"أكبر من الوصف".. خسائر اقتصاد لبنان بعد انفجار بيروت
بيروت تحولت لمدينة "منكوبة" بعد انفجار الميناء الذي تتم عبره نحو 70% من حركة التبادل التجاري بين لبنان ودول العالم.
أكد خبراء أن اقتصاد لبنان المريض زادت آلامه بشدة، في الساعات الأخيرة، بعد الخسائر الاقتصادية غير المسبوقة لانفجار بيروت، والتي تحتاج لأيام ليتم حصرها.
وتأثرت العديد من المباني والمنشآت الاقتصادية والحكومية، وتعرضت لأضرار كبيرة لوقوعها بالقرب من موقع الانفجار الذي أثر على محيط نصف قطره كيلومترات حسب وسائل إعلام لبنانية محلية.
ويتميز مرفأ لبنان بأهمية استراتيجية كبيرة كونه مستقبلا ومخزنا لأهم السلع الاستراتيجية التي تستوردها الحكومة مثل القمح والوقود، كما تتم نحو 70% من حركة التبادل التجاري بين لبنان ودول العالم عبر الميناء.
السلع الاستراتيجية
وتعرضت المخزونات الاستراتيجية من المواد المستوردة لدمار كبير، ما قد يؤثر على الإمدادات الغذائية للبنان خلال الفترة المقبلة.
ويخصص الرصيف رقم 8 بالميناء والذي يبلغ طوله 220 مترا وعمقه 13 مترا، لاستيراد القمح، وتخزينه قبل بيعه للمطاحن بسعة 145 ألف طن، تتكون من 48 صومعة كبيرة (سعة كل واحدة 2500 طن) و50 صومعة صغيرة (سعة كل واحدة 500 طن).
ويقدر متوسط عدد البواخر التي تدخل ميناء بيروت بنحو 170 باخرة شهرياً تفرغ نحو 700 ألف طن وتشحن نحو 70 ألف طن، فيما يقدر متوسط عدد المستوعبات المفرغة بنحو 23 ألف مستوعب شهرياً.
دمار غير مسبوق
وتحوّلت العاصمة اللبنانية بيروت إلى مدينة "منكوبة" بكلّ المقاييس، بعد الانفجار الذي هزّ ميناء المدينة، مساء الثلاثاء، وأدى إلى دمار كبير داخله، فضلاً عن أضرار كثيرة في مختلف أرجاء العاصمة.
وخيمت آثار الدمار على بيروت، وبدت شوارع العاصمة والمناطق المحيطة بالميناء البحري، وكأنها منطقة منكوبة جراء الدمار الواسع الذي أحدثته الموجة الانفجارية القوية بداخل ميناء بيروت.
خسائر أكبر من الوصف
وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق، سعد الحريري، إن حجم الخسائر أكبر من أن توصف، والخسارة الأكبر سقوط عشرات القتلى والجرحى.
ويشهد لبنان حاليا أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع تدهور في سعر العملة، وقيود على الودائع المصرفية، وتضخم وغلاء في الأسعار. بالإضافة إلى خسارة الآلاف وظائفهم.
وهزّ الانفجار كل أنحاء العاصمة وطالت أضراره كل الأحياء وصولا إلى الضواحي، وتساقط زجاج عدد كبير من المباني والمحال والسيارات. وأفاد أشخاص في جزيرة قبرص المواجهة للبنان عن سماع صوت الانفجار أيضا.
وأدى الانفجار إلى أضرار هائلة في مختلف أنحاء مدينة بيروت، بدءاً من محيط المرفأ وصولاً إلى وسط بيروت والسراي الحكومي ومطار بيروت، وفردان والحمراء وغيرها.
وتفقد محافظ بيروت مروان عبود مكان وقوع الانفجار، وقال إن "بيروت منكوبة وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق".
وحسب وسائل إعلام لبنانية محلية، تعرض 90% من مستودع أدوية الأمراض المستعصية في منطقة الكرنتينا للتلف جراء الانفجار.
المؤسسات التجارية تضررت
واشتعلت النيران في باخرة قبالة مرفأ بيروت، بعد الانفجار الضخم الذي وقع الثلاثاء، ولم يعرف ما إذا كان عليها ركاب أو عمال، وفق ما أفادت صحفية في وكالة فرانس برس.
وطلب ضابط في المكان من صحفيين مغادرة كل منطقة المرفأ خوفا من انفجار الباخرة التي تحوي وقودا.. وبدا أن مستوعبات كثيرة في المرفأ تحولت ركاما.
وتعرضت المباني السكنية ومباني المؤسسات التجارية القريبة من الميناء إلى أضرار بالغة إذ تحطمت واجهاتها الزجاجية وانهارت سقوفها وكذلك الجدران الأسمنتية بها، إلى جانب الدمار الذى طال السيارات التى كانت تقف وتتحرك على مقربة من الميناء.
كما بدت منطقة ميناء بيروت وكأنها ساحة حرب، وانهارت كل المباني بداخل الميناء إلى حد انصهرت معه الواجهات الحديدية لتلك المباني، وعم الدمار الميناء وتطايرت حاويات البضائع العملاقة.
كانت معلومات أمنية أولية قد تحدثت عن انفجار فى أحد عنابر ميناء بيروت البحرى جراء حريق طال العنبر الذى يحتوى على "مفرقعات نارية" لم يُعرف إلى أى جهة تعود.