قرار "5+5" بإخراج المرتزقة.. بشائر إنقاذ ليبيا تنتظر التنفيذ
اتفقت اللجنة العسكرية الليبية "5+5" على خطة عمل لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد بشكل تدريجي ومتوازن ومتزامن.
ويؤكد مسؤول بالجيش الليبي أن خطة إخراج المرتزقة سيتم الانتهاء من تنفيذها قبل 24 ديسمبر موعد إجراء الانتخابات المقبلة.
ويرى خبراء سياسيون ليبيون أن الاتفاق يعني نجاح المسار العسكري وبالتالي استقرار ليبيا أمنيا وسياسيا وكذلك على الصعيد المحلي والخدمي، ونجاح إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده.
إخراج قبل الانتخابات
أكد اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي أن خطة اللجنة العسكرية "5+5" لإخراج المرتزقة تدريجيا من البلاد، تتضمن الانتهاء منها قبل موعد الانتخابات المقبلة في 24 ديسمبر.
وتابع المحجوب في تصريح لـ"العين الإخبارية" أنه قبل نهاية العام الحالي سيكون كل المرتزقة بالخارج، معبرا عن تمنياته والليبيين برؤية المرتزقة خارج البلاد في القريب العاجل.
وأردف أن الفترة الزمنية المتبقية رغم كونها صغيرة إلا أن الخطة موضوعة ومحددة المواعيد وسيتم إخراجهم في الموعد المحدد، لأن ذلك أصبح مطلبا محليا ودوليا.
وحول احتمالية تعنت تركيا في رفض إخراج مرتزقتها، شدد على أن ذلك لم يعد مقبولا لا داخليا ولا خارجيا، وأن الولايات المتحدة كمثال أصدرت قانون استقرار ليبيا وهو مهم جدا، ويدعم جهود لجنة "5+5" الموكلة بالشق الأهم وهو الجانب الأمني.
واختتم بالقول إن إخراج المرتزقة سيضمن عدم وجود ضغوط عسكرية بالتزامن مع الانتخابات، وكذلك الرئيس القادم سيجد أرضية مناسبة للعمل لتذهب ليبيا بعيدا عن أزمتها المستمرة.
تفاؤل بالمسار الناجح
ويقول الناشط والمحلل السياسي الليبي جمال الفلاح إن بيان اللجنة العسكرية "5+5" يؤكد الأرضية المشتركة بين القادة العسكريين وهو ما يدعو للتفاؤل كون هذا المسار الأمني والعسكري من أنجح المسارات، وقد نجح في وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين وفتح الطريق الساحلي والعديد من الخطوات الأخرى.
وتابع الفلاح في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن نجاح المسار العسكري يعني استقرار ليبيا أمنيا وسياسيا، وكذلك على الصعيد المحلي والخدمي ونجاح إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده.
وأشار إلى أن اللجنة كان لديها الرغبة الحقيقية للعمل بجدية وإنهاء الصراع وإخراج المرتزقة.
وأردف أن اللجنة واجهت العديد من الهجمات من الأطراف السياسية خاصة بعد قراراتها وتوصياتها بتجميد الاتفاقيات العسكرية، خاصة من الأطراف المحسوبين على الوجود التركي، ووصلوهم إلى هذه الخطة التي تم الاتفاق عليها يعطي أمل كبير للشعب الليبي.
وأشار إلى أن هذا البيان صدر برعاية دولية خاصة الإدارة الأمريكية، والبيان واضح بآليات واضحة ومدة زمنية محددة، وهي الآلية الأنسب بالتدريج ومتوازن ومتزامن، دون التسبب في فوضى، وبالتعاون مع الدول الفاعلة ودول الجوار.
ونوه إلى أن إخراج المرتزقة قبل الانتخابات يقطع الطريق على الأطراف التي تتحجج بوجود المرتزقة لعرقلة الانتخابات ورفض إجرائها.
التعنت التركي
أكد الخبير السياسي الليبي عبدالله الخفيفي أن جهود اللجنة العسكرية "5+5" هي محل ترحيب كبير ودعم من الشعب الليبي بلا شك بعد أن أيقن أن ما لم يدركه بالحرب يدركه بالسلم.
وتابع الخفيفي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن نجاح اللجنة في جنيف بوضع خطة وجدولاً زمنياً لخروج المرتزقة من ليبيا هو شيء طيب ويمضي بالبلاد نحو السلام ويجب الوقوف وراءه ودعمه بشتى الطرق، فإن اللجنة العسكرية تسير بخطى حثيثة نحو السلام إذا تم تنفيذ ما اتفق عليه.
واستدرك الخفيفي أن هذا الجدول قد يواجهه التعنت التركي والذي يجب أن يوضع له حد، على اعتبار أنهم يرون بقاءهم في ليبيا شرعيا وهو ما سبق وادعاه وزير الدفاع التركي مرارا بناء على المذكرة غير الشرعية التي وقعوها مع حكومة السراج المنتهية ولايتها والتي رفضها مجلس النواب.
وطالب الخفيفي الأمم المتحدة والدول الفاعلة إن كانت جادة في دعم اللجنة العسكرية أن تضع حداً للتعنت التركي الذي لا يخدم المسار العسكري، حيث إن الأمر ليس متعلقاً بالمرتزقة فقط بل حتى بالقوات الأجنبية وعلى رأسها القوات التركية.
وثيقة رسمية بدعم أممي
أعربت البعثة الأممية في ليبيا عن ترحيب بتوقيع اللجنة العسكرية المشتركة على خطة العمل المتعلقة بانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية.
واتفق المشاركون في الاجتماع على خطة عمل شاملة تمثل حجر الزاوية لعملية انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية بشكل تدريجي ومتوازن ومتزامن.
وأكدت البعثة في بيان لها أن خطة العمل هذه تعد وثيقة صاغتها وتقود زمامها لجنة وطنية تماشياً مع اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وقراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2570 و2571 لسنة 2021 حول ليبيا وخلاصات مؤتمر برلين.
دول الجوار
وإلى جانب خطة العمل، وضعت اللجنة آلية للتنفيذ تدعو إلى مغادرة جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية على نحو تدريجي ومتوازن ومتزامن، والقصد من هذه الآلية هو التشاور مع الشركاء الدوليين المعنيين، بما في ذلك دول جوار ليبيا، والسعي للحصول على دعمهم وتعاونهمن، بحسب البيان.
وتشجع البعثة اللجنة على اغتنام هذه الفرصة لتعزيز التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار من خلال خطة العمل هذه، بما في ذلك من خلال نشر مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للأمم المتحدة، والذي من المفترض أن يتم قريباً.
داعية الدول الأعضاء بالأمم المتحدة إلى دعم اللجنة والسلطات الليبية في تنفيذ خطة العمل هذه والاستعداد لدعم جهود توحيد المؤسسة العسكرية وبدء عمليات نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج وإصلاح القطاع الأمني في ليبيا.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز