بكين تخطط لإنشاء أطول نفق سكك حديدية في العالم يصل إلى تايوان
أطول نفق للسكك الحديدية تحت سطح البحر في العالم يربط بين الصين وتايوان واحد من أكبر مشاريع الهندسة المدنية وأكثرها تحديا في القرن الـ21
بعد سنوات من الجدل، يقترب العلماء الصينيون من التوصل إلى توافق في اﻵراء بشأن تصميم ما سيكون أطول نفق للسكك الحديدية تحت سطح البحر في العالم، يربط بين البر الرئيسي الصيني وتايوان.
ومن المقرر أن ينتهي بناء هذا المشروع الذي وُصف على أنه سيكون واحدا من أكبر مشاريع الهندسة المدنية وأكثرها تحديا في القرن الواحد والعشرين، بحلول عام 2030.
وقال العديد من كبار خبراء الهندسة المدنية لصحيفة صحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست" إن تصميم النفق الذي اكتمل العام الماضي بتمويل من الأكاديمية الصينية للهندسة، أكبر هيئة استشارية حكومية مركزية في مجال البنية التحتية، يحظى بتأييد متزايد من المجتمع البحثي الصيني وصانعي الأنفاق في البلاد.
وبحسب ما ذكرته الصحيفة، سيصبح هذا النفق أطول بثلاث مرات ونصف المرة من أطول نفق للسكك الحديدية في العالم حاليا - وهو نفق المانش الذي يبلغ طوله 37.9 كلم بين بريطانيا وفرنسا.
وكان بناء نفق المانش قد استغرق نحو 6 سنوات، بتكلفه وصلت إلى ما يعادل 12 مليار يورو (13.99 مليار دولار) اليوم، وقد تم إدراجها تحت مسمى عجائب الدنيا السبع الجديدة من قبل الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين.
وعلى الرغم من أن مشروع الصيني يسير على نفس نهج النفق الأوروبي، حيث يتألف من 3 أنفاق متوازية، اثنان رئيسيان للقطارات التي تعمل في اتجاهين متعاكسين، وآخر بينهما من شأنه أن يحتوي على خطوط الكهرباء وكابلات الاتصالات ومخارج الطوارئ.
فإن النفق الصيني سيتفوق في كونه أكبر بثلاثة أضعاف نظيره الأوروبي، وسيبلغ قطر النفق الواحد نحو 10 أمتار؛ حيث إن تصميمه الأوسع سيسمح للقطارات بالسفر بشكل أسرع وحمل شحنات أكبر من نفق المانش، دون أن يحد من سرعة القطار.
ومن الجوانب الشائكة المحتملة لخطة العلماء أنه سيكون من الضروري إنشاء زوج من الجزر الاصطناعية في وسط المضيق من أجل محطة معالجة الهواء التي ستضخ الهواء النقي داخل النفق.
منذ انشقاق الجانبين في عام 1949 بعد حرب أهلية، ترى الصين تايوان ذات الحكم الذاتي كجزء من أراضيها وتسعى لإعادة توحيدها بالقوة إذا لزم الأمر، في حين ترى الجزيرة نفسها كدولة مستقلة ذات سيادة.
ومنذ تولي زعيمة تايوان تساي إنغ-ون منصبها قبل عامين، صعدت الصين من ضغوطها الدبلوماسية والعسكرية على تايوان، حيث رفضت حكومة تساي الاعتراف بأن الجزيرة جزء من مبدأ "الصين الواحدة".
و"الصين الواحدة" هو مبدأ دستوري وضعه الزعيم الأعظم لجمهورية الصين الشعبية دينج شياو بينج، ويقر بأن هناك صينا واحدة فقط في العالم، وأن تايوان جزء لا يتجزأ من هذه الصين.
ويحذر تشاو جيان، أستاذ الاقتصاد بجامعة جياوتونغ في بكين، والذي بحث على نطاق واسع في الأداء الاقتصادي لمشاريع النقل الرئيسية في الصين، بما في ذلك السكك الحديدية عالية السرعة، قائلا: "إن البدء في البناء دون التوصل إلى اتفاق مع الجانب الآخر سيعزز المشاعر المعادية للصين في الجزيرة، سوف يدفعهم بعيدا بدلا من الاقتراب منهم".
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز