاء رعاياها في أوكرانيا، وتسهيل عودتهم إلى أرض الوطن.

وحرصت السلطات المغربية على تحديد سعر ثابت للرحلات، تفادياً لأي غلاء مُحتمل أو أسعار مبالغ فيها من طرف شركات الطيران، خاصة في ظل الطلب المرتفع على رحلات العودة إلى المغرب.

وانطلقت منذ، الثلاثاء الماضي، عمليات إجلاء للمغاربة المُقيمين بأوكرانيا، عبر رحلات جوية مباشرة نحو مختلف مدن المملكة.

واستنفرت التمثيلية الدبلوماسية المغربية في أوكرانيا جهودها للإجابة عن تساؤلات المغاربة هناك، وذلك عبر موظفي السفارة، أو من خلال مجموعة من الأرقام الهاتفية التي تم وضعها رهن إشارة الجالية وذويهم.

وبحسب معطيات حصلت عليها "العين الإخبارية"، من مصادر متطابقة، فإن الأرقام التي وضعتها السفارة تلقت خلال يوم واحد 250 مكالمة محلية، مقابل 4000 مكالمة تلقتها السفارة المغربية في كييف.

وعلى مستوى مقر السفارة المغربية في كييف، تم استقبال أكثر من 200 معاملة على مستوى مصلحة الخدمات القنصلية، وفق المصدر ذاته.

مصر.. مساع لتوفير مسار آمن

ومن جانبها دعت السفارة المصرية في كييف بأوكرانيا، المصريين الموجودين في وسط وجنوب أوكرانيا إلى الاستمرار في الوجود بالمنازل لحين هدوء الأوضاع.

وأهابت بالمواطنين المصريين الموجودين في خاركوف والمدن الشرقية بأن "يستمروا في الالتزام بالوجود في المنزل أو المخابئ، حيث يتم التفاوض على مسار آمن لخروجهم".

وأوضحت أنه "بالنسبة للمصريين في المدن الغربية والذين لديهم القدرة على التوجه إلى الحدود البولندية فإن السلطات البولندية تسمح بدخول كل الجنسيات وتمنحهم فيزا 15 يوما للعودة إلى أرض الوطن".

تونس.. خلية أزمة لإجلاء الرعايا

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية التونسية أنها نظمت اجتماعا لخلية الأزمة ضم ممثلين من وزارات الدفاع الوطني والداخلية والنقل والصحة والناقلة الوطنية، والخطوط الجوية التونسية، في ظل تطورات الوضع الميداني في أوكرانيا.

وذكرت وزارة الخارجية التونسية، الخميس، أنه جرى خلال الاجتماع التأكيد على استعداد كل الوزارات والقطاعات التونسية المعنية لتفعيل خطة العمل للشروع في إجلاء أفراد الجالية التونسية الذين لم يتمكنوا من مغادرة الأراضي الأوكرانية.

وأوضحت أنها بصدد التنسيق مع السلطات الأوكرانية وبلدان الجوار والمنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني وجمعيات التونسيين بأوكرانيا للإعداد لعملية الإجلاء.

ودعت وزارة الخارجية أفراد الجالية التونسية في أوكرانيا الراغبين في العودة إلى تونس للاتصال في أقرب وتسجيل بياناتهم إدراجهم ضمن التونسيين الذين سيتم إجلاؤهم.

وأكدت أن خلية الأزمة التي تشكّلت ستظل في حال انعقاد للاستجابة لكافة المتغيرات التي تطرأ على هذا الملف ولمتابعة وتأمين المساعدة للجالية التونسية.

وجددت دعوتها لكل أفراد الجالية التونسية المقيمة بأوكرانيا بتوخي أقصى درجات الحيطة والحذر وضرورة الالتزام بتوصيات سلطات بلد الإقامة.

العراق.. تنسيق وأرقام ساخنة

في ظل تصاعد الأحداث على الساحة الأوكرانية، سارعت وزارة الخارجية العراقية للاطمئنان على رعاياها وتأمين سلامتهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد الصحاف، في بيان، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن "بغداد تتابع وباهتمام بالغ منذ أكثر من 20 يوما تطورات الأحداث على الساحة الأوكرانية، وأوضاع الجالية العراقية هناك".

وبيّن الصحاف أن أعداد الجالية العراقية في أوكرانيا بحسب المسجل رسميا تصل لنحو 5500 مواطن، موزعين على مناطق مختلفة.

وفي هذا الصدد، أشار المتحدث الرسمي إلى أن وزير الخارجية فؤاد حسين أوعز "بأهمية المتابعة مع أعمدة الجالية العراقية للوقوف على أمنها وسلامتها".

وأوضح أن الوزارة لم تتلق إلى الآن رغبات بشأن عودة الجالية العراقية في أوكرانيا إلى البلاد، أو الذين يرغبون في السفر خارج كييف.

لكنه نوه بأن السفارة العراقية في كييف "خصصت أرقاما ساخنة للتنسيق والتواصل معها لأي حالة طارئة تتعلق بالجالية العراقية".

كما خاطبت السفارة الجامعات الأوكرانية فيما يتعلق بالطلبة العراقيين المقيمين هناك "حيث تمت مخاطبة أكثر من 27 جامعة، والتأكيد على أهمية منح إجازات استثنائية لمن يرغبون في السفر خارج أوكرانيا بسبب الحرب الدائرة"، بحسب البيان.

وذكر البيان أن هناك متابعة لأمن وسلامة أفراد البعثة الدبلوماسية العراقية العاملة في كييف العاصمة، حيث "أمّنت الوزارة الإجراءات اللازمة التي تتعلق بأمن البعثة بشكل طارئ واستثنائي".

يذكر أن السفارة العراقية في كييف حثت في وقت سابق جميع رعاياها الموجودين في الأراضي الأوكرانية على توخي الحيطة والحذر وعدم زيارة المناطق الخطرة في شرق البلاد.